سُئل الأديب الكبير توفيق الحكيم -ذات يوم- عن المرأة التي علمته، وكان الحكيم مشهوداً بأنه "عدو المرأة" لكنه أجاب: أدين بالفضل لحواء معلمة واحدة لكنها في الغالب من اختراع رجل وهي.. "شهر زاد"! ورغم أن قضية المرأة التي علمت الرجال، أو الرجل الذي تعلمت منه النساء، تبدو قضية قديمة تتجدد دائماً، إن هذه القضية عادت هذه الأيام تطل برأسها من جديد، خاصة مع صعود النقاشات الصاخبة حول ما يسمى "الأدب النسائي" في وطننا العربي، وبالتالي يُراد لنا أن نفرق - حتى في الإبداع - بين الرجل والمرأة وأيضاً مع تعالي دعوة المساواة، وما يصاحبها من مقاومة من بعض الرجال. التحقيق التالي ينسف هذه التفرقة ويسأل الأديبات عن الرجال اللائي تعلمن منهم، كما يتساءل عن المرأة التي تعلم منها مشاهير أدبائنا العرب ليتأكد لنا أن العطاء متبادل، والتواصل ممتد. وعند طرح الإجابات لابد أن تأتي "السيدات أولاً".. تقول الدكتورة نعمات أحمد فؤاد: لو استفضت في الحديث عن أساتذتي من الرجال الذين علموني وشجعوني لن أنتهي طيلة أيام في الكلام عنهم، فعمَّن أحدثك؟ عن عباس العقاد أم طه حسين أم يحيى حقي أم عبد الوهاب عزام أستاذي، إنهم كثيرون الذين تتلمذت على يديهم، وفي الوقت ذاته تحمسوا لكتاباتي، وأخشى أن أذكر كاتباً علمني، فأظلم الآخر في فضل كتاباته على نفسي. وعموماً حتى أفض الاشتباك فإنني كتبت "قمم أدبية" وهو كتاب كبير لو أخذنا من كل صفحة منه سطراً سنكتب موضوعاً كبيراً عمن علموني وتحمسوا لي، بالإضافة إلى المقالات التي كتبتها بالصحف والمجلات مبينة فيها فضل هؤلاء الرجال على أعمالي الأدبية وتأثيرهم القوى في ذاتي الفنية الإبداعية.أستاذي "ابن المقفع"! وتشير الكاتبة سلوى بكر إلى أن هذا الموضوع الذي نتحدث عنه جديد بالنسبة لها، وأنها لم تفكر إطلاقاً أن يسألها أحد عمن علموها من الرجال، ورغم ما شعرت به من مفاجأة إلا أنها أضافت أن الكتب التراثية كانت ومازالت معلمي الأول ومرشدي الذي وضعني على طريق الإبداع، لذلك من الأجدر عندما أتحدث عن الرجال الذين احتضنوني فكرياً في ساحتهم الإبداعية وعلموني أن أذكر ابن المقفع وكتاب "كليلة ودمنة" الذي خلق مني أديبة بفعل تأثير حكاياته التي أثارت عقلي وأثرته، وحولته إلى شعلة من التفكير المضني، بالإضافة إلى المقريزي والجبرتي وغيرهم من التراثيين الكبار وللأسف لا يوجد من احتضنني وعلمني من المبدعين والنقاد الذين يعيشون الآن. وتؤكد الروائية إقبال بركة: أن كل المتحمسين لها كانوا رجالاً، وذلك من خلال رحلتها الطويلة في مجال الكتابة وتقول: عندما تضخم بداخلي الإحساس بهزيمة 67، لم أجد وسيلة للخلاص سوى العكوف على كتابة روايتي الأولى "ولنظل أصدقاء إلى الأبد"، وما انتهيت منها حتى قررت الخروج من مصر والقيام بجولة في بعض الدول الأوروبية تاركة زوجي وبيتي وطفلي لمدة شهرين، طفت فيها في كل من اليونان وإيطاليا وفرنسا وإنجلترا والنمسا، وبعد عودتي عرضت مخطوطات روايتي الأولى على الناقد الراحل غالي شكري فتحمس لها ولي كثيراً، وقدمه إلى الناشر صبحي الشاروني لتظهر ضمن سلسلة "كتابات جديدة" التي كان يصدرها شهرياً. وكنت قبل سفري قدمت بعض القصص إلى المسئول الأدبي في مجلة صباح الخير الكاتب الراحل صالح مرسي، فوجدت منه حماساً كبيراً، ونشرت لي المجلة عدة قصص بعد أن قدمتني ضمن مجموعة "الغاضبين".. وبعد عودتي من جولة أوروبا عدت للمجلة لأجد صلاح جاهين رئيس التحرير السابق، قد انتقل للعمل في جريدة الأهرام، وأصبح للمجلة رئيسا تحرير هما محمود السعدني ولويس جريس، أما الأول فقد دفعني دفعاً للعمل الصحفي مصراً على أن بداخلي صحفية ممتازة، وقام الثاني بنشر قصصي الأدبية تباعاً. ولكن القلق والإحساس المرير بالإحباط عادا يراودانني فتركت القاهرة وعائلتي مرة أخرى والتحقت بالعمل في دولة الكويت كمدرسة لغة إنجليزية بالمدارس الثانوية كنت أرغب في ارتياد مجالات جديدة، والتعرف إلى عالم مختلف، وبالفعل تلمست ملامح المجتمع الخليجي، ومجتمع المصريين المغتربين به، وكان الصحفي الكويتي محبوب العبد الله قد قرأ روايتي الأولى وأعجب بها، فلما علم بوجودي في الكويت سعى إلى لقائي، وقدمني إلى مجلة اليقظة الكويتية التي يعمل بها، وطلب مني رئيس التحرير في ذلك الوقت علي السبتي المساهمة بكتاباتي في المجلة، وبعد عودتي للقاهرة عام 1973م، انتقل الكاتب الفلسطيني توفيق فياض ليعيش بالقاهرة، وقرأ مخطوطات روايتي الثانية التي كتبتها أثناء وجودي بالكويت "الفجر لأول مرة" فتحمس لها كثيراً، وعرضها على الناقد رجاء النقاش الذي قدمها بدوره إلى دار القدسالجديدة، لقد كان للرجال فضل لا أنساه في التحمس لأعمالي وتعليمي، وهذا ما لا يجب أن أنكره. مرمونيا الحنان والقسوة!ومن جانبها تقول الكاتبة فتحية العسال: حقيقة لا أستطيع حصر من علموني وتحمسوا لأعمالي في كلمات، ولكنني أستطيع أن أضع على رأس هؤلاء الرجال والدي الذي كان يتميز بالحنان والقوة في نفس الوقت، وهاتان الصفتان كان لهما مفعول السحر في نفسيتي، فكانتا بمثابة معلم قادني لفهم خبايا الحياة، كما أخذت من زوجي الراحل عبد الله الطوخي الكثير من إنسانيته التي علمتني ماذا يعني الإبداع؟، وسماحة نفسه، وعطائه الذي أشعر أنه لم ولن ينضب، واحترامه للمرأة وإيمانه بها، ولا أنسى أن أذكر الكاتب الكبير يحيى حقي الذي كان ومازال أستاذي ومرشدي على المستوى الروحي. أما من تحمسوا لي من الأصدقاء الرجال، وبالطبع تعلمت منهم ما لايمكن أن يتعلمه أبناء هذا الجيل لأسباب لا تخفى على أحد، وبادلتهم الاحترام وبادلوني إياه، فلا أستطيع أن أحصر أسماءهم، ولكن أذكر منهم صلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي وسلامة موسى ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وغيرهم من الأسماء الكبيرة التي أضافت للإبداع، وحققت من خلاله رسالتها التي أرادت أن توصلها إلى القارئ. أما الناقدة الدكتورة ثريا العسيلي؛ فلها وجهة نظر أخرى تقول: إن الشاعر أو المبدع - بصفة عامة- لابد أن تؤثر فترة تلقيه العلم أو الإبداع من الآخرين عليه، بحيث يكون لها التأثير الكبير على إبداعه فيما بعد، وبالنسبة لي إذا حاولت أن أتذكر هذه القامات الكبيرة التي أثرت فكري وطريقة كتاباتي أجد في البداية والدي -رحمه الله- فلا أستطيع أن أنسى قدرته على تشكيل تكوينات فكري ومنهجي في الحياة، من خلال إصراري على الاستيقاظ في الفجر حتى أستمع لتلاوة القرآن الكريم، وأستوضحه معاني بعض الكلمات، فيأخذني مداعباً، ويضرب لي أمثلة تعينني على فهمها، وما لازلت أتذكرها حتى الآن. وأذكر فضل عبد المحسن طه بدر - رحمه الله- الذي أشرف على رسالتي للماجستير ثم رسالة الدكتوراه، وكم كنت أطرب لسماع آرائه المتفردة في عالم النقد والتي أثرت كثيراً على تكويني الأدبي، وخاصة تبنيه لفكرة أن يكون للكاتب رؤيته التي تنبع من الواقع، ويحاول من خلالها علاج المشكلات الاجتماعية التي نحياها. كما كان لزوجي الشاعر عبد المنعم عواد يوسف مكانة العلم في نفسي، حيث تتلمذت كناقدة على إبداعاته، وساهم في إثراء حصيلة فكري النقدية، وله الدور الأول مثل أبي في تشجيعي والإيمان بمقدرتي على الاستمرار في الكتابة بحكم اقترابنا من مهنة الفكر. تضيف د. العسيلي: وأيضاً لا أنسى دور الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي الذي أكمل الإشراف على رسالتي للدكتوراه والشاعر صلاح عبد الصبور الذي كان زميلاً لزوجي، وكنت أتردد على المنتديات الأدبية أثناء الجامعة، لأسمع الشعراء وهم يتبارون في إلقاء قصائدهم الشعرية، وكان لصلاح عبد الصبور تأثيره الخاص على قلوب الحاضرين، لدرجة أننا كنا نتمايل طرباً مع كل لفظ ينطقه في شعره، ولا أنسى موقفه عندما كنت أسجل رسالتي للماجستير عن المسرح الشعري في مصر ومساندته لي، ولكن حدث أن توفى حينما قاربت على الانتهاء من هذه الدراسة، فأصررت على إلغائها، وسجلت رسالة أخرى بعنوان "المسرح الشعري عند صلاح عبد الصبور"، وحصلت من خلالها على درجة ممتازة لأنها خرجت من القلب. ولا يفوتني أن أذكر المثل الأعلى والقدوة والمعلم لكل كاتب مسلم وهو الرسول "صلى الله عليه وسلم" ونصوصه من الأحاديث النبوية الشريفة التي تثير إعجاب كل مبدع في اللغة العربية، ووضع لنا بها دستور الحياة.السيدات أولاً وإذا كانت الأديبات والشاعرات يعترفن -جهراً- بأنهن تعلمن من الرجال، فماذا يقول الأدباء والنقاد عن النساء اللائي تعلموا منهن؟.. من جهته يضع الناقد الدكتور محمد حسن عبد الله في مقدمة النساء اللاتي تأثر بهن الفيلسوفة اليونانية "ديوتيما" التي كانت تشارك أفلاطون الحوار، وتشرح المفاهيم الإنسانية الطبيعية من خلال تشريح المواقف، وكان شركاء أفلاطون في حوارية المأدبة عددا من الرجال، وسيدة واحدة هي ديوتيما، وعندما وصل المتحاورون إلى مفهوم الحب، فإن أفلاطون بنفسه أعطاها الحق في أن تبدأ بالكلام وقال في شأن الحب، المرأة هي المتحدث الأول الذي يستطيع أن يوضح هذه الأمور، وطبعاً رأي أفلاطون لا يأتي من فراغ، بل من خبرة، وهي أن زمام العاطفة وتكييفها دائماً بيد المرأة. وحين تُذكر أسماء معشوقات الشعراء في عصر العذرية "العصر الأموي" لا يستطيع أن ينكر مبدع أنه تأثر بهن، فليلى كانت بجوار قيس وبثينة إلى جانب جميل، وعزة إلى جانب كثير، هكذا لم تكن تتم دائرة التكامل العاطفي إلا بوجود المرأة، وحين تصاعدت العاطفة العذرية إلى مستوى الوجد الصوفي، فإن الصوفية ربطوا الجمال الإلهي بجمال المرأة، وهكذا نجد أن حوارية "ديوتيما" القديمة جداً، كانت صادقة في تعليم الرجال، كيف يكون الحب!! يضيف د. عبد الله: أما من النساء المعاصرات اللائي تعلمت منهن فأذكر "أنديرا غاندي" الزعيمة الهندية الراحلة التي علمتني أروع نموذج للديمقراطية أو الديكتاتورية، وليس هناك حل وسط، وما يقال أحياناً على توفير هامش ديمقراطي هو نوع من العبث والتضليل، لقد جاءت "أنديرا" بالانتخاب الحر لتمثل أمة الهنود، وتقود دولة متعددة الأعراق، وعندما بدأت بعض المشاكل الداخلية تعترض حكمها وبخاصة مع طائفة "السيخ" نصحها مستشاروها بالاستغناء عن جنود السيخ الموجودين ضمن حرسها الخاص، انتفاء لاحتمال غدرهم، ولكن أنديرا غاندي بنت نهرو العظيم رفضت هذا الحل، لأنه غير ديمقراطي وعادل، وسيعاقب جندياً ويغير وظيفته دون ذنب جناه، ورأت أن احتمال الاعتداء عليها أقل ضرراً من أن تصدر حكماً تعسفياً بنقل موظف من موقعه، وبالفعل اغتيلت غاندي بيد حرسها السيخ، وذهبت جسدا ولكن بقيت معنى عظيما تعلمناه منها وهو الشجاعة والكرامة وأن العدل لا يتجزأ.سيدة صنعتني ومن جانبه يقول الناقد الدكتور عبد المنعم تليمة: معلمتي الأولى هي والدتي، على الرغم من أنها كانت أمية، لكنها تحفظ القرآن الكريم، ولا تستطيع قراءة أي شيء غيره، لذلك كانت حريصة على أن تعلمني وتحفظني إياه بحس ديني صافٍ وراق جداً ومستنير وعقلاني، وهذه السيدة الجليلة -رحمها الله- كانت تجيد رواية الحكاية الشعبية والتراثية، وكانت بالفعل نموذجاً للقاص الشعبي الذي يلفت إليه الانتباه بأسلوبه وحركاته عند الحكي، أما السيدة الثانية والتي علمتني وصنعت مني ما أنا عليه الآن هي الأستاذة الجليلة الدكتورة المرحومة سهير القلماوي والتي كانت تشغل منصب رئيس قسم اللغة العربية عندما كنت طالباً، فاحتضنتني أدبياً، بل عينتني معيداً في القسم ذاته وحصلت على يدها على درجة الماجستير والدكتوراه، لكنني أشعر الآن أنني تعلمت منها أكثر بكثير من الشهادات والرسائل حيث تعلمت التقاليد والأعراف ونظريات النقد والأدب والفكر العربي القديم والحديث فهي الأستاذ الأول في حياتي كلها. ولا أنسى أن أذكر صديقات الأدب ممن تعلمت منهن ومازلت رغم أنهن في مثل سني، فقد تعلمت من الدكتورة المرحومة لطيفة الزيات والدكتورة سيزا قاسم، والدكتورة أمينة الرشيد والدكتورة فريال غزول وغيرهن من الأديبات اللائي مازلن ينتجن في مجال الإبداع، ويكتبن أروع الأعمال الإبداعية في النقد والأدب فلهن كل التقدير والاحترام. ويقول الشاعر الدكتور أحمد تيمور: لا أستطيع أن أنكر بأي حال من الأحوال دور المرأة في حياة كل مبدع كبير، لذلك كان لوالدتي الدور الأكبر في تشكيلي الفني منذ أن علمتني القراءة والكتابة بل وأسمتني على اسم أحمد باشا تيمور لحبها الشديد لأدب الأسرة "التيمورية" وخاصة عائشة التيمورية، وحرصت على أن توفر لي مكتبة ثرية منذ أن تفتق ذهني عن محاولات الكتابة البدائية، فقرأت عبقريات العقاد والشوقيات وطه حسين وأساطين الأدب كلهم تحت تأثير هذه الأم العظيمة. كما تأثرت بالشاعرة "فرندا سجاند" من خلال كتاباتي الشعرية لكن للأسف لم يكن هناك السيطرة الكاملة من بعض الأديبات على عقلي وتفكيري لتصبح إحداهن من ضمن الذين علموني وأثروا في تكويني الفكري، ربما يكون ذلك بسبب عدم اطلاعي على كتابات بعض الأديبات الكبار منذ طفولتي المبكرة. لسن أساتذة! ويؤكد الكاتب أسامة أنور عكاشة أن: هناك كاتبات استطعن بالطبع أن يؤثرن في الأدب ويضعن بصمة لم ينسها لهن التاريخ في مجال الإبداع وبالتالي كان لهن واقع المعلم في نفوس الأدباء الرجال أذكر منهن "مارجريت ميتشل" وروايتها العظيمة "ذهب مع الريح" والأمريكية "هارييت بيتشر ستو" وروايتها "كوخ العم توم" وأيضاً الروائية الإنجليزية "فرجينيا وولف" وغيرهن الكثير من رائدات الأدب الفرنسي اللائي أثرن في إبداعاتي الفنية، وكن بمثابة المعلم الذي أرشدني للطريق الصحيح في الإبداع. أما بالنسبة للأديبات العربيات فمنهن الرائعات، ولكن ليست بدرجة التأثير لأن تصبح أستاذة جيل، وذلك ابتداء من الدكتورة بنت الشاطئ وجاذبية صدقي ومي زيادة والدكتورة لطيفة الزيات وغيرهن. أما الدكتور محمد عناني فيقول: في الحقيقة لا أنكر دور المرأة كمعلم في حياتي، فلا أنسى خالتي السيدة لطيفة بدر الدين التي تعلمت منها كيف يصبح القرآن الكريم فعلاً لا قولاً، بمعنى أن أنتقل من مجال القول إلى مجال العمل فليس من المجدي أن أحفظ الآية الكريمة "ادفع بالتي هي أحسن" دون العمل بها، بل يجب أطبق ذلك في الحياة، كما تعلمت من والدتي رحمها الله- فن الحكاية وكانت أبرع ممن يقص قصة، وعندما تعلمت فنون النقد الأدبي في الجامعة أدركت أنها كم كانت موهوبة بالفطرة وقادرة على أن تحول أي حدث عادي إلى حدث فني، عندما كتبت المسرح في مطلع حياتي وخاصة رواية "الجزيرة الخضرة" بعد وفاتها فكنت أهتدي بفنها وأشعر ببصماتها الفنية على نفسي حتى الآن. وأخيراً يؤكد الروائي فؤاد قنديل: لا أظن أن هناك امرأة علمتني في مجال الإبداع الأدبي، صحيح أنني قرأت لعدد من النساء مثل مي زيادة وجاذبية صدقي وعائشة التيمورية وسهير القلماوي لكن ما أخذته عنهن لا يرقى أن يكون تعليماً أو توجيهاً على وجه الدقة، فكتاباتهن في مجال الإبداع لا ينكرها إلا جاحد في حياتنا الأديبة، ولكنني أعترف بأنني لم أستفد استفادة حقيقية مما كتبن من أدب، ولكن التأثير الأساسي بالنسبة لي كان من الرجال، وليس معنى هذا أن هؤلاء الأديبات بلا تأثير، فربما قد أثرن في غيري وكن بالنسبة له بمثابة المعلم، وأشك في أنهن كن كذلك معي.