خيم الحزن والاسي علي قرية الحوامدة مركز كفر صقر بمحافظة الشرقية لفقدها ابنا من أعز ابنائها وهو المجند محمد صلاح عز الدين 22 عاماً والذي استشهد في الحادث الإرهابي الغاشم الذي شهدته مدينة المنصورة.. اتشحت القرية بالسواد فور علمها بالخبر المشئوم وتعالت صرخات النسوة حزنا علي فراق الشهيد الشاب الذي لم يمض علي زواجه أكثر من ثلاثة اشهر ورددن وأمه وزوجته الشابة الكلمات التي تدمي القلوب وتهز المشاعر. وقد توافد الآلاف من المواطنين علي منزل الاسرة لتقديم واجب العزاء في مصابهم الاليم وتخفيف احزانهم وقد رفضت اسرة الشهيد تقبل العزاء من المنتمين لجماعة الإخوان حيث أعلنت من خلال مكبرات الصوت المثبتة علي سيارات المكيروباص التي كانت بالقري للإعلان عن استشهاد ابنهم بأنه لا عزاء من الإخوان اثناء تشييع الجثمان لمثواه الأخير او تلقي العزاء في السرادق الذي أقيم بمدخل القرية. وقد استقبل الاهالي جثمان الشهيد بمدخل قريته بترديد هتافات لا إله الا الله الشهيد حبيب الله والإخوان أعداء الله والجيش والشعب والشرطة ايد واحدة.. وتعالت صيحاتهم المطالبة بالقصاص لشهداء الوطن وحماة ترابه وأن يتم ضبط الجناة وإعدامهم في مشانق بالشوارع والميادين ليكونوا عبرة لغيرهم لأنهم لا دين ولا ملة ولا وطن لهم. وقد اصيب والد الشهيد 84 عاماً بحالة من الذهول فور علمه بالخبر المشئوم وبدا متماسكاً في بداية الأمر الا أنه سرعان ما انهار وانخرط في البكاء قائلاً منهم لله القتلة لقد اغتالوا سندي في الحياة دون ذنب ارتكبه حسبي الله ونعم الوكيل فيهم وربنا ينتقم منهم.. وقال ان محمد ابني هو أكبر ابنائي الثلاثة وقد تقدم لأداء الخدمة العسكرية منذ عام تقريبا وتم توزيعه علي مديرية امن الدقهلية وكان سعيداً جداً لخدمة وطنه ولم يبد يوماً تخوفه من الاعمال الارهابية وكان شجاعاً ويقول لي ادعي لي وزملائي يا ابويا ثم ينخرط في البكاء يقول لقد كان بارا باسرته وكان يعاونها في تدبير نفقاتها حيث يبحث عن عمل في المسلح اثناء اجازته ولم يلتقط انفاسه لحظة واحدة وقال في اخر زيارة له لنا فوجئت به يوصيني بزوجته العروس وكأنه كان يشعر بأن مكروهاً سوف يلحق به.