سيادة الرئيس / محمد مرسي من مواطن مخلص للإسلام ورسالته، ومحب للوطن وترابه مهموم بالشعب وآلامه، دعني أخاطب عقلك بالعلم الذي تنتمي اليه، وأناشد قلبك بالإيمان الذي تستظل به. فأنت ونحن في فتنةٍ كبري قد أطلت بوجهها الكئيب، وقد ارتسمت قسماتها بعناد الأطراف كافة، وأطلت علينا بابتسامة صفراء وبنظرات المقامر والمغامر بمستقبل البلد، وبدت لنا وهي تلهو بالسير علي حافة الهاوية وما أدراك ماهيه، ودعني أذكرك - فإن الذكري تنفع المؤمنين - بما يلي : الصراع بين رموز القوي السياسية قد وضح تماما أنه صراع علي مقاعد السلطة وإن بدا تحت لواء الدين أو تستر برداء الوطنية . أن القوي الثورية - وخاصة الشباب - تري أن الأغلبية التي حصلتم عليها كانت نتاج كراهة للغير أكثر منها حباً في الإخوان، وبناء عليه فإن ما حصدتم من ثمار الثورة، وما تسعون لإستكماله هو أكثر كثيراً مما تستوجبه عدالة التوزيع . أن الصراع علي ما يجب تطبيقه من أحكام الشريعة - بين المفرطين والمتشددين من أبناء الوطن - لن يحسم لصالح أحد الطرفين ولكن ستحكمه الكتلة الوسطية الكبري بل وسيفرضه الواقع المحلي والعالمي وهو أقوي من الجميع . أن النزيف الاقتصادي - الذي يراهن عليه التيار المعارض ولا يرتعد منه من في الحكم - قد تجاوز حد الخطر وخاصة فيما يتعلق بالقطاع الخاص الذي لن يستطيع الصمود وهو الذي يضم 60٪ من عمالة الدولة والتي أصبحت معرضة للتسريح . النتيجة الحتميه للإنهيار الإقتصادي والظلم الإجتماعي الواضح هي ثورة الجياع، وهي ثورة (لا قدر الله) لن تُبقي ولن تذر . هذا وبعد أن استحال الحوار بين عناد وشماتة، وبين تخوين وتخويف، وبعد أن جثمت الفتنة علي أبواب الرئاسة، فإني اقول لك " وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُواوَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُوحَظٍّ عَظِيمٍ " وأقترح علي سيادتكم أن تقوموا بمبادرة من جانبكم معلنةً وشفافةً يظهر منها حسن النوايا وإعلاء مصلحة الوطن فوق أي إعتبار آخر، وتبني علي ما يلي :- اولاً:- تشكيل حكومة إنقاذ وطني مؤقتة، تمثل بها كافة الأطراف وعلي أن يتولي مرشحو الرئاسة السابقون مع سيادتكم إختيار الوزراء طبقا لألية مقبولة أساسها الكفاءة والحيدة والعدل، وبذلك تتحمل هذه الحكومة مسئولية الأخطار المتوقع حدوثها بل والتي أكاد أُجزم أنها قد وقعت فعلا . ثانيا :- أن تُطالب المعارضة بتقديم صيغة محددة ومعلنة لقانون انتخابات مجلس الشعب، ويتم مناقشة بنوده علانية تمهيدا لإقراره بالطرق القانونية، وبهذا إن قدر الله للتيار الإسلامي الفوز بأغلبية المقاعد فلن يكون هناك شبهه أو حجه للإعتراض. ثالثا :- بعد الإنتهاء من قانون الانتخابات يتم مطالبة المعارضة بتقديم مواد للدستور بديلة عن تلك المختلف عليها وتتعهد الرئاسة بطرحها للاستفتاء العام. أعانكم الله علي ما ابتلاكم به ووفقكم لما فيه صلاح البلاد والعباد . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته