فقد شهدت العديد من المسلسلات التي عرضت علي شاشات رمضان الماضي" مط" " وحشر " المشاهد، التي لو تم حذفها لكان أفضل للمشاهد والعمل أيضاً. وهو ما دعي البعض للمطالبة بعودة " السباعيات" الدرامية، التي أصبحت تتلاءم أكثر مع إيقاع العصر في ظل الظروف الحياتية للمشاهد فهو لم يعد يمتلك الوقت لمشاهدة هذا الصدد الهائل من الحلقات. يؤكد الكاتب أسامة أنور عكاشة أن الجمهور لديه استعداد لمشاهدة كل أنواع الدراما سواء كانت سباعية أو خماسية.. مشيراً إلي أن المشكلة تكمن في المنتج الذي فرض نظام المسلسل الذي يتألف من ثلاثين حلقة وأكثر ومن ثم يستطيع الحصول علي إيرادات ضخمة من خلال الإعلانات التي يتم بثها ضمن مشاهد المسلسل وهو ما يدفع المنتج للبحث عن نجم شباك يدفع له أجوراً عالية وهو مطمئن علي تلك الأموال بالإضافة إلي أرباحها. ويوضح الكاتب محمد صفاء عامر أن المشاهد يرتبط في الأساس بالمسلسل ،وليس بعدد الحلقات.. مشيراً إلي أن الحدث الدرامي هو الذي يفرض عدد الحلقات. ويضيف عامر: نمتلك الآن القنوات كثيرة من خلال الفضائيات المصرية التي يمكن من خلالها تسويق هذا النوع من الدراما، وبالتالي يمكننا الاستغناء بها عن الفضائيات العربية التي تتحكم في الإنتاج المصري بشكل كبير وتضع شروطاً تتضمن اسم النجم والمؤلف والمخرج من أجل تحقيق الإيرادات . ويؤكد عامر أنه من أنصار الاستعانة بنجوم شباب للعمل في السباعيات.. مشيراً إلي أن النجوم الدراميين فرصتهم في الاستمرار ليست كبيرة وأن العبرة ليست باسم النجم بل بمحاولك إيجاد نجوم جدد علي الساحة وهو ما يمكن تحقيقه من خلال السباعيات الدرامية. ويري المخرج نادر جلال أن فكرة عودة السباعيا جيدة ، لأنها ترحم المشاهد من المط والتطويل للذين تعاني منهما الدراما التليفزيونية، ومن إقحام أحداث ليست لها علاقة بالموضوع.. مدللاً علي ذلك بالنجاح الذي حققته الفنانة ليلي علوي في مسلسل " حكايات وبنعيشها".. مشيراً إلي أن تجربة السباعيات الدرامية ليست جديدة علي الدراما المصرية وأن نجاح مسلسل ليلي علوي يدل علي وعي الجمهور وحاجته إلي مثل تلك النوعية من الدراما. وتشير الناقدة ماجدة موريس إلي أن التليفزيون بدأ إنتاج السباعيات في الستينيات ثم تلتها السهرات والتمثيليات القصيرة. وتؤكد أن إنتاج السباعيات أفضل للمشاهد فهي لا تكلفه عناء الارتباط بعمل درامي يمتد لأكثر من ثلاثين حلقة قد لا تسمح ظروفه بمتابعته. وتري موريس أن عودة السباعيات تلائم روح العصر والإيقاع السريع الذي أصبحنا نعيشه وبالتالي تحرر المشاهد من متابعة الأعمال الدرامية الطويلة .. مشيرة إلي أهمية عودة السباعيات لأن من شأنها أن توفر أموال الجهات الإنتاجية التي تنفق الكثير علي المسلسلات الطويلة.. مؤكدة أن النجوم الكبار سيقبلون علي هذا النوع من الدراما في ظل وجود قصة قوية وسيناريو قوي فتجربة الفنانة راندا البحيري في سباعية " ليالي الحب " وفرت علي المشاهد عناء المتابعة الطويلة وعرضت الأحداث بصورة مكثفة وبسيطة في آن واحد دون مط أو تطويل.