عقدت حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس امس اول مؤتمر انتخابي علني لها تحت عنوان "مستقبلنا بين أيدينا" لإختيار زعيم للحركة في مؤتمر يرجح ان يدعم صورتها كحركة إسلامية معتدلة. وأصبحت حركة النهضة الاسلامية أكبر قوة سياسية في تونس منذ فوزها في انتخابات المجلس التأسيسي العام الماضي بأكثر من 40٪ من المقاعد، وكونت ائتلافا مع حزبين علمانيين هما المؤتمر من اجل الجمهورية والتكتل. ومن المقرر ان يتم خلال المؤتمر الذي وصفته صحف بأنه حدث تاريخي انتخاب قيادات جديدة للحركة تشمل الرئيس والأمين العام وأعضاء المكتب التنفيذي الي جانب تحديد الاستراتيجيات السياسية والاجتماعية التي ستنتهجها في الفترة المقبلة لاسيما في موضوعات هوية البلاد وموقع الدين في السياسة والسياسات الاجتماعية والثقافية والتنموية للحركة. كما سيتم خلال المؤتمر الذي يستمر اربعة ايام انتخاب مجلس شوري سيكون السلطة الاعلي وبإمكانه عزل رئيس الحركة وتحديد سياسات الحركة وفقا لمسئولين من حركة النهضة. ومن المتوقع ان يتم ترشيح راشد الغنوشي لمنصب رئيس الحركة الي جانب اسماء اخري اكثر تشددا من بينها الحبيب اللوز والصادق شورو. ويرجح مراقبون واعضاء من النهضة الابقاء علي الغنوشي (70 عاما) لدوره الوفاقي في الحركة. وصرح الغنوشي قبل ساعات من بدء المؤتمر ان "التحدي الابرز هو الحفاظ علي الخط المعتدل للحركة لتكون حاملة لتطلعات التونسيين وأمالهم في حياة اكثر رخاء". وقد يساهم فوز قيادة متشددة بزعامة حركة النهضة في تأزم العلاقة أكثر مع الشق العلماني الذي يري ان قيم الحداثة اصبحت مهددة بالفعل منذ وصول النهضة للسلطة. وهذا المؤتمر هو التاسع في تاريخ النهضة التي كانت محظورة في عهد الرئيسين السابقين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، بعدما تأسست عام 1972. ويحضر مؤتمر النهضة التاسع ما بين 25 الي 30 الف شخص بينهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) ومصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي. ء