دار الحديث طوال شهر رمضان عن ضرورة إيجاد مواسم أخرى للدراما نظرا لحالة الزخم الهائل للأعمال الدرامية، التى تعدى عددها ال 60 مسلسلا، أكثرها تجاوزت حلقاته الثلاثين. وخرجت أصوات تتطالب بضرورة عودة مسلسلات ال15 حلقة والسباعيات والخماسيات، وإعادة الأشكال الدرامية التى افتقدناها لسنوات طويلة، والتى يمكن من خلالها فتح مواسم جديدة.. حول إمكانية إيجاد مواسم درامية جديدة والعودة إلى إنتاج سباعيات وخماسيات أجرينا هذا التحقيق. البداية كانت مع الفنانة ليلى علوى صاحبة فكرة عودة مسلسل ال15 حلقة، تقول: تلقيت هذا العام عروضا كثيرة ومتنوعة لأعود للشاشة الصغيرة بعد فترة غياب نحو 3 أعوام، ولكنى كنت أريد تقديم عمل درامى غير مألوف وجديد على الجمهور، فاقترحت فكرة أن نقدم مسلسلا يتضمن مجموعة من الحكايات وإن كانت جميعها تناقش قضية واحدة مثل قضايا المرأة التى طرحناها من خلال حكايتى «هالة والمستخبى» و«مجنون ليلى». وكنت بحاجة إلى منتج مغامر لديه قدر كبير من الجرأة والشجاعة لينفذ هذه الفكرة التى هى بالمناسبة مكلفة للغاية، وفوجئت عندما عرضت الموضوع على المخرج والمنتج عمرو عرفة أنه خلال 48 ساعة بدأ التحضير واختيار فريق العمل، والكل متحمس بشدة للموضوع وكانت السعادة الأكبر عندما حققت الفكرة هذا النجاح الكبير، الذى قد يدفعنا لتكرار الأمر مستقبلا بحكاية أو باثنتين أو بثلاث بحسب الموضوعات التى نجدها وتثير إعجابنا. وتضيف: الأمر كما ذكرت يحتاج إلى منتج مغامر يعشق الفن ولا يبخل عليه ويوفر له كل الإمكانات اللازمة كما حدث فى مسلسل «حكايات وبنعيشها»، الذى تم توفير كل الإمكانات الأزمة له وصرفت عليه جهة الإنتاج ما يوزاى ميزانية مسلسلين، وشاهدنا صوره رائعة ورؤية إخراجية مختلفة وأحداث سريعة تبعدنا عن ظاهرة المط والتطويل، التى عانينا منها فى مسلسلات كثيرة، ولكنى لا أقصد أبدا أن كل المسلسلات تعانى من المط والتطويل، فهناك مسلسلات تحتاج أحداثها لأكثر من 30 حلقة ونكون، كجمهور، مشتاقين كثيرا للعمل ونحن نتابعه ولكن إلى جانب هذا، نحن بحاجة إلى أشكال درامية جديدة غير نمطية وغير مألوفة لنجذب المشاهدين. وعن إيجاد مواسم درامية جديدة بخلاف شهر رمضان تقول الفنانة ليلى علوى: مع احترامى الشديد لهذا الطلب، ولكنى أؤكد أن موسم رمضان لن يجاريه أى موسم آخر حتى لو حاولنا فسيبقى رمضان هو الماراثون الحقيقى لصناع الدراما، فهو يحظى بأعلى نسبة مشاهدة طوال العام، إلى جانب أن القنوات تعيد عرض المسلسلات بعد شهر رمضان طوال العام وتحظى جميعا بفرصة للمشاهدة، ولكن أجواء رمضان تمنحها مذاقا مختلفا. ويقول المنتج محيى زايد إن مسلسل «حكايات وبنعيشها» بداية حقيقية للتغيير فى شكل الدراما، بشكل يتيح تقديم أكثر من نجم فى عمل واحد من عدة أجزاء، ويرى أيضا أن التجربة ممكن أن تأخذ مساحة أكبر من مسلسل جزءين إلى مسلسل على ثلاثة أجزاء. واستبعد محيى زايد أن يفقد موسم العرض الرمضانى بريقه، وقال إن شهر رمضان بطبيعته يشكل موسما للتسويق الدرامى خاصة أن المحطات الفضائية ترفع سعر عرض الأعمال خلال تلك الفترة، وهو ما يجعل المنتجين يبحثون عن النجوم السوبر ستار ليضمنوا لهم مكانا على شاشة رمضان، وأكد زايد إمكانية فتح آفاق جديدة لعرض مسلسلات بنجوم الصف الثانى وبتكلفة أقل فى مواسم أخرى. ويلقى المنتج عمرو الجابرى بمسئولية سيطرة مسلسلات ال30 حلقة على آليات السوق والنجوم معا، وقال إنه كمنتج لا يستطيع أن يستعيد الأموال التى أنفقها فى العمل إلا بعد العرض الثانى وربما الثالث للمسلسل رغم أنها من الأعمال ال 30 حلقة، وبذلك لا يستطيع العمل ال15 حلقة تغطية نفقاته إلا بعد فترة طويلة جدا، فضلا عن أن النجوم يحددون أجرهم بنظام الوحدة الواحدة، فهو يتعاقد على المسلسل بصرف النظر عن عدد حلقاته، وهذا يجعل مسلسل ال15 حلقة أكثر تكلفة من المسلسل الذى يتجاوز 30 حلقة. وأشار الجابرى إلى أن البحث عن مواسم جديدة أصبح ضرورة بعد أن تعرضت الدراما المصرية لحصار من جانب القنوات العربية، التى فضلت دعم المسلسلات الخليجية بعرضها والاكتفاء بمسلسل مصرى واحد على شاشتها، بينما اعتمدت سوق الفيديو فى القاهرة على القنوات المصرية، وهو ما تسبب فى حالة من الزحام على الشاشة المصرية. وأكد إمكانية تقديم مسلسلات السباعيات والخماسيات من خلال الاستعانة بنجوم الصف الثانى لفتح مواسم جديدة فى العطلات والإجازات المختلفة، كبديل يؤمن الدراما من خطر الحرق فى زحام رمضان، مشيرا إلى تجربة الفنانة ليلى علوى فى تقديم مسلسلين فى مسلسل واحد. وأشار لدور المحطات فى دعم المواسم بشراء أعمال للعرض فى فترات معينة نظير نسبة زيادة فى الأسعار، وعدم التسليم بأن رمضان هو الموسم الوحيد. ورفع المنتج إسماعيل كتكت شعار «بيدى لا بيد عمرو» يقول: اخترت أن أصنع لنفسى مواسم درامية بعيدا عن شهر رمضان، فأنا لست من المنتجين الذين يحرصون على إنتاج أعمال للعرض فى موسم رمضان فهذا مبدأ مرفوض تماما لدى، فأنا أنتج طوال العام ولكنى أفاجأ بمن يطلب منى إنتاج أعمال للعرض خصيصا فى شهر رمضان، وعليه فأنا أستعد لمغامرة محسوبة حينما وضعت فى برنامجى الإنتاجى إنتاج نحو 20 سباعية ومسلسلات 15 حلقة لمد القنوات بأعمال جديدة وأشكال درامية غير مألوفة طوال العام، وأن أتعامل مع هذه الأعمال كأنها مصنع لتفريخ نجوم جديدة لإثراء الساحة الفنية. وبالفعل انتهيت من إنتاج 5 سباعيات على أن تبدأ قناة «روتانا خليجية» عرض أول هذه السباعيات اليوم «السبت»، كما اتفق معى المهندس أسامة الشيخ رئيس شبكة قنوات «ntn» على عرض هذه السباعيات على قنواته وأعتقد أن القنوات الأخرى ستقبل على هذه الأعمال بعد أن تحقق النجاح المرجو منها خاصة أن التليفزيون ليس كالسينما فى اعتمادها على أسماء النجوم، ولكن جمهور التليفزيون يسعى للموضوع الجيد، الذى يدفعه للحرص على متابعة العمل ومشاهدة الحلقات. ويرى الكاتب يسرى الجندى أنه آن الآوان لأن تتدخل القطاعات الإنتاجية الحكومية، وتعيد السيطرة مرة أخرى على سوق الدراما، وأن تفرض المعايير السليمة لإنتاج عمل فنى، خاصة أن وزارة الإعلام تمسك بكل خيوط اللعبة، فهى تملك مؤسسات إنتاجية كما تملك شاشات عرض، ويجب أن تتخلص الدراما من نزعتها التجارية، وأن تعود للبحث عن معيار الجودة، القائم على اختيار نص جيد ومخرج متمكن، وفريق قادر على تقديم العمل فى الصورة اللائقة بعرضه على الشاشة، وهذا من وجهة نظر يسرى الجندى سيعيد الاستقرار والهدوء لسوق الفيديو. وقال إن العودة لمعيار الجودة سيخلص الأعمال الدرامية من المط والتطويل، وسيعود بها إلى مسلسلات ال13و15 حلقة، التى يمكن عرضها فى كل المواسم، وأن الإعلانات هى التى ستسعى وراء تلك المسلسلات، التى تحمل قيمة ورؤية ولا تعتمد فقط على أسماء النجوم. وأضاف أن قمة الإجادة فى الدراما هى القدرة على التكثيف، وتخليصها من الأشياء التى لا تضيف لها، وأن العمل بمعيار الجودة سيعود بالدراما إلى مسلسلات السباعيات والخماسيات والسهرات الدرامية، التى اختفت من التليفزيون المصرى. وأشار يسرى الجندى إلى أن التليفزيون وقف إلى جوار الدراما هذا العام بشراء مسلسلات لإنقاذ صناعة الفيديو بعد تخلى القنوات العربية عنه، ولكن عليه أيضا أن يعالج جذور الأزمة، وأن يدعم الأعمال ذات القيمة، التى تعالج قضايا وطنية، وألا يكون الدعم بنفس منطق الإنتاج فى القطاع الخاص. وأكد يسرى الجندى أن الأعمال الجيدة ستوجد مواسم لنفسها وسيشاهدها الجمهور فى أى وقت تعرض فيه، بعيدا عن زحام رمضان، الذى أصبح مهلكا للمسلسلات والفنانين والجمهور أيضا. وتقول نادية حليم رئيس قطاع التليفزيون: عندما وضعنا الخريطة الدرامية لشهر رمضان كنا نضع أمام أعيننا أن نغذى باقى الشهور بأعمال جديدة ومختلفة ومتنوعة، وعليه فنحن لا نكرس جهودنا من أجل موسم واحد فقط، وإن كان الجهد المبذول فى موسم رمضان هو جهد مضاعف نتيجة لتمتع هذا الشهر بظروف خاصة، إلى جانب أننا نمتلك إنتاجا وفيرا من الأعمال الدرامية من إنتاج القطاعات الإنتاجية الحكومية والخاصة. وأصبح لدينا فرصة للاختيار والانتقاء لإرضاء كل الأذواق وأتصور أن هذا العام سيختلف تماما على الأعوام الماضية، حيث سيستمتع المشاهد المصرى بمتابعة كل الإنتاج الجديد طوال العام وفى أوقات متباينة لكى تناسب ظروف وطبيعة عمل الجميع. ويتفق معها فى الرأى المهندس أسامة الشيخ، يقول: لدىّ إنتاج يغذينى لشهور طويلة ولا يوجد عمل واحد بعيد عن يدى فكل الأعمال متاحة لأن أعرضها فى الأوقات التى أريدها، ومن هنا فأنا لست كالقنوات الأخرى التى تتوقف المواسم عندها، فلدىّ موسم مستمر طوال العام ومستعد لعرض كل الألوان والأشكال الدرامية المختلفة بعيدا عن الدراما المدبلجة سواء التركية أو الإسبانية. ولدىّ قناعة تامة أن هناك من يحاول محاربة اللهجة المصرية ومزاحمتها فى السوق العربية، محاولات سحب الريادة من الدراما المصرية، وهو الأمر المرفوض تماما من جانبى فلن أبلع الطعم وأفتح الباب لهذه النوعية من الأعمال لأشارك فى هذه الجريمة. وبالنسبه للأعمال العربية يقول: سبق وعرضت بالفعل مسلسلات عربية على قنوات «ntn»، وهذا الأمر متاح فى حالة إذا كان هناك عمل كبير يستحق، خاصة أن الإنتاج المصرى يكفينى فقد نجح اتحاد الإذاعة والتليفزيون فى شراء كل إنتاج هذا العام، كما أنه شريك أساسى فى إنتاج معظم الأعمال، ومن هنا فأنا لدىّ خزين وفير يساعدنى على الانتقاء والاختيار.