إىمان أنور نعيش هذه الأيام في ظلال شهر كريم.. نتعلم فيه أن ندعو الله سبحانه وتعالي بالرحمة والمغفرة والعتق من النار.. ولأننا نستظل في الأيام العشرة الأولي رحمة المولي عز وجل.. فدعونا نستعيد ونستذكر ما ورد في الأثر عن فضل هذه الأيام المباركة. فالرحمة مشتقة من اسم الله الرحمن الرحيم.. وهي الشفقة والعطف والحب من الله لعباده.. فأول رمضان تتنزل الرحمات بين العباد.. وفي معني آخر أن العبد الصالح الذي يحبه الله يرزقه حسن الطاعة في أول رمضان ويرزقه الصبر عليها والإخلاص فيها.. فإذا كان له ذلك نال رحمة من الله سبحانه ومن نال منه رحمة فلن يشقي أبدا.. ونأخذ منه درسا آخر وهو التراحم بيننا كأخوة.. فيجب أن يرحم كل منا أخاه وجاره وابنه وصاحبه.. وفي الأثر: " إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".. وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: طوبي لمن تواضع في غير منقصة.. وذل في غير مسألة.. وأنفق مالا جمعه في غير معصية.. ورحم أهل الذل والمسكنة.. وخالط أهل الفقه والحكمة.. ومن فضائل شهر رمضان المباركة.. أن الجنة تفتح أبوابها.. وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين.. فنجتهد لنكون من أهل الجنة.. والنافلة في الأجر تعدل فريضة والفريضة تعدل سبعين فريضة.. فنحرص علي مئات النوافل وإحسان الفرائض.. ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غُفر له ماتقدم من ذنبه.. فنحرص علي اعتكاف العشر الأواخر لنفوز بها.. ومن فضائل الشهر الكريم أن من فطر صائما فله مثل أجره دون أن ينقص من أجر الصائم شيء.. فنحرص علي إفطار الفقراء وإطعامهم ولو بتمرة.. كما أن القلوب مقبلة علي الله.. ومن كان سببا في هداية مسلم ضال فهو خير له من الدنيا وما فيها.. فإحرص علي دعوة فرد أو اثنين إلي المسجد وتلاوة القرآن تنل أجورهما.. أيضا يجب أن نستغل ايام وليالي الشهر الفضيل في التوبة والعودة لله عز وجل.. لتبدأ صفحة جديدة مع خالقك بلا ذنوب ولا قيود.. فهناك أشياء كثيرة تجب فيها التوبة فالربا وعقوق الوالدين والزنا.. كبائر تجب فيها التوبة.. والغيبة والنميمة وإطلاق البصر في الحرام وسماع فحش الكلام.. ذنوب عظيمة يجب التوبة منها وتأخير الصلوات وإهمال النوافل وخلف المواعيد ذنوب تستحق التوبة.. وللتوبة أربع خطوات هي الندم.. إقلاع.. عزم.. ثم رد الحقوق لأصحابها.. ولا يجب ان ننسي ان نعبد الله في كل الشهور وكل الأحوال.. فلا تكن رمضانيا تعبد الله في رمضان ثم تترك العبادة فرب رمضان هو رب باقي الشهور الأخري.. ويجب ان نكن كريمين فننفق ونتصدق بأكثر مانملك.. فنحن نعلم أنه ما نقص مال من صدقة ونعلم ان حبيبنا صلي الله عليه وسلم كان أجود ما يكون في رمضان.. فعلينا الا نكون بخلاء شحيحي الانفاق وخائفين علي المال.. فالمال مال الله اعطاه لنا ينظر كيف نتصرف فيه؟.. كما يجب علينا ان نكون حالمين صابرين علي الجهال.. وصابرين علي أذي الناس.. فنحن نعلم أن الله جلت قدرته.. يعطي علي الصبر ما لا يعطي علي غيره.. ولا نكون سريعي الغضب والانتقام.. بل نتمالك أنفسنا ونعلم أنه ليس الشديد بالسرعة بل الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب..!