قررت يسرا هذا العام التخلي عن شياكة المرأة الثرية ذات المواصفات الخاصة جداً لترتدي ملابس طبيبة تنتمي للطبقة المتوسطة لتقدم لجمهورها مفاجأة من العيار الثقيل من خلال تجسيدها لشخصية «فاطمة يونس». طبيبة الطب الشرعي، ورغم المجهود الواضح الذي بذلته وإجادتها للدور بكافة تفاصيله إلا أنها لم تسلم كالمعتاد من «حزب أعداء النجاح». معها التقينا وعرفنا حكايتها مع مسلسل «بالشمع الأحمر» وحقيقة طلب المسئولين بالتليفزيون تخفيف مشاهدالدم وأسباب عدم استعانتها بمخرج شاب وتجربتها مع ورشة السيناريو، والأدوار التي يميل جمهورها لمشاهدتها فيها. قليل من النجمات يترقب الجمهور مسلسلاتهن مهما كان هناك اختلاف في الآراء حول هذه الأعمال، وتأتي يسرا في مقدمة هذه الفئة من النجمات، ولاينكر أحد أنها تتمتع بجماهيرية كبيرة في مصر والوطن العربي تجعل مسلسلها يحصل علي نصيب الأسد من حصيلة إعلانات مسلسلات النجوم لذلك فهي تستحق أن تكون الأعلي أجراً بين النجمات وألا يقصر منتج مسلسلاتها في توفير جميع الإمكانيات التي تجعل مسلسلها مختلفا عن كل ماهو معروض من أعمال، والمدهش أن إذاعة مسلسلات يسرا يسبقها عادة شائعات وأقاويل من حزب أعداء النجاح وأكثر مسلسل واجه هذا هو «بالشمع الأحمر» سواء قبل أو بعد إذاعته ففي كواليس المسلسلات الأخري ردد البعض أن مهنة الشخصية التي جسدتها يسرا في مسلسلها غير موجودة علي أرض الواقع أو الجرائم التي عرضت بالحلقات من وحي الخيال، وعن ذلك قالت يسرا: أولا هناك الكثير من السيدات يعملن بمهنة الطب الشرعي. وكل مايخص الطب الشرعي في مسلسلي لم يحدث به تأليف لقد أخذنا وقائع ومصطلحات وأدوات حقيقية، وعلي أساس وتحت إشراف دكتور السباعي أحمد السباعي رئيس قطاع الطب الشرعي وكبير الأطباء الشرعيين، وهو الذي أمدنا بكل المعلومات الخاصة بالطب الشرعي بالمسلسل، والجرائم الموجودة بالحلقات حدثت في الواقع، وحدود التأليف كانت مقصورة علي الشخصيات الدرامية وتغيير أسماء مرتكبي الجرائم. ألا تتفقي معي أن موضوع مسلسل «بالشمع الأحمر» صادم بدرجة كبيرة؟! طبعا لازم يبقي صادم مثل مسلسلات «قضية رأي عام»، «في أيد أمينة»، وأذكر وقت عرض «في أيد أمينة» قالوا: ماعندناش أطفال شوارع ولا تجارة أطفال لكننا قلنا لأ فيه ومؤخرا صدر قانون جديد خاص بتبني الأطفال ووضع شروطا تضمن حياة كريمة لهؤلاء الأطفال حتي لايتم أخذهم ليرمي بهم في شوارع أخري.. لابد من طرح موضوعات صادمة حتي نعرف مدي قوتها. أيضا تردد أن أحد المسئولين بالتليفزيون طلب تخفيف مشاهد الدم لكثرتها بمسلسلك بما لا يتناسب مع شهر رمضان ماتعليقك؟! أولاً أنا بأعمل حساب للجمهور في شغلي، وكذلك المنتج جمال العدل والمخرج سمير سيف وهذا يعني أننا بنشتغل باحتراف، ضيفي لذلك أن الأفلام والمسلسلات الأجنبية الموجودة بالفضائيات، والتي يستطيع أي أحد مشاهدتها من خلال الإنترنت تتعرض لموضوعات تحتوي علي مشاهد دم كثيرة تفوق المشاهد الموجودة في مسلسلي بمراحل، وما يردده البعض من وجود اعتراضات من قبل المسئولين لكثرة مشاهد الدم بمسلسلي غير حقيقي والمسئولون لديهم درجة عالية من التحضر والوعي والحمد لله لم يطلب منا حذف أي مشهد. تعودت كل سنة أنني أواجه مثل هذه الشائعات ففي العام الماضي رددوا أنني تشاجرت مع مخرجة مسلسلي «خاص جداً»، وفي مسلسل «قضية رأي عام» رددوا أن هناك مشاكل حول مشهد الاغتصاب والطريف أن البعض يصنع مشاكل لا أساس لها من الصحة بمسلسلاتي ويصدقها ويروج لها. هذا العام قالوا مسلسلي صادم طيب ماهو لازم يبقي صادم مثل مسلسل «قضية رأي عام»، وغيره لأن مش منطقي أعمل مسلسل أقول فيه إيجابيات فقط. تردد أنك تعرضت لحالة إغماء أثناء تصوير أحد المشاهد بالمشرحة ماصحة ذلك؟! ماحصلش لأنني لم أدخل مشرحة حقيقية علي الإطلاق، ولا أستطيع الدخول أصلا لأسباب عديدة أهمها حرمة الموتي الموجودة داخل هذه المشرحة، لايصح أن نشاهد الجثث أو نقوم بالتصوير بالقرب منها، والحقيقة أننا صورنا في مشرحة ديكور تم بناؤها خصيصاً وبداخلها ثلاجات للجثث لكي نستطيع العمل براحتنا تخيلي إذا كنا صورنا في مشرحة حقيقية المؤكد أن التصوير كان سيتوقف أكثر من مرة لتكرار وجود حوادث يوميا وأنا شخصيا لن أتحمل مشاهدة هذه المواقف الصعبة. طبعا يوجد مشاهد صورناها في أماكنها الطبيعية مثل مشاهد مكاتب مصلحة الطب الشرعي، ومشاهد المعامل الطبية. هل طبيعة مسلسلك تحتاج لمخرج بحجم سمير سيف ولا مجال للمغامرة بمخرج شاب في هذه النوعية؟ كل مخرج يحب نوعية معينة من الأعمال الفنية، وأعلم جيداً أن سمير سيف يحب نوعية الأفلام والمسلسلات الأكشن والبوليسية التي عادة تتسم بالشغل الثقيل، وعندما عرضت عليه فكرة مسلسل «بالشمع الأحمر» تحمس لها ونزل لشراء مراجع عن الطب الشرعي وذاكر الموضوع بشكل غير عادي، وعقد جلسات عمل مع المؤلفة مريم ناعوم وباقي أفراد ورشة السيناريو، أيضا جلس مع د/ السباعي أحمد السباعي وتحدثا في الدراما الأساسية والفكرة وبناء علي هذه الجلسات اختارا 16 جريمة لتكون ضمن الثلاثين حلقة.. أنا طبعا مع المخرجين الشباب وأعلم أنهم قادرون علي إخراج هذه النوعية من الأعمال، والأمر كما قلت لك أن سمير سيف يحب هذه النوعية ويقدمها بشكل مختلف هذا بخلاف أنني لم أعمل مع سمير سيف منذ فترة طويلة وآخر عمل قدمته معه كان مسلسل «أوان الورد»، وعندما عدت للعمل معه في مسلسل «بالشمع الأحمر» فرحت جداً لأنني ألتقي معه تليفزيونيا للمرة الثانية أيضا من خلال موضوع مختلف وغير متوقع وعلي فكرة أفضل أفلامي السينمائية هي التي قدمتها مع سمير سيف. وماذا عن تجربتك مع ورشة السيناريو؟! مريم ناعوم لها تجارب فنية سابقة ناجحة وعندما أخبرني المنتج جمال العدل أن مريم ناعوم لديها ورشة سيناريو حرصت علي الالتقاء بأفرادها ووجدتهم موهوبين ويعملون بروح الفريق بشكل جيد وعلي فكرة ورشة السيناريو بدأوا عملهم من شهر مارس الماضي والمجهود الذي بذلوه واضح بالمسلسل، ورغم أن العمل قام بكتابته أربعة أفراد لكن الملاحظ وجود تجانس في الرؤية العامة للمسلسل بين بعضهم البعض، علي فكرة أنا لم أتدخل نهائيا في السيناريو الذي كتبوه وتستطيعي سؤاله بنفسك في هذا الأمر. ما أصعب مشهد لك في مسلسل «بالشمع الأحمر»؟ المسلسل كله مهم للغاية لأن الناس تشاهد سلوكيات سلبية مختلفة ممكن تتجنبها في حياتها لأن كل جريمة في المسلسل بها وعظ للمتفرج من خلال المواقف الموجودة بها. الجمهور يميل أكثر لمشاهدة يسرا في أدوار المرأة التي تنتمي لطبقة متوسطة لكنك تميلي أكثر لأدوار المرأة التي تنتمي لطبقة الأثرياء ما تعليقك؟! أنا أعمل كل الأدوار، وفي فيلم «المولد» جسدت شخصية تنتمي للطبقة تحت المتوسطة، وفي هذا الدور ارتديت ملابس تتلاءم مع البيئة التي تنتمي لها الشخصية، ففي النهاية الدور الجيد هو الذي يجذبني. العام الماضي قدمت شخصية طبيبة نفسية ثرية، تعيش في مستوي معين، وعلي فكرة هذا النموذج موجود في الواقع وبعضهن نشاهدهم علي الفضائيات أما هذا العام قدمت دور طبيبة طب شرعي تنتمي لطبقة متوسطة لذلك نشاهد ملابسها عادية للغاية، وفي مسلسل «قضية رأي عام» جسدت أيضا شخصية طبيبة لكن أريد توضيح شيء هام أن المهنة شيء والشخصية نفسها شيء آخر فقد يكون هناك مجموعة من السيدات يعملن في مهنة واحدة لكن كلاً منهن ترتدي ملابس بشكل مختلف عن زميلاتها، بما يتوافق مع طريقة تفكير كل منهن في الحياة. هناك مسلسلات لنجوم جدد انضموا لقائمة نجوم رمضان الكبار ما رأيك في هذا الكم من المسلسلات؟! هذا يدل علي قوة المصريين في فنهم سواء فنانين أو مخرجين أو فنيين هذه القوة يجب المحافظة عليها، وعلي فكرة الجمهور يشاهد كل المسلسلات سواء في العرض الأول لها أو الثاني وكثرة عدد المسلسلات المصرية في مصلحة الجميع، وهذا العام هناك مسلسلات جيدة للغاية منها «الجماعة» لوحيد حامد «وزهرة وأزواجها الخمسة» وغيره.