مصطفى بلال »النصَب« و»الاكتئاب«.. هما عنوان ساعاتي، وأيامي منذ فترة ليست بالقصيرة لضبابية المشهد المصري!! ومنذ لحظة استيقاظي أمس شعرت بحالة غير عادية من الحزن الشديد بدت ملامحها علي أسارير وجهي لتزيد من علامات وتعقيدات الزمان عليه.. .. وتبين صدق حدسي، ما أن وطئت قدماي داري الكبيرة »أخبار اليوم« صباح أمس، وجلست علي مقعدي حتي تلقيت الخبر الصادم المؤلم من زميلي كريم كامل بمكتب رئيس تحريري الاستاذ ياسر رزق.. قال لي عبر الهاتف: »البقاء لله.. الاستاذة حُسن شاه في ذمة الله«. اغرورقت عيناي، لفقدان ركن ركين بدار أخبار اليوم.. انها إحدي فضليات الرعيل الاول الذي أعطي للدار من دمه، وجهده، وفكره، وعرقه لوضع لبنات هذه المؤسسة العريقة حتي صارت الأكبر في مصر والشرق الأوسط. كانت السيدة حُسن شاه المثل الأعلي في العطاء بلا حدود.. حتي في ظل ظروفها المرضية كانت تشق علي نفسها لتكون حاضرة بين زميلاتها وزملائها. لن أنسي انني تتلمذت علي يديها في السبعينيات، وتعلمت منها حرفية الصحافة الأدبية، عندما كانت الفقيدة العزيزة تشرف علي صفحة الأدب الاسبوعية ب »الأخبار«.. علمتني كيف أكتب الخبر والحوار الأدبي.. وكيف استطيع تفجير قضايا الادب من خلال نقاشي مع كبار الادباء. .. ومع مرور الأيام كان للفقيدة أياد بيضاء لا تعد ولا تحصي في حل مشكلات بنات جنسها في صفحتها الاسبوعية الرائعة »أريد حلا«.. وتمكنت الغالية حُسن شاه باتصالاتها ولقاءاتها المباشرة مع كبار المسئولين بالدولة من إعادة رسم البسمة علي شفاه الكثيرات بل والكثيرين من الرجال أيضا بعد حل مشاكلهم.. وكانت تتواصل مع قرائها عبر يوميات »الاخبار« صباح الخميس الثالث من كل شهر. رحم الله الأخت الكبيرة والأستاذة الفاضلة حُسن شاه وأسكنها المولي فسيح جناته.