بحثنا عنه لنحاوره فأخبرنا أنه ما زال يملك العديد من المواويل التى لم يسمعها أحد، وكتب عن كل شىء حتى الموت قال عنه: سبحانه رب العباد موجود، والكون فسيح يا صاحبى ما لهوش حدود، ومهما طال الأجل برضه الأجل محدود، وفى النهاية والجسد ممدود، الدود يقول للدود.. ناكل الخدود الأول ولا العيون السود»، وأضح أن الموال حكمة ونصيحة وحكاية فى كام شطره، وقال: «أنا كنت فى فرح وأنا خارج قالت لى امرأة: يا أخويا شعرك أبيض وصوتك احلو.. فألفت موالا عن الشعر الأبيض قلت فيه: كتير من الناس قالوا عليا ده شعره بقى أبيض، أنا قلت فن الطرب ماله ومال الشعر ما دام الصوت سليم وأبيض؟.. فالشعر الأبيض فوق رءوس الكبار زينة، بيقول للشباب يا شباب بكره هتبقوا زيينا، واوعوا فى يوم يا شباب تستهتروا بينا، ده إحنا اللى خلفنا ودادينا وربينا، وياما عشانكم يا شباب تعبنا وشقينا، وبرضه دلوقتى بندعيلكم وشيالينكم جوه فى عنينا، الله يثبت خطاكم ويجعل أيامكم كلها تساهيل، وتعدوا بحر الحياة بسلام زى إحنا ما عدينا.. عن حالة وحال الأغنية الشعبية وساحة الغناء تحدث معنا الفنان محمد العزبى: لماذا أصبحت الأغنية الشعبية رمزًا للأغنية الهابطة؟ لأن الفن الشعبى حاليا أصبح فنا تايوانيا، أى شىء يلمع وليس له أى قيمة، وفى الحقيقة أنا لا أؤمن بفكرة الغناء الشعبى والغناء غير الشعبى، فأى فن يعجب الناس هو شعبى، وعبدالوهاب نفسه غناؤه كان شعبيا لأنه أعجب الناس وهو بألحانه وغنائه اقترب منهم، كما أن أغنية «أعطنى حريتى أطلق يدى» لأم كلثوم أغنية شعبية، وحتى القصائد التى يغنيها كاظم الساهر هى قصائد شعبية، فكلمات سلامتك من الآه شعبية، وليس صحيحا أن المطرب الشعبى يغنى غناء هابطا، وإلا أصبح جميع المطربين هابطين، فكيف يكون الشعبى هابطا ويوسف بك وهبى أطلق عليه ممثل الشعب؟.. فالهابط قد يكون فى «الحمار» الذى يغنون له الآن. أيضا ينظر الآن للمطربين الشعبيين على أنهم فئة متدنية؟ لأنهم حاليا يدخنون الحشيش قبل الصعود على خشبة المسرح، كما أن الجمهور الذى يسمعهم مجموعة حشاشين لا يفقهون فى فن الغناء الشعبى شيئا، أما أنا كمطرب شعبى كما تحبون أن تصفونى فأحترم نفسى، وجمهورى طول عمره راقٍ، فأنا غنيت أمام جميع رؤساء مصر من أول عبدالناصر وحتى الرئيس مبارك، وكل هذا يجعل الفن الشعبى فنا جميلا ويدخل إلى العقل بكلام موزون. لماذا أصبح ظهورك نادرا فى الوقت الحالى؟ «لأنى مش هخبط على الأبواب عشان حد يشغلنى».. وللحقيقة الإذاعة حتى الآن توزع علينا شغلا، ولكن التليفزيون ينتظر حتى يأتى علىّ الدور فى الحفلات، التى تقام فى مولد النبى وفى احتفالات أكتوبر والثورة، كما أن عدد المطربين حاليا أصبح كبيرا، وهم يفضلون الشباب فى الحفلات، فى حين أننى ما زلت أغنى بشكل جيد، كما أن صوتى ما زال جميلا وقويا والحمدلله، وهذا لأننى حافظت عليه، وأقول لمطربى هذه الأيام راعوا ربنا فى أصواتكم، «ومش عشان غنوة اتعرفتلك تروح تعربد وتضيع صوتك اللى وهبهولك ربنا». تكاد تكون المطرب الوحيد الذى لم يضع أغانيه فى ألبوم كاسيت.. لماذا؟ أنا عملت ألبوم زمان من إنتاج صوت القاهرة، لكن عشان أعمل ألبوم دلوقتى لازم يكون فيه كلام يناسب سنى، وحتى الفيديو كليب لازم يعملولى موضوع يناسبنى وما يجيبوليش واحدة فى سن بنتى تحبنى، فما يحدث فى الفيديو كليب حاليا ورقص وبطون عريانة، فلو تذكرتم الفيديو كليب الإسبانى الشهير «كوكو واوا» لم يكن فيه موديل واحدة بل كان مجموعة أطفال ونجح بشدة. من المطرب الشعبى حاليا الذى تراه امتدادا لك؟ لا يمكن أن يكون هناك امتداد لى، وبشكل عام لا يمكن أن يكون هناك بديل لأحد، فأنا كنت أقلد عبدالمطلب فى البداية ولكن درست الموسيقى حتى أخرج من عباءته، وأنا لا يمكن أكون مكان محمد رشدى أو شفيق جلال أو عبدالمطلب، فكل هذه ألوان ستظل موجودة ومتفردة لن تتغير، وهكذا فى كل المجالات، فحتى الآن فى التمثيل لم يستطع أحد تعويض نجيب الريحانى، وعادل إمام نجح بشده لأنه لم يقلد الريحانى وأخذ شكلا خاصا به فى الكوميديا، فالفنان لا يمكن تعويضه ونريد ممن يظهر أن يقدم شيئا جديدا. قلت إنك فى البداية قلدت عبدالمطلب.. فهل هناك مطرب قام بتقليدك؟ كثير من المطربين قلدونى، ومنهم وليد توفيق فى بدايته كان يردد أغنياتى، ونجح بشدة وحتى الآن يردد أغنياتى، وأنا لست ضد التقليد فى البداية، ولكن لابد أن يغير وينتج له شكلا جديدا، فمثلا أمال ماهر حينما قدمت أغنيات أم كلثوم لفترة طويلة، وحينما سألوا عنها المطربة الكبيرة وردة قالت إن صوتها جميل لكن لابد أن تخرج من عباءة أم كلثوم وإلا لن يراها أحد، وكذلك المطرب السورى صفوان بهلوان طوال الخط يردد أغنيات عبدالوهاب، طيب وبعدين؟.. لازم يغير لأننا لا نراه بل نرى عبدالوهاب. هل قابلت محمد عبدالوهاب؟ قالبته مرة واحدة فى منزل فريد الأطرش وقالى صوتك حلو، وكان نفسى يلحن لى أغانى لكن لم يحدث. ما تقييمك لحال الأغنية بشكل عام؟ «مسلوق» حيث إن الملحن يجلس أمام مهندس الكمبيوتر، ويقول له «عايز أقرب مقام للبياتى» فيقول له «كذا كذا» فيروح ملحن، ولكن قديما كان عكس هذا تماما، فالمرحوم محمود الشريف الذى لحن لى أغنية «إزى الصحة» كان يقول لى إن الفرقة جميعها مع بعضها للتدريب على اللحن وليخرج بشكل جميل، أما حاليا فكل عضو بالفرقة يسجل المطلوب منه على شريط، ويتم تجميعها على شريط ويدخل المطرب ليسجل صوته فى الاستوديو على اللحن الجاهز فلا تكون له مساحة للإبداع أو الانحراف عن اللحن فتخرج الأغنية بلا طعم أو رائحة وكأنها «مسلوقة»، وبرغم أن هذا الزمن به العديد من الإمكانات، التى تساعد على تجويد الغناء، لكن للأسف «السلطنة راحت». من المطرب الذى تحب أن تسمع له؟ حتى الآن لا أسمع سوى وديع الصافى ومحمد قنديل. ألا يوجد أحد تسمع له من مطربى هذه الأيام؟ محمد الحلو وعلى الحجار وهانى شاكر ومحمد منير، فكل واحد منهم له لون متفرد به وله سلطنته الخاصة والطربية. وماذا عن عمرو دياب وتامر حسنى؟ دول اللى بيسموهم مطربى الشباب على أساس إن احنا عواجيز وعمرو دياب زكى لا يقدم شغل كثير، وينفق على ألبوماته الكثير حتى تخرج بشكل جيد، وتامر حسنى مجتهد وكل حاجة بس مش عارف إيه حكاية البنات اللى «بتترمى» عليه فى حفلاته، فالغريب أن محمد منير يذهب إلى حفلاته آلاف البنات ولم نرى إحداهن ترتمى عليه برغم أنه شخصية ظريفة ومحبوبة. هل ترى أن مقاييس المطرب حاليا تغيرت؟ طبعا، الأول كان الصوت والدراسة والموهبة، أما حاليا فكل من مسك جيتار ومشى فى الشارع بقى «مغنى ومطرب» والناس تهلل له ولا يوجد طعم لكل شىء. حينما تصعد على المسرح حاليا هل تشعر أن الناس تقابلك بنفس حفاوة زمان؟ وأكثر، فيقولون «يااااه...شوف عنده كام سنة ولسه صوته حلو وبيغنى؟»، فما زال هناك من يفهم فى الموسيقى وحينما أردد جملة جميلة يصفق لى، ولكن للأسف حاليا «الرقص هو اللى ماشى». هل تعيش حياتك الآن كمطرب.. أى تقابل كتابا وملحنين أم أنك انصرفت عن هذا الأمر؟ طبعا فأنا عضو فى جمعية الملحنين والمؤلفين، ولكن للأسف حاليا ليس هناك ملحن بالمعنى المعروف، حيث يقدمون الألحان جاهزة على شرائط للمطربين، ويقول له لو عجبتك اشترى، وتحول الأمر إلى سبوبة وليس تلحينا. كنت مطربا فى فرقة رضا للفنون الشعبية.. فلماذا حاليا تردى حال الفرق الشعبية؟ أنا كنت أعمل فى فرقة رضا لفترة، ثم تركتهم لأنهم فشلوا فى تعيينى فى وزارة الثقافة مثل بقية أعضاء الفرقة حتى يكون لى راتب ومعاش وتأمين، وما زالت الفرقة مستمرة حتى الآن، ولكن حالها تدهور لأنها أصبحت أسيرة روتين الموظفين، والفن لا يخرج من رحم الروتين، فلا يمكن أن أنتظر توقيع موظف كى اشترى ملابس للفن أو غيره، ففرقة رضا تألقت لأن محمود رضا لم يأسرها للروتين، وكان كلما رأى شيئا مفيدا لعمل الفرقة يشتريه دون تردد، ولذلك تجد عادل إمام وسمير غانم ناجحين لأنهما لا يخضعان لميزانية وروتين وزارة الثقافة، وعامة لابد أن يعرف الناس أن دوام الحال من المحال. تجربتك مع الملحن ياسر عبدالرحمن فى مسلسل الدم والنار.. لماذا لم تتكرر برغم نجاحها؟ لم تتكرر لأننى كما قلت «ما مبخبطش على الأبواب»، فهذه التجربة نجحت لأننى وجدت الأستاذ الكبير وحيد حامد يكلمنى ويقولى على الفكرة، فقلت له اوعى تكون اتعرضت على محمد رشدى ورفضها، فقال لا إحنا مرشحينك، فدخلت فى جلسات عمل مع الملحن ياسر عبدالرحمن حتى خرجت بالشكل الذى رأيتمونه، والحمد لله، وأنا مستعد لتكرار التجربة ولكن لم يعرض على أحد. لماذا لم توضع فى قائمة مطربى تترات المسلسلات كعلى الحجار ومحمد الحلو؟ حينما يطلب منى سألبى. أنت أول من غنى للأقصر.. فهل دعاك محافظها لتكريمك بعد إعلانها كمحافظة؟ هم طلبونى فى حفلات هناك فى رأس السنة بس ما كنتش فاضى، لكنه ليس تكريما.