كشف حساب 61 شهرا: ترحيل 4231 شاباً من إيطاليا واليونان القبض علي 3821 مهاجراً في 44 محاولة غير شرعية حادث غرق مركب مصري قبالة السواحل الليبية وعلي متنه 40 شابا في طريقهم للهجرة غير الشرعية الي ايطاليا خلال الايام الماضية يفتح ملف الهجرة غير الشرعية من جديد خاصة بعد ثورة 25 يناير ..فمع كل كارثة موت او غرق مجموعة من شبابنا المصري في مياه البحر اثناء سفرهم بطرق غير شرعية وحصد مئات الارواح يتكرر الحديث عن خطورة هذا الملف تكتفي الحكومة المصرية بالمعالجات الامنية للظاهرة وتهمل دورها في تحسين اوضاع الحقوق الانسانية وتوفير الحياة الكريمة لمواطنيها وهي من اهم الاسباب التي تدفع الشباب الي الهجرة ..فحل المشكلة معروف لدي الجميع وهي البطالة وتدني الاحوال الاقتصادية، وتوفير حياة كريمة ولكن " تسمع ما ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي". فقد اظهرت الاحصاءات الامنية زيادة اعداد الشباب المهاجرة من مصر بعد الثورة بسبب انخفاض حالة الاوضاع الامنية والاقتصادية والاجتماعية وانخفاض مستوي المعيشة فبلغت اعداد المصريين المرحلين من دولة ايطاليا الي مصر عام 2011 نحو 1123شابا ومن اليونان 201 . وبلغ عدد الحالات التي تم احباط سفرها بطريقة غير شرعية 44 عملية تضم 1283 شابا.. وعلي الرغم من احباط هذه العمليات من خلال اجهزة الامن في مصر ودول اوروبا الا ان الشباب المصري مازال يكرر محاولاته للسفر اكثر من مرة من اجل الثراء السريع . ففي خلال العشرة اعوام السابقة حصدت امواج البحر ارواح الالاف من الشباب المصري اثناء هجرتهم غير الشرعية .. ففي شهر يونيو عام 2008 غرق 148 شخصا من جنسيات مختلفة بينهم 50 مصريا اثناء استقلالهم - مركب ليبي - علي بعد عدة كيلومترات من منطقة زوارة قرب الحدود التونسية التي خرجت منها المركب وكانت متجهة الي ايطاليا مقابل 2000 دولار علي الفرد تم دفعها لسمسار مصري مقيم بليبيا . وفي ديسمبر عام 2007 غرق 30 مصريا اثناء استقلالهم مركب صيد صغير علي السواحل التركية وكان معظمهم من قرية بساط كريم الدين بمركز شربين بالدقهلية.. وبعد شهر واحد غرق 24 مصريا من اجمالي 184 شخصا من جنسيات مختلفة امام سواحل مدينة سيراكوزا بإيطاليا في مركبين منفصلين انطلقت احداهما من مصر والاخري من ليبيا . وفي شهر مارس 2009 غرق 10 مصريين كانوا يستقلون - مركب صيد ليبي - ايضا خرجت من منطقة سيدي بلال جنزور بطرابلس في رحلة غير شرعية الي دولة ايطاليا.. كما غرق 8 شبان وتم انقاذ 80 انقلبت بهم مركب صيد صغيرة متهالكة بشواطئ ادكو بالبحيرة عام 2007.. وفي فبرايرعام 2010 مقتل الشاب المصري احمد محمود عبد العزيز في ميلانو بايطاليا علي يد مهاجر لاتيني وفتح من جديد ملف لهجرة غير الشرعية بعد محاولات الحكومة المصرية التصدي لهذه الظاهرة من خلال وقف اكثر من 250 شركة تعمل في تسفير العمالة للخارج لثبوت مخالفتها اضافة الي تشريع الاتحاد الاوروبي بتشديد العقوبة علي المهاجرين غير الشرعيين بالحبس 18 شهرا ثم الترحيل.. الا ان ذلك لم يردع سماسرة الهجرة غير الشرعية و المهاجرين خاصة ان القضاء يتهم السماسرة بتهم النصب والقتل الخطأ والتي عقوبتها لا تتعدي 3 سنوات وغرامة مالية بسيطة وبعضها احكام مع وقف التنفيذ.. حيث لا يوجد تشريع رادع يحول القضية من قضية نصب وقتل خطأ الي قضية أمن قومي يجب تغليظ العقوبة فيها . تبدأ الرحلة بقيام الشاب الاتفاق مع احد السماسرة علي تهريبه بطريقة غير شرعية.. حيث يحصل السمسار منه علي مبلغ يتراوح ما بين 25 الي 40 الف جنيه يأخذ منها 50٪ مقدما والباقي يدفع اثناء وجود المهاجرين بحوش التخزين.. بعدها يتم تحديد ميعاد السفر ويتجمع الشباب في احد الاماكن المتفق عليها حسب كل محافظة ليستقل سيارة متجهة الي مكان المركب الموجود بعرض البحر سواء كان بالسواحل المصرية او السواحل الليبية.. ويتم تخزين الشباب فيما يعرف بحوش التخزين لمدة معينة حتي تستقر الاوضاع الامنية وتحين ساعة الصفر للانطلاق في عرض البحر.. وبعد انقضاء مدة الانتظار يتم اصطحاب الشباب الي السواحل لركوب لانش صغير لنقلهم الي المركب الذي سيقلهم الي الدولة الاوروبية سواء ايطاليا او اليونان وغالبا تكون المركب متهالكة وقديمة لان رحلة السفينة تكون "وان واي " اما ان يتم القاء القبض عليهم او تغرق في الطريق لذلك لا يتم استخدام مراكب حديثة حتي لا تكون الخسائر المادية كبيرة للسمسار.. تبدأ عملية شحن المركب بصعود الشباب المهاجر الي المركب ليملأون جميع ارجائه.. فالمركب الذي تكون حمولته 15 فردا يتم تحميله باكثر من مائة فرد.. ويتحرك المركب في وقت الفجر منطلقا صوب المدينة الاوروبية ويكون الليل هو اصعب لحظات الانتظار فبالاضافة الي برودة الطقس تصبح الامواج عالية واخشاب السفينة المتهالكة تنذر بكارثة قريبة تنتظر المهاجرين واذا كتب لها النجاة من الغرق اي القبض عليها من غفر السواحل يقوم قبطان المركب بإلقاء الشباب علي بعد 5 كيلو متر من السواحل المصرية او الاوروبية علي ان يقوم الشباب بالسباحة الي الشواطئ مواجهين الامواج والاسماك المفترسة وعلي الرغم من ذلك تستطيع حرس الحدود القبض علي اكثر من 70 ٪ منهم فور وصولهم الشاطئ. لم تتوقف حيل السماسرة عند الهجرة غير الشرعية للحظة واحدة حتي بعد الثورة وتختلف للافلات من يد العدالة فهم يغيرون دائما خططهم في كل عملية سفر.. فمكان التجمع مرة في مزرعة واخري في منزل او شقة مفروشة اما وسيلة الانتقال تكون مابين ميكروباص او نقل مغطاه باقفاص من الفاكهة او مشمع خاصة ان الهجرة ممتدة بطول ساحل البحر المتوسط من منطقة بوغاز برشيد الي مناطق الحلواني والديباني والمعدية بادكو.. اما الزمان المناسب للسفر فيكون وقت صلاة الجمعة او بعد الفجر والانتظار بعرض البحر وبعد ركوب القارب المطاطي المنتظر امام الشاطئ لنقل المهاجرين الي المركب الكبير الذي يقلهم الي بلاد الاحلام وغالبا ما يكون طاقمه من الصيادين من برج مغيزل او رشيد او ادكو او المعدية ومن احدث الطرق التي يستخدمونها هي طريقة "الرجاتسينو " حيث يستغلون القوانين الايطالية التي لا تسجن او ترحل الاطفال تحت 18 سنة قادمين لها علي مراكب هجرة غير شرعية حيث تختلف المعاملة مع الطفل والشاب.. فالاول يوضع في مدارس لتعلم اللغة الايطالية وحرفة يعمل بها أما الثاني يرحل علي الفور.. حيث يتم تجميع الاطفال في مدارس علي الحدود الايطالية وخاصة في جزيرة شيشليا المعروفة باسم صقلية سابقا فيتعلم الطفل اللغة الايطالية واي حرفة يختارها ثم يتم منحهم الاقامة فيما بعد ويكون له الحق في اختيار المكان الذي يقيم فيه وعادة يتوجهون الي مدينة ميلانو.. اما الشباب الذي يصل اعمارهم فوق ال 18 عاما يتم الزج بهم في السجون ويتم تسليمهم الي الصليب الاحمر الذي يتكفل بالانفاق عليهم حتي يتم ترحيلهم الي بلدانهم . اما الطريقة التقليدية للهروب من القضاء والعدالة فهي من خلال اجبار المهاجرين علي التوقيع علي ايصالات امانة علي بياض حتي يضمن السمسار عدم الابلاغ عنه في حالة القبض علي الشباب المهاجر .