هل يستمر الدمار فى سوريا لعام آخر لم تغير المبادرة التي طرحها الرئيس السوري بشار الاسد اول امس شيئا من المصير الغامض الذي ينتظر الازمة السورية . فالنزاع المستمر والصراع المسلح في سوريا منذ21 شهرا يؤكدان بما لايدع مجالا للشك أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يتهاوي بالفعل وأنه في سبيله إلي السقوط ..ولاتقدم المبادرة جديدا مع استمرار نظام الأسد في استخدام الحلول الأمنية دون السياسية ولجوئه إلي القتل دون تمييز حتي ان الاممالمتحدة قدرت عدد القتلي 60 الف شخص، فقد امتدت الثورة مع عامها الثاني إلي كافة شرائح وقطاعات الشعب السوري وان الأسد ومؤيديه يقاتلون الآن من أجل البقاء أو إطالة فترة البقاء لا أكثر، خاصةً بعد أن فقد نظامه الخصائص الأساسية التي يتسم بها أي نظام، فلم تعد له شرعية أخلاقية وسياسية يستند إليها داخل سوريا وفقدالقدرة علي إدارة شؤون الدولة أو السيطرة علي الحدود أو حفظ الأمن .. وفي المقابل تتزايد يومًا بعد آخر قدرات المعارضة السورية والجيش السوري الحر الذي يسيطر الآن علي اجزاء كبيرة في أنحاء سوريا ويقيم مناطق آمنة كما بدأت الأطراف الدولية، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة، في إعادة النظر في سبل دعم المعارضة السورية بشكل أكثر جدية لأنها أدركت أن الثورة امتدت أفقيًا ورأسيًا إلي كافة قطاعات وفئات الشعب السوري، حتي إن الأقليات التي ترددت في دعم الثورة أو فضلت الوقوف علي الحياد انقلبت في الآونة الأخيرة ضد نظام الأسد الذي تتوالي الانشقاقات بين صفوفه سياسيًا وعسكريًا ودبلوماسيًا في سيناريو يشبه الثورة الليبية ولهذا تبدو سوريا هذا العام مفتوحة علي كل الاحتمالات التي لا يمكن توقعها بسبب تعدد وتداخل الابعادالداخلية والإقليمية والدولية في النزاع السوري. ..في الغالب. سوف تتشكل في سوريا عقب سقوط الأسد خريطة سياسية جديدة تنتظم فيها قوي المعارضة الفاعلة حاليا مثل هيئة التنسيق والمجلس الوطني ، في شكل كتل وأحزاب سياسية ، ، وهذا لايمنع من ظهور قوي جديدة علي الساحة السياسية.. ومن المتوقع ان تتصدرقوي الإسلام السياسي هذه الخريطة حيث تبدو مؤهلة للانتظام سريعًا لتظهر كقوي فاعلة، ويأتي علي رأسها جماعة الإخوان المسلمين التي أتاحت لها الثورة الحضور في المشهد السوري بعدما تعرضت له من قتل وإقصاء ونفي في ظل حكم آل الأسد؛ حيث تساهم الجماعة التي تتمتع بحسن التنظيم والتمويل في كل المحطات السياسية للثورة، وتدعم الجيش الحر المتمركز في تركيا والداخل وترسل المال والإمدادات إلي سوريا ، يات بعدها في الترتيب الاحزاب الأحزاب اليسارية والليبرالية والقومية ومعظمها ممثل داخل هيئة التنسيق الوطني وربما يقود طول أمد الثورة إلي إعادة فرز هذه القوي وظهور مجموعة جديدة من الأحزاب ذات التوجهات المختلفة والتي ستلعب دورا في تشكيل خريطة الحكم في سوريا ويمكن القول ان الصراع الاقليمي والدولي للتدخل في النزاع السوري هو الذي ادي الي اطالة امد الثورة السورية وستزيد حدته بعد سقوط نظام الاسد.. فالمؤيدون لنظام الأسد مثل روسيا والصين دوليًا، وإيران وحزب الله إقليميًا والمعارضون له مثل الدول العربية ممثلة بالجامعة العربية، والولاياتالمتحدة، والاتحاد الأوروبي، وتركيا سيحاول كل منهم ان يكون لهم دورا ما في رسم خريطة سوريا الجديدة او اطالة المرحلة الانتقالية او إيجاد وسائل ما لتعويض خسارة نظام الأسد او منع سوريا من السقوط في الفوضي.. في الوقت نفسه تستعد الغرب لان يكون لها دور أكبر من بقية الأطراف الاخري في سوريا، من خلال عدد من الملفات.