شلل تام فى المستشفيات.. والاستقبال بالفلوس زحام وتكدس أمام المستشفيات الحكومية .. والعيادات الخارجية مغلقة الأطباء مشغولون بتعليق لافتات المطالب ارحمونا من آلام المرض.. وانقذونا من قسوة الأطباء الذين كنا نتصورهم ملائكة للرحمة. هذه كانت صرخات المرضي الذين تحولوا إلي ضحايا مع تنفيذ الأطباء لإضرابهم. مع بدء الإضراب أغلقت المستشفيات الحكومية أبواب عيادتها الخارجية والنتيجة تكدس جميع المرضي في أقسام الاستقبال والطوارئ التي تحولت إلي حجرات عذاب.. والأخطر من ذلك ان بعض المستشفيات مثل مستشفي الجلاء للولادة انتهزت الفرصة وقامت بتحويل أقسام الاستقبال من خدمة مجانية إلي خدمة مدفوعة لتعويض ما كان يتم تحصيله من مرضي العيادات الخارجية»!« تحقيقات »الأخبار« قامت بجولة وسط المرضي داخل أهم المستشفيات الحكومية التي شملها الاضراب وكأنه يستهدف المرضي الغلابة. تحقيقات »الأخبار« قامت بجولة في عدة مستشفيات لرصد اليوم الأول من اضراب الأطباء.. شهدت مستشفيات أحمد ماهر والمنيرة والجلاء زحاما وتكدسا ومشاحنات وصلت إلي حد التطاول بالأيدي بين المرضي والمشرفين علي إدارة المستشفي بعد أن أغلقت العيادات الخارجية في وجوههم ليصرخوا »حرام عليكوا ارحمونا.. أين ملائكة الرحمة«. الاستقبال بفلوس انتقلنا من أمام قسم الاستقبال والطوارئ إلي عيادة مدير مستشفي الجلاء الدكتور محمد اسماعيل الشريف مدير عام مستشفي الجلاء الذي فوجئنا به يبتسم ابتسامة رقيقة قائلا: »كله تمام« مفيش مشاكل، وقد تم إخطار المرضي المترددين علي العيادات الخارجية بميعاد الاضراب وتم التنسيق مع أقسام الاستقبال والطوارئ بكيفية التعامل مع المرضي والكشف عليهم. وأضاف ان هذه الأقسام تقوم بالكشف المجاني علي المرضي وتقوم بتشخيص المرض وكتابة روشتة الدواء.. فطلبنا القيام بجولة داخل أقسام الاستقبال والطوارئ لرصد الحدث فقرر ان ينزل بنفسه ويقوم بالمرور معنا علي هذه الأقسام.. البداية كانت من العيادات الخارجية التي أصبحت خالية من المرضي حيث أغلقت »بالضبة والمفتاح« وأثناء الحديث مع مدير المستشفي خرجت علينا إحدي الممرضات قائلة بصوت منخفض »انزلوا الاستقبال بياخدوا فلوس الكشف من الناس.. ومدير المستشفي بيضحك عليكوا«.. وخرجنا من المستشفي متجهين إلي الاستقبال مرة أخري لكي نرصد ما قالته الممرضة ووجدنا بالفعل المرضي يقطعون تذكرة للكشف في أقسام الطوارئ والاستقبال وهذا عكس ما قاله المدير بأن الكشف مجاني! تقول أم إسلام التي اطلعتنا علي تذكرة الكشف انها دائما في الأيام العادية تدخل للكشف في الاستقبال مجانا ولكن الوضع تغير بعد الاضراب، فالكشف 2 جنيه وهذا لم يحدث من قبل. وأكدت أم مازن انها جاءت من الساعة السابعة صباحا منتظرة أمام المستشفي للكشف علي ابنتها التي تعاني من آلام الحمل قائلة: الاضراب يأتي فوق رأس المواطن الغلبان ويزيد من معاناتنا اليومية فابنتي تعاني من الألم وأمام طابور كبير من المرضي متسائلة هما عاوزين ايه؟ وهو الغلبان دائما ضحية. ارحموا زوجتي ويضيف تامر جاد ان زوجته في حالة ولادة وأنه ينتظر من الساعة الثامنة حتي 21 ظهرا ولم يقم أحد بتوقيع الكشف عليها ولا تجهيز غرفة الولادة بالرغم من انه سدد المصاريف والرسوم المطلوبة. وتري سلوي ان ما يحدث الآن في جميع المستشفيات له تأثير كبير علي المريض »الغلبان« اللي »هيلقيها منين ولا منين« مضيفة إذا استمر الاضراب سيقوم المرضي بتحطيم وتكسير المستشفيات. المرضي يرفضون وفي مستشفي أحمد ماهر التعليمي بمنطقة السيدة زينب ومنذ ساعات الصباح الأولي شهدت أبواب المستشفي تكدس أعداد كبيرة من المرضي الذين يتوافدون للكشف والمتابعة ليفاجأوا بإغلاق الأبواب حتي يتم دخول المرضي فردا فردا لمعرفة الحالات الطارئة التي تستحق الكشف والحالات الأخري التي يمكن تأجيلها. ويقول الدكتور محمد الأمين أخصائي الطواريء: هدفنا من هذا الاضراب هو مصلحة المريض أولا فنحن نطالب بزيادة ميزانية المستشفيات التي تعاني نقصاً كبيراً في أنواع عديدة من الأدوية والأجهزة أيضا، فهناك مرضي حتي في العناية يقومون بشراء الأدوية بأنفسهم وهذا غير منطقي.. ويضيف ان هذا الاضراب جزئي.