بعد سنتين علي اندلاعها, تحولت الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد إلي حرب أهلية مدمرة , تسببت في سبعين ألف قتيل ومليون نازح, ولاتزال الأزمة عصية علي كل محاولات الحل السياسي, واعتبرت الأممالمتحدة أخيرا أن سوريا دخلت مرحلة الكارثة المطلقة! علي الأرض, يتقاسم السيطرة علي سوريا, جيش مرتبط ارتباطا عضويا بالنظام, ومجموعات مسلحة تعد الإسلامية منها الأكثر قوة. التدمير والتفتيت هو العنوان في سوريا اليوم, ملايين النازحين والمتضررين وعشرات الآلاف من المفقودين والمعتقلين. قبل أسابيع, لاح في الأفق أمل بعد إعلان كل من دمشق والمعارضة استعدادهما للتحاور. وجاءت مبادرة معاذ الخطيب رئيسhgCjght الوطني السوري, لتكسر الصمت وفتح ثغرة في الأفق السياسي للثورة. لكن تبين أن حوارا كهذا يصطدم بعائق أساسي هو: هل يجري في ظل بقاء الأسد علي رأس السلطة, كما يريد النظام وحلفاؤه؟ أم يكون حوارا علي رحيل الأسد وأركان نظامه كما تطالب المعارضة؟ وتاهت مبادرة الخطيب, وتبددت, وفشلت في إحراز أي تقدم, كما فشلت من قبل وساطة دولية قام بها موفدان خاصان إلي سوريا, كوفي أنان, ومن بعده الأخضر الإبراهيمي, الذي صبت عليه دمشق خلال الأسابيع الماضية سيلا من الانتقادات. ومع التسليم بأنه خلال عامين لم يتمكن مجلس الأمن من الخروج بأي قرار حول سوريا, بسبب الانقسام الدولي حول تلك الأزمة, ومع التسليم أيضا بأن داعمي الرئيس السوري بشار الأسد: الروس والإيرانيون والصينيون وداعمي المعارضة السورية, من دول غربية وعربية متفرقة, غير مهتمين فعليا بالسلام, بل يريدون التأكد أن من سيصل إلي السلطة في سوريا أيا كان, سيكون إلي جانبهم, فإنه لا يبدو أي طرف من المتحاربين قادرا علي تحقيق نصر حاسم علي المديين القصير أو المتوسط. فهل تستفيق الدول الداعمة للمعارضة وتقدم مزيدا من المساعدات لها, لأنه لا يمكن أن يكون هناك حل سياسي من دون تعديل ميزان القوي علي الأرض لصالح المعارضة سياسيا وعسكريا, لأنه ينبغي أن تشعر دمشق بالخوف, وينبغي أن تفهم موسكو أن الوقت حان لتغيير موقفها, والتخلي عن الأسد.