اختلف عدد من كتاب الدراما حول اعادة انتاج الاعمال السينمائية القديمة وتحويلها إلي مسلسلات, ووصف بعضهم الفكرة بأنها افلاس, وعشوائية, ولم يمانع آخرون اذا كانت برؤية فنية مختلفة, وتضيف للمشاهد وللعمل جديدا. واشترط المؤيدون الرجوع للنص الادبي الاصلي, لأن اعادة بناء السيناريو السينمائي, وتحويله إلي مسلسل يشبه عمل الترزية الذين يفصلون السيناريو علي مقاس النجوم. وأضافوا ان بعض المؤلفين لا يملكون أي مهارات ولا مفاهيم وسياقا يعملون من خلاله, و موهبتهم موجهة فقط نحو المنتج والنجم الذي سيقوم ببطولة العمل. قال الكاتب, محمد أبو العلا السلاموني, الذي وصف ما يحدث للدراما المصرية بالعشوائية والإفلاس: هذا لهو وسعي خلف سراب, والبعض يعتقد ان نجاح العمل يعني نجاح الجميع مضيفا ان ما يحدث للدراما المصرية يدل علي عدم التخطيط واللا إدراك لدور الكاتب وأهمية الكتابة.. مشيرا الي ان بعض كتاب السيناريو لا يملكون ثقافة ولا دورا اجتماعاي, ويتناسون كل القيم, ويبحثون عن النجاح بأي وسيلة, وأصبحوا ترزية يفصلون المسلسلات علي مقاس النجوم, بينما الطبيعي والمفترض أن الكاتب يكتب وفقا لفكرة ومفاهيمه الثقافية والاجتماعية التي تحكمه, لا أن تكون عينه نحو مطالب المنتج أو النجم أو السوق. وعلي النقيض يري السيناريست أيمن سلامة أنه لامانع من إعادة انتاج الاعمال السينمائية وتحويلها الي أعمال درامية بشرط أن يعود المنتج أو المؤلف للنص الأدبي الاصلي وتقديم معالجة مختلفة..مشيرا إلي أن تحويل سيناريو سينمائي إلي عمل درامي, أو اعادة تقديمه سينمائيا مرة أخري, يعد إفلاسا حقيقيا في الافكار واذا أراد استثمار العمل لابد من اللجوء للنص الادبي ذاته كما فعل الكاتب عاطف بشاي حين حول رواية عمارة يعقوبيان إلي مسلسل, فهو لم يرجع للفيلم وإنما عادل للرواية ذاتها ولهذا خرج العمل بشكل جديد وباضافات مختلفة, وأضاف سلامة اعتقد ان بعض المنتجين يلجأون إلي ذلك كنوع من استثمار نجاح العمل, فهو يختار عملا ناجحا ويعيد إنتاجه مرة أخري ضمانا لنجاحه وتسويقه.. حيث يحصل علي توقيع الممثل قبل كتابة العمل نفسه لأنه يعتمد علي اسم الفنان الذي جسد الشخصية سابقا, واعتقد لن يرفض ممثل عملا قام بتجسيده فنان بحجم فريد شوقي مثلا.. الممثلون يوقعون حتي قبل أن يبدأ المؤلف الكتابة, وعادة هذا لا يحدث مع الأعمال الجديدة. وأخيرا قال سلامة اعتقد هذه موضة كسابق الموضات التي خرجت علينا سابقا وسوف تنتهي قريبا. ولم يمانع السيناريست, أحمد أبو زيد, وقال يمكن تحويل العمل السينمائي لعمل درامي, ولكن يقدم من خلال وجهة نظر مغايرة.. وجديدة تماما, خاصة وأن الفن تواصل, أما إذا قدم العمل بنفس الحدوتة دون إضافات فسوف يفقد عنصرا من عناصره المهمة لدي المشاهد, وهو عنصر التشويق والجذب. واشار إلي روميو وجوليت القصة التي قدمت لعدد من المرات وفي كل مرة برؤية جديدة ومختلفة, وعن تحويل الفيلم لفيلم أخر بأبطال جدد قال أبو زيد أعتقد هذا صعبا لأن الفترة الزمنية المتاحة للفيلم هي نفس الفترة فكيف يستطيع المؤلف إذا إضافة رؤية جديدة ومعالجة مختلفة ورغم هذا لا نستطيع الحكم علي التجربة قبل رؤيتها فربما تنجح وقال السيناريست مصطفي محرم ان أمريكا تعيد كل عشرين عاما إنتاج أفلامها القديمة مرة أخري باستخدام التكنولوجيا الجديدة, والمخرج جيمس كاميرون سوف يعيد إنتاج فيلم كليوباترا مرة أخري, لأن السينما تتغير وتتقدم كل عشرين عاما, فهي صناعة تطور أجهزتها باستمرار.., فلا مانع أن تعاد ولكن برؤية أخري, واعتقد الذي فتح باب إعادة تحويل الأعمال السينمائية إلي أعمال درامية هو نجاح الباطنية, خاصة مع إضافة أحداث جديدة, وهذا سهل لأن الفترة الزمنية للفيلم ساعتان, بينما المسلسل22 ساعة, يستطيع المؤلف إضافة العديد من الأحداث, والشخصيات لخدمة العمل, وأضاف محرم نحن نعلم أن العمل الأدبي يمكنه التناول بأكثر من رؤية, وعن نفسي أتمني إعادة عمل ثلاثية نجيب محفوظ, وبعض أعمال إحسان عبد القدوس. ووصف المخرج حسني صالح تحويل الأعمال الدرامية القديمة وإعادة صياغتها مرة أخري بأنها سلاح ذو حدين.. وقال لا مانع من استخدام التكنولوجيا الحديثة والثراء الإنتاجي الموجود الآن والذي كنا نفتقده سابقا في إعادة صياغة الأعمال مرة أخري ولكن هل يستطيع النجوم الآن توصيل نفس الروح التي كانت تحملها الأعمال القديمة وتساءل صالح من يستطيع التمثيل بنفس أداء محمود المليجي أو فريد شوقي أو زكي رستم.. اعتقد أن هذا صعب جدا استحضار نفس الروح والسمات التي كان يحملها هؤلاء النجوم..ورغم هذا لا أمانع إذا كتب العمل برؤية جديدة وأفكار جديدة مختلفة تضيف له وتثريه وتقدمه بشكل مختلف.