منذ حوالي سبع سنوات.. وقفت الممرضة ناني مع زميلاتها يحتفلن بإفتتاح معمل جديد للفحوص الطبية بقصر العيني وطلبن من الأطباء أن يجروا عليهن أول هذه الفحوصات..بينما ذهبت الممرضة ناني إلي الطبيب المسئول عن المعمل فأكد لها أنها مصابة بضمور شديد في إحدي كليتيها .. وقع الخبر عليها كالصاعقة .. أخذتها أمها وشقيقتها الكبري إلي المستشفي.. لتدخل دوامة المرض اللعين .. فلقد أكد الأطباء جميعهم أنها مريضة بفشل كلوي وأن بقاءها علي قيد الحياة يتطلب أن تجري أربع أو ثلاث جلسات غسيل كلوي كل إسبوع ولم تصدق هذه الشابة أنها ستسجن في فراش المرض .. ولن يستمر الحال بها طويلاً.. فلقد جاءت إلي جريدة الأخبار وكان اللقاء بيني وبينها وعرفت تفاصيل القصة كاملة خاصة أن الأمر أصبح لابد أن تجري لها عملية زرع كلي وإلا لن يطول لها العلاج لهذا الفشل .. وبالفعل كتبت قصتها.. وجاءت الإستجابة سريعة.. وافق عدد من الأطباء الكبار في مجال زرع الكلي علي التبرع بإجراء هذه الجراحة لها بالمجان ولكن كانت المشكلة تتمثل في وجود متبرع بهذه الكلي.. ورغم مرور جميع أفراد عائلتها بالفحوصات اللازمة لإختيار الكلي من أحدهم إلا أن الأنسجة لم تتوافق بينها وبينهم.. وكان الأمل الوحيد هو البحث عن متبرع مقابل المال.. وكانت تلك هي مشكلة المشاكل فقد عشت معها ومع أسرتها كل محاولات النصب والإحتيال علي هذه المخلوقة الضعيفة والتي كان معظم القادمين يوافقون علي بيع الكلي مقابل عشرات الآلاف من الجنيهات وكان الطريق إلي التبرع يمر بمشاوير طويلة في معامل التحاليل الطبية للوصول إلي المتبرع الذي يصلح لتؤخذ منه الكلي لزراعتها لناني.. وأخيراً نحجت المحاولة وتبرع أحدهم مقابل المال بكليته ومنذ أربع سنوات تزوجت ناني بعد نجاح العملية وعلمت أنها رزقت بإبن أسمته »محمد« وإنقطعت أخبارها إلي أن جاءتني منذ أيام مكالمة من شقيقتها الكبري تقول لي إننا بحثنا عنك طويلاً لنشكرك علي وقوفك معنا وعندما سألتها عن ناني فقالت لي لقد صعدت روحها إلي السماء منذ أيام قليلة بعد أن عاشت أجمل أربع سنوات في عمرها.