مشهد من مسلسل »طرف ثالث« بعد أن تحول شهر رمضان إلي مولد درامي حيث تكتظ الشاشة بكم هائل من المسلسلات التي تصيب المشاهدين بتخمة يستحيل معها متابعة كل ما يعرض من دراما.. وهو ما يمثل ظلماً لأعمال عديدة قد لا تلقي حظها من المشاهدة.. في حين تظل الشاشة بعد رمضان في حالة إفلاس درامي ولا تجد القنوات أمامها غير إعادة ما تم عرضه.. والسؤال: هل ستظل الدراما حكراً علي شهر رمضان فقط دون غيره من شهور السنة؟! ولماذا لا يوجد موسم درامي مواز لشهر رمضان؟! يقول المنتج جمال العدل إن وجود موسم بديل لرمضان أمر صعب لأن حجم الإنفاق علي الإعلانات في رمضان يصل إلي 33٪ من إجمالي الإعلانات ويوزع المتبقي علي بقية الشهور بما لا يجاوز 7٪ وهو ما يجعل تقديم أي مسلسل عالي التكلفة مجازفة وأمرا غير محسوب حيث يصعب تعويض تكلفته.. ومع ذلك فهي فكرة متميزة وليتها تتحقق حتي ولو بإنتاج أعمال أقل ميزانية والأمر يتوقف علي 3 أطراف.. الأول المنتجون والثاني القنوات ووكالاتها الإعلانية والثالث هم النجوم والفنيون المطالبون بتخفيض أجورهم في الأعمال البعيدة عن شهر رمضان.. وأكد العدل علي موافقة نجوم أمثال يسيرا ونور الشريف ويحيي الفخراني علي تخفيض أجورهم لأعمال الموسم الموازي لرمضان، كما أكدوا له وأوضح أنه إذا تحقق هذا الموسم الجديد غير الرمضاني سنعمل علي مدار العام وسيعود بالنفع علي الجميع. أعمال بتكلفة أقل ويقول الخبير الإعلاني عمرو الفقي: ما تم إنفاقه في الإعلانات علي مدار العام مليار و004 مليون جنيه منها 004 مليون جنيه في رمضان وهو ما يعني وجود مليار جنيه لباقي الشهور وهو رقم جيد يسمح بوجود أعمال متميزة تجذب المشاهد. وأضاف: الحل في وجود مواسم بديلة هو إنتاج مسلسلات عالية الجودة بتكلفة أقل، كما هو الحال مع مسلسلات الشباب بعيداً عن أعمال النجوم أصحاب الأجور الفلكية. وقال: صحيح ان السنوات العشر الأخيرة شهدت سيطرة لمسلسلات النجوم، ولكن هذا لا يمنع من نجاح عدد من المسلسلات في جذب المشاهدين وبالتالي الإعلانات أمثال »المواطن إكس« و»طرف ثالث« وغيرها من المسلسلات. في صالح الدراما أما المخرج محمد فاضل فيري أن هناك ضرورة حتمية لإلغاء ما يسمي بموسم رمضان الدرامي وأن تصبح السنة كلها موسما لعرض الدراما لأنه يمثل ظلماً لأعمال تعرض ولا تلقي حظها من المشاهدة. وأضاف: كنا في الماضي نقدم خريطة برامجية جديدة كل 3 شهور تتضمن برامج ومسلسلات وكان الناس يتابعون الدراما علي مدار العام، أما الوضع الحالي وقصر الأعمال الجديدة علي رمضان فقد أتاح الفرصة لتواجد الدراما التركية وغيرها. وأكد أن عرض المسلسلات علي مدار شهور السنة سيصب في مصلحة صناع الدراما حيث تنخفض أسعار تكلفة الإنتاج بقلة إجور الفنانين وإيجارات الاستديوهات والمعدات وغيرها من عناصر الإنتاج. وأكد أن زيادة عدد القنوات الفضائية خاصة المتخصصة في الدراما سيجعل هناك منفذاً لعرض الأعمال الجديدة علي مدار العام بما يضمن جذب المشاهدة وبالتالي الإعلانات. التخلص من سيطرة الإعلان ومن جانبه أكد الكاتب يسري الجندي أن طرح موسم بديل لرمضان لن يحل المشكلة لأن آليات الإنتاج مازالت كما هي رغم الصفعات التي تلقتها صناعة الدراما المصري علي مستوي التسويق العربي لأن البيع للقنوات المصرية ليس تسويقاً والمطلوب هو إعادة ترتيب منظومة الصناعة والتخلص من سيطرة الإعلان ومنطق الإنتاج السريع فالمؤكد أنه لم يحدث تحول حقيقي بعد، وعندما يحدث نستطيع طرح موسم درامي بديل تحكمه الجودة وتستقيم معه المعايير الصحيحة في الإنتاج والنص والإخراج والتي كانت من بين أسباب تواجد المسلسل المصري في السوق العربي لفترة طويلة.. ولكنها اختفت الآن وحل مكانها البعد التجاري بشكل مستفز.