عامان من الشد والجذب بين النظام السوري والمعارضة علي اختلاف أركانها لم ينتج عنها سوي الخسارة في المال والأرواح بما فاق الكم والكيف لأي حرب قد تدور بين دولتين. وصل عدد القتلي المدنيين السوريين حتي الآن إلي ما يقرب من45 ألفا سواء من السكان أو الجنود النظاميين أو عناصر الجيش الحر الممثل للمعارضة المسلحة. ومن ينظر إلي تطور الأحداث يوميا لا يستبشر بخير, بل يتوقع المزيد من الدمار, فضربة من جيش الأسد يقابلها قصف من الحر والضحايا هم المدنيين ومؤسسات الدولة. هي حرب للاستنزاف وما يضع سوريا أمام السيناريوهات الكئيبة هو أن كل المخططين لمستقبل سوريا ما بعد الأسد, ولا سيما في الولاياتالمتحدة وأوروبا, لا يعيرون الانتباه اللازم لتجنيب دمشق التفتيت, أو الدخول في مرحلة غامضة من الاقتتال الداخلي والذهاب في طريق التقسيم. وفي ظل انقسام مجلس الأمن, يبدو أن الخيار الوحيد المتاح أمام الغرب هو تشكيل ائتلاف عسكري من خارج الأممالمتحدة للقيام بغزو سوريا علي الطريقة العراقية, في محاولة للإسراع بإسقاط النظام, وربما يتم التخطيط لذلك في اللقاء الذي يعقد حاليات في لندن بين أطراف دوليين للتخطيط لمرحلة ما بعد الأسد وهو اللقاء أيضا الذي منع الإعلام من تغطيته. وفي خلال زيارة المبعوث الدولي العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي لسوريا مؤخرا, قدمت هيئة التنسيق الوطنية المعارضة لقوي التغيير الديمقراطي مشروع رؤيتها للحل السياسي للأزمة والتي قدمته للإبراهيمي والخارجية الروسية. تتبلور المبادرة في5 بنود أولها وقف العنف من قبل جميع الأطراف, ثم إطلاق سراح جميع المعتقلين وإصدار عفو شامل عن جميع المطلوبين من قبل النظام. كذلك تأمين عودة كريمة لجميع النازحين وتدبير الإغاثة الإنسانية لم تضرروا من الحرب. وأخيرا التفاوض علي حل سياسي منتهاه إجراء انخابات ديمقراطية. علي ما يبدو أن الأسد قد بدأ من دون انظار في تنفيذ المبادرة دون إعلانها, فقد وافق علي صفقة تبادل الأسري مع الجيش الحر والتي تضمنت الإفراج عن48 معتقلا إيرانيا لدي الحر مقابل2132 لدي النظام. كما اقر مجلس الوزراء السوري أمس البرنامج السياسي لحل الأزمة والذي يوضح مهام الحكومة التي تعمل علي انجازها لحين اعتماد الميثاق الوطني من قبل الشعب. وأعرب الجيش الحر عن دهشته م خطوة الأسد للموافقة علي الصفقة. إلا أن الإبراهيمي علي ما يبدون لا يستبشر خيرا وأعرب عن خيبة أمله إزاء خطاب الأسد الأخير معتبرا خطة السلام ينشدها الأسد باتت تتسم بالطائفية. وتستمر الخطوات السياسية حيث يلتقي غدا الإبراهيمي بدبلوماسيين روسي وأمريكيين في جنيف, وتحديدا وليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكية وميخائيل بوجانوف نائب وزير الخارجية الروسية لمحاولة التوصل إلي نقطة مشتركة.