70 ألف قتيل سورى خلال عامين من الثورة تدخل الثورة السورية اليوم عامها الثالث في ظل استمرار للجمود السياسي بسبب تمسك الرئيس السوري بشار الأسد بالسلطة في الوقت الذي تطالب فيه أبرز تكتلات المعارضة بمرحلة انتقالية من دونه. ورغم فقدان قوات النظام السيطرة علي مناطق واسعة في شمال سوريا وشرقها لصالح مقاتلي المعارضة، يبدو الأسد مقتنعا بانه سيخرج منتصرا من النزاع الذي اودي بحياة 70 الف سوري خلال عامين بحسب حصيلة الاممالمتحدة. ويقول فولكر بيرثيس مدير المعهد الالماني للسياسة الدولية والشؤون الامنية في برلين ان الاسد يبدو منفصلا عن الواقع اكثر فاكثر، ويعتقد انه بسيطرته علي المدن الكبري، لا سيما دمشق، اضافة الي غرب سوريا، يحتفظ لنفسه بأوراق سيستخدمها في المستقبل. إلا أن الخبير الالماني اعتبر ان الاسد »لن يفاوض، لا علي رحيله ولا علي مستقبله«. وتسبب النزاع بملايين النازحين والمتضررين وعشرات الاف المفقودين والمعتقلين. واعتبرت الاممالمتحدة اخيرا ان سوريا دخلت مرحلة "الكارثة المطلقة". وبعد اندلاع شرارة الثورة في درعا قبل عامين حاول الناشطون - الذين انشأوا تنسيقيات علي الارض ومكاتب اعلامية واجتاحوا مواقع التواصل الاجتماعي علي الانترنت- الحفاظ علي سلمية تحركهم، بينما كان المتظاهرون يقتلون برصاص قوات النظام ويعتقلون يوميا واستمر ذلك علي مدي أشهر طويلة الي ان ارتفعت اصوات تطالب بحق الدفاع عن النفس. وكانت معركة حي بابا عمرو في مدينة حمص (وسط) الذي دخله جيش النظام في الاول من مارس 2012 بعد ايام طويلة من المعارك والحصار، النقطة الفاصلة التي حسمت الوضع في اتجاه عسكرة النزاع. وفي حرب الاستنزاف الدائرة حاليا، يبدو واضحا انه لا يوجد طرف قادر علي الحسم العسكري.