شكرى سرحان وسعاد حسنى فى مشهد من فيلم الزوجة الثانية ظاهرة إعادة تقديم الأعمال الفنية القديمة ليست جديدة ولكنها تعاود الظهور من وقت لآخر فكنا علي موعد مع »رد قلبي« و»أدهم الشرقاوي« و»ريا وسكينة« و»الباطنية« و»الإخوة الإعداء« وأخيراً وليس آخراً »العار«.. وهذا العام يتجدد اللقاء مرة أخري مع »الزوجة الثانية« الذي تحول من فيلم قامت ببطولته سعاد حسني إلي مسلسل تلعب فيه دور البطولة ايتن عامر.. هذه الظاهرة تثير العديد من التساؤلات: هل هو إفلاس من جانب المؤلفين الذي نضب معين خيالهم ولم يعد هناك جديد يقدمونه؟!! أم هو استسهال ومحاولة استثمار النجاح الذي حققته الأعمال القديمة التي مازالت محفورة في أذهان المشاهدين.. وفي كل الأحوال فإن المقارنة واردة بين القديم والجديد؟! المهم الرؤية الفنان عزت العلايلي لا يري أزمة في إعادة الأعمال القديمة إذا كان العمل يقدم برؤية جديدة وتنفيذ جيد فليست هناك مشكلة ولكن لو أن التنفيذ سيئ سوف يؤثر أيضاً علي الموضوع، وأنا شخصياً لا أمانع من خوض مثل هذه التجربة.. المهم فقط أن يجذبني الورق وبالطبع لن يحدث ذلك إلا من خلال عمل درامي متماسك العناصر يختلف في رؤيته عن العمل الأصلي وإلا فما فائدة الإعادة!! بشرط الجودة السيناريست بشير الديك لا يري أي مانع من إعادة أو حتي اقتباس أفكار أمريكية أو غيرها، المهم جودة العمل وإتقانه، ويقول: عندي يقين طول الوقت أنه بغض النظر عن عمل جديد، قديم، واقعي، تاريخي.. المهم أن يكون عملا جيدا، فلو أن »الزوجة الثانية« مثلاً أعيد تقديمه بنفس عظمة الفيلم فلا مانع، ولو أنه أخذت رواية لنجيب محفوظ مثلاً أو غيره من العمالقة وقدمت بشكل سيئ فإن المحصلة هي خروج عمل دون المستوي.. ولكن قبل أن يتقن صعب إصدار أحكام، ممكن أن تكون النتيجة سيئة مثل مسلسل »العار« ويمكن أن يخيب ظنوننا وبالتالي يجب أن يكون العمل متقن وفيه جودة واحترام لعقل الناس وإلا يكون عديم الفائدة، ولكن هل ممكن أن يكون السبب إفلاس أفكار؟ يقول الديك: عموماً »مفيش أفكار جديدة« لكن هناك أفكار أساسية: الحب، الكراهية، الوطنية والخيانة وغيرها وهناك موضوع يقدم بشكل سيئ أو جيد، فالفيصل هو الجودة. أزمة مشاهد المخرج تيسير عبود يري أن من يعيد أعمال قديمة يكون موقفه أصعب ممن يقدم فكرة جديدة.. لأن فكرة المقارنة مطروحة دائماً وأبداً لدي المشاهد فحتي لو نجحت النسخة الجديدة من العمل دائماً تحدث مقارنة بينها وبين العمل الأصلي وهو ظلم لصناع العمل لا شك، وبالتالي فهم يحرمون أنفسهم من متعة النجاح ومهمومين طوال الوقت بفكرة »الناس هتقول إيه« وهو ما قد يوثر بالفعل علي جودة العمل، وإن كان البعض يتعامل مع الأمر بمنطق الاستسهال فيكون هدفهم إعادة تقديم أعمال ناجحة ومثيرة للجدل خاصة أنها تعد دعاية مجانية للعمل الجديد. شق تجاري الناقدة ماجدة موريس تري أن الظاهرة لها أسباب متعددة وإن كان أهمها ضمان عملية التسويق.. فهذه الظاهرة تجذب البعض خاصة أن الأعمال الأصلية حققت نجاحاً كبيراً وأصبح لها مكانتها سينمائياً ويصعب نسيانها، رغم أن بعضها مرتبط بظرف تاريخي ولا يجب إعادة تقديمه مثل »رد قلبي« الذي قدم بعد ثورة يوليو وكان مناسباً آنذاك، وأعتقد أن هذه الأعمال فيها شخصيات درامية وخيوط خصبة أحياناً تستفز المؤلف وتحمسه علي إعادتها، وبالتالي فإن هذه الظاهرة تحمل قدراً من الاستفادة من هذا النجاح، إضافة إلي أن تسويق الأعمال الفنية جزء كبير منه يعتمد علي العناصر التجارية »كالزوجة الثانية« مثلاً فهو عمل مضمون ترويجه نظراً لنجاح الفيلم، فهو بالفعل عنصر جديد وإن كان محفوفاً بالمخاطر لأنه في حالة الفشل في تقديم رؤية مختلفة أو قوية مقارنة بالعمل الأصلي، فإن الفشل هنا يكون مزدوجاً.