«اقتصادية النواب» تطالب «تنمية الصادرات» باستراتيجية متكاملة وتؤجل نظر موازنة المركز    إسرائيل: إصابة ضابط وجنديين شمال غزة واعتراض صاروخ من القطاع    كامل الوزير ينعى هشام عرفات وزير النقل السابق: فقدنا زميلا عزيزا وعالما قديرا    جاسبريني يعلن تشكيل أتالانتا لمواجهة يوفنتوس في نهائي كأس إيطاليا    مساعد كلوب يتولى تدريب سالزبورج النمساوي    ليس الفتيات فقط.. مسلسل التحرش والاعتداء الجنسي لسائقي تطبيقات التوصيل لن تنتهي بعد    رغم انفصالهما.. أحمد العوضي يهنئ ياسمين عبد العزيز على إعلانها الجديد    غدا.. إيزيس الدولي لمسرح المرأة يفتتح دورته الثانية على المسرح المكشوف    بعد تشغيل محطات جديدة.. رئيس هيئة الأنفاق يكشف أسعار تذاكر المترو - فيديو    وزارة النقل تنعى الدكتور هشام عرفات وزير النقل السابق    المشدد 7 سنوات لمتهم بهتك عرض طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بكفر الشيخ    مخاطر الإنترنت العميق، ندوة تثقيفية لكلية الدعوة الإسلامية بحضور قيادات الأزهر    وكلاء وزارة الرياضة يطالبون بزيادة مخصصات دعم مراكز الشباب    «الشعب الجمهوري» يهنئ «القاهرة الإخبارية» لفوزها بجائزة التميز الإعلامي العربي    البداية ب "تعب في العين".. سبب وفاة هشام عرفات وزير النقل السابق    هل الحج بالتقسيط حلال؟.. «دار الإفتاء» توضح    أمين الفتوى يحسم الجدل حول سفر المرأة للحج بدون محرم    خالد الجندي: ربنا أمرنا بطاعة الوالدين فى كل الأحوال عدا الشرك بالله    رئيس جامعة المنصورة يناقش خطة عمل القافلة المتكاملة لحلايب وشلاتين    "الزراعة" و"البترول" يتابعان المشروعات التنموية المشتركة في وادي فيران    كوارث النقل الذكى!!    بتوجيهات الإمام الأكبر ..."رئيس المعاهد الأزهرية" يتفقد بيت شباب 15 مايو    يكفلها الدستور ويضمنها القضاء.. الحقوق القانونية والجنائية لذوي الإعاقة    الكويت تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي للامتثال إلى قرارات الشرعية الدولية    طبيب مصرى محترم    محافظ مطروح: ندعم جهود نقابة الأطباء لتطوير منظومة الصحة    بث مباشر مباراة بيراميدز وسيراميكا بالدوري المصري لحظة بلحظة | التشكيل    زياد السيسي يكشف كواليس تتويجه بذهبية الجائزة الكبرى لسلاح السيف    إصابة 4 مواطنين في مشاجرة بين عائلتين بالفيوم    الطاهري: القضية الفلسطينية حاضرة في القمة العربية بعدما حصدت زخما بالأمم المتحدة    ملك قورة تعلن الانتهاء من تصوير فيلم جوازة توكسيك.. «فركش مبروك علينا»    الصورة الأولى لأمير المصري في دور نسيم حميد من فيلم Giant    «تضامن النواب» توافق على موازنة مديريات التضامن الاجتماعي وتصدر 7 توصيات    الزراعة: زيادة المساحات المخصصة لمحصول القطن ل130 ألف فدان    فرحة وترقب: استعدادات المسلمين لاستقبال عيد الأضحى 2024    إصابة عامل صيانة إثر سقوطه داخل مصعد بالدقهلية    الحكومة توافق على ترميم مسجدي جوهر اللالا ومسجد قانيباي الرماح بالقاهرة    «الصحة» تقدم 5 نصائح لحماية صحتك خلال أداء مناسك الحج 2024    ماذا قال مدير دار نشر السيفير عن مستوى الأبحاث المصرية؟    مفتي الجمهورية من منتدى كايسيد: الإسلام يعظم المشتركات بين الأديان والتعايش السلمي    أبرزها «الأسد» و«الميزان».. 4 أبراج لا تتحمل الوحدة    تحديد نسبة لاستقدام الأطباء الأجانب.. أبرز تعديلات قانون المنشآت الصحية    الأمم المتحدة: أكثر من 7 ملايين شخص يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي بجنوب السودان    أمين الفتوى: الصلاة النورانية لها قوة كبيرة فى زيادة البركة والرزق    "النقد الدولي" يوافق على قروض لدعم اقتصاد غينيا بيساو والرأس الأخضر    قطع الكهرباء عن عدة مناطق بمدينة بنها الجمعة    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 13238 قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة لشروط التعاقد    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    الصحة تشارك في اليوم التثقيفي لأنيميا البحر المتوسط الخامس والعشرين    ضبط 123 قضية مخدرات في حملة بالدقهلية    أحمد مجدي: السيطرة على غرفة خلع ملابس غزل المحلة وراء العودة للممتاز    بعد الصين.. بوتين يزور فيتنام قريبا    تشاهدون اليوم.. نهائي كأس إيطاليا وبيراميدز يستضيف سيراميكا    وزارة العمل: 945 فرصة عمل لمدرسين وممرضات فى 13 محافظة    فاندنبروك: مدرب صن داونز مغرور.. والزمالك وبيراميدز فاوضاني    قيادي ب«حماس»: مصر بذلت جهودا مشكورة في المفاوضات ونخوض حرب تحرير    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    ريال مدريد يكتسح ألافيس بخماسية نظيفة في ليلة الاحتفال بالليجا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكاتب الكبير لويس جريس وحديث عن ميلاد الجمهورية الثانية:
لابد من مراجعة ملكية الصحافة حتي لا تبقي رهينة لمجلس الشوري
نشر في الأخبار يوم 25 - 06 - 2012


لوىس جرىس أثناء حواره مع » الأخبار«
»كاسترو« تمني زيارة مصر لمشاهدة الفلاح المصري الذي يزرع أرضه أربع مرات في السنة
حتي نفهم ما يجري في مصر حاليا لابد من العودة لعام "1974" هكذا رأي الكاتب الكبير لويس جريس..وقال حتي نفهم حالة التخبط المتعمدة التي تحيط بنا والحيرة أمام مستقبل سياسي غامض رغم وضوح الطريق نتذكر ما حدث في ذلك العام حين افتتح السادات الرئيس المؤمن- كازينو للقمار بفندق شيراتون وبعد أسبوع تحديدا حضر ديفيد روكفلر الامريكي لافتتاح فرع لبنك "تشيز ما نهاتن" بمنطقة جاردن سيتي.
ثم بدأت حالة من الانفتاح في مصر دون "ضابط ولا رابط" وخفت يد الدولة عن كل شيء وبدأت نظرية "قليل من الفساد ينعش الاقتصاد.. وتخلت الدولة عن مسئوليتها تماما بدعوي السوق الحرة والانفتاح وتركت أهم مسئوليتها في بناء المواطن الواعي تركت التعليم في يد جماعات بعينها واستغلته لنشر أفكارها.
هذه الحالة التي ضعفت فيها يد الدولة-إلا عن شكلها البوليسي- تسببت في جعل مصر عارية امام التدخلات الاجنبية خاصة امام "المافيا" وتجارتها..فبدأنا سلسلة من المنتجعات السياحية وفنادق تبني في كل أنحاء مصر بها كازينوهات قمار ومطاعم بأسماء أجنبية وسيلا من الراقصات الاجانب وتجارة عملة ومخدرات من كل نوع مما يعني دخول المافيا لمصر وهذه تجارة المافيا العالمية ..وما حدث ويحدث حاليا في مصر ليس تداعي أحداث لكنه مخطط منذ زمن ولا نستطيع تفسير ما يحدث إلا في ضوء ما قد بدأ أيام السادات...!
الكاتب الكبير "لويس جريس" أحد الصحفيين القلائل الذين عاصروا مصر الملكية وشاهدوا الملك فاروق يحكم ..وحضر ثورة 52 وكيف انقلبت علي نفسها وتفرد عبد الناصر بالحكم وبدأ ثورة تصنيعية كبري تسببت في تربص الدول الكبري به واستخدامها اسرائيل لإنهائه مشروعه لتحديث مصر.. ثم عاصر السادات ونصر 73 وبداية عصر الانفتاح وتمزيق مصر وفتح أبوابها امام المافيا العالمية.. ثم جاء مبارك ليكمل مشروع بيع مصر.. وأخيرا عاصر اندلاع ثورة يناير وشاهد حالة الارتباك التي تحيا فيها البلاد لميلاد الجمهورية الثانية والتخبط الممنهج ومحاولة كل فصيل سياسي الانفراد بالرأي والسلطة ضاربة عرض الحائط بالديمقراطية الوليدة..!
من هنا تأتي أهمية شهادته ورؤيته لما يحدث علي الساحة خاصة انه صحفي من العصر الذهبي للصحافة المصرية.. وهو مصري صميم تربي في صعيد مصر وقد ارتبط اسمه بمجلة "روز اليوسف" منذ أكثر من خمسين عاما .. نشأ في بيت مسيحي يحترم المسلمين.. ولذلك لم نفاجأ حين دخلنا منزله بوجود القرآن الكريم علي أعلي منضدة بالمنزل وبجانبه الكتاب المقدس وصورة مريم العذراء.
تعلم في الجامعة الامريكية بالقاهرة..وأكمل تعليمه في أمريكا جامعة ميتشجان..وله العديد من الاعمال الصحفية حاور فيها كاسترو وجيفارا وباباندريوا والأسقف ماريوس وله العديد من الترجمات منها "الثمن"لآرثر ميللر و"الوزير والحب" للكاتب البريطاني ادلمان ..
الوضع الحالي للشارع السياسي المرتبك كيف تراه؟
اظن ان المشهد الحالي هو محصلة فترة انتقالية أدارها المجلس العسكري بشكل مرتبك منذ تفويضه لاعتلاء سدة الحكم.. مرورا بالمناداة بالدستور أولا والإعراض عن ذلك دون سبب مقنع.. ثم التعديلات الدستورية المتعددة وانتخابات مجلس الشعب وما جري من حوادث مختلفة .. ومازلنا نذكر ما كان يردد علي لسان العادلي من انه يعرف دبة النملة بمصر.. وبخبرتي الطويلة مع الحياة المصرية ومعايشتي للحكومات المتعاقبة منذ عبد الناصر حتي نهاية مبارك وتتبع سير الاحداث..استطيع ان اقول ما كان يمكن ان يحدث شيء مما جري ومازال بمصر الا بترتيب مسبق..!
علي سبيل المثال حريق المجمع العلمي لا يمكن ان يحدث عفويا.. ولاحظ ان المجمع العلمي حين تراه تجده بيتا قديما لا يلفت نظر احد وليس هدفا.. حتي انني أعمل بجانبه بالجامعة الامريكية ولم اعرف ما هو ومثلي الكثيرون.. ثم كثير من الاحداث التي تجري تشعر انها معدة سلفا..كل ذلك من نظرية ان هناك جهات في مصر ترصد كل شيء وعلي استعداد لإشعال حوادث معينة لإلهاء الناس واتهام البعض ..مثلا ما حدث مع النائب البلكيمي وونيس رغم اننا نعلم انها حوادث صحيحة لكنها تشي ان هناك من يرصد تحركاتهم ويتتبع خطاهم..!
خيارات مستحيلة
وما الذي يمنع المجتمع من تحديد خياراته؟
الاحداث المرتبة والمربكة التي وقعت ومازالت لا تساعد الناس علي تكوين رأي عام أو اتخاذ موقف تجاه حتي ما يجري من احداث فكل شيء غير مفهوم ..المعلومات ناقصة ومشوشة وبالتالي التفسيرات عبر وسائل الاعلام مرتبكة ومربكة للمجتمع وتصيبه بالحيرة والتلعثم بحيث لا يستطيع بناء موقف واضح تجاه الأحداث والائتلافات الكثيرة والمختلفة التي تتبني مطالب متعددة والتجمهر في ميدان التحرير بعد الثمانية عشر يوما في الثورة تحول إلي أحداث شبه يومية بلا نتيجة تنفع الناس والوطن.. أحداث مربكة حرق الكنائس مرة امبابة ومرة اطفيح.. وخد بالك منذ الفتح العربي ودخول عمرو بن العاص مصر لم تحرق كنيسة واحدة.. لماذا تحرق الكنائس حاليا ؟ والأكثر غرابة ان تحرق كنيسة مثلا في "اطفيح" وهي بلد اظن لا يعلم كثيرون اين تقع..!
لو تم احراق كنيسة مثلا في امبابه فهي منطقة معروفة لكن ان يتم احراق كنيسة في اطفيح اذن عمل مدبر لتوسيع رقعة الخلاف في الوطن وإحداث بلبلة تسهم في عدم صنع خيارات واضحة لدي الناس في الشارع.
هل هذا يعني ان هناك اصابع داخلية تلعب في مصر ؟!
بالطبع..يمكن فهم ما يسمي بالاصابع الخارجية التي تسهم في اشعال الفتنة في مصر بالرجوع قليلا لبداية عصر الانفتاح.. ففي عام74 بدأ السادات مظاهر عصر الانفتاح. ودشن في هذه الفترة افتتاح فندق شيراتون وبه تمت إقامة كازينو للقمار.. وتعجبت وقتها كيف للرئيس المؤمن السادات -كما كان يطلق علي نفسه- ان يفتتح شيراتون وبه كازينو للقمار؟!!.
وبعد أسبوع من افتتاح كازينو القمار جاء ديفيد روكفلر وافتتح في جاردن سيتي فرعا "لبنك تشيز منهاتن".. ثم بدأ بعد ذلك انشاء سلسلة فنادق شيراتون ..اذن حين تفتح كازينو للقمار ثم سلسلة فنادق بها كازينوهات للقمار وبنك هذا يعني دخول المافيا إلي مصر وتوطيد دعائمها.. وتزامن ذلك مع بزوغ نظرية قليل من الفساد ينعش الاقتصاد مما جعل الدولة تصمت أمام بعض مظاهر الفساد التي بدأت علي مهل ثم توحشت في عصر مبارك!
وما الرابط بين افتتاح كازينو للقمار واقامة بنك بمصر ودخول المافيا إليها؟
استطيع تفسير ذلك من خلال اقامتي بأمريكا في الخمسينات حين قرأت في جريدة "الصن داي" العدد الاسبوعي في صفحة داخلية تحقيقا صغيرا عن لقاء تم بين وزارة الخارجية الأمريكية والمخابرات الامريكية وزعماء المافيا.. قال التحقيق أنه في هذا اللقاء عابت المافيا علي المخابرات الامريكية والخارجية تدخلها في صنع انقلابات بأمريكا اللاتينية وصنع قلاقل في كثير من الدول..وطلبت منهما الابتعاد عن هذه الاعمال القذرة والتفرغ للدبلوماسية النظيفة وترك الانقلابات والدسائس لهم حتي لا تلوث سمعة امريكا..في مقابل ذلك تترك الخارجية والسي اي ايه يد المافيا في اقامة كازينوهات القمار بالفنادق والمطاعم والبنوك حول العالم والمخدرات والدعارة ..! هذا ملخص ما كان منشورا بالجريدة للاتفاق الذي تم بين المخابرات الامريكية والخارجية والمافيا..لو قسنا ذلك علي ما جري في مصر من إقامة كازينو قمار بشيراتون ثم اقامة عدة فنادق شيراتون بمصر وبنوك ثم سلسلة مطاعم عالمية ثم زيارات متعددة لمسئولين امريكيين توجت بزيارة نيكسون لمصر وما سبق ذلك من ترحيل السوفييت والابتعاد عن الكتلة الشرقية.. ما حدث بعد ذلك من قلاقل طول فترة السادات وانتهت بمقتله نعرف سر ما يحدث عندنا!
الطمع الغربي
لكن الا تظن معي ان مصر في مرمي الطمع الغربي من قبل ولم يكن الانفتاح فقط سببا فيما يحدث؟
انا معك في ذلك.. حتي ان الحملة الفرنسية بقيادة نابليون هدفت مصر ودرست كل مافيها..ونابليون أراد ان يحكم العالم من خلال مصر كما قال " من يحكم مصر يحكم العالم".. وأظن ان كتاب وصف مصر الذي وضعته الحملة ساعد حاكم مصر محمد علي في مشروعه النهضوي في مصر وبدأه بتحديث الجيش..ومن ثم تحديث مصر بالاهتمام بالتعليم وإرسال البعثات التعليمية.
علي ذكر النهضة كيف تري نقطة البداية بعد ثورة يناير ونحن علي أعتاب الجمهورية الثانية؟
بداية نود التذكر ان "مهاتير محمد" الزعيم الماليزي اعتلي سدة الحكم في نفس الوقت مع حسني مبارك في مصر..وانظر كيف وصلت ماليزيا وأصبحت دولة صناعية كبري ونحن علي اعتاب العصور الوسطي.. هذه المقدمة لأنني اؤمن بأن القيادة المؤمنة بمشروع التقدم تستطيع القيام بها خاصة في مصر وانا اعول علي القائد القادر المؤمن علي الاستفادة من تجربة محمد علي والاستفادة من الدراسات العديدة المليئة بها مصر.
هل مازلت عند رأيك بإخلاء سبيل مبارك وأبنائه ؟
ابدا.. انا قلت اذا لم نكن قد حكمناه علي اخطاء سياسية ..ونحاكمه علي تهمة مازالت ليست ثابتة ..فلنتركه يرحل كما حدث مع الملك فاروق وودعناه رسميا..وأظن ان مبارك فسد من خلال بطانته وما اشيع ان البعض كان يخفي عنه بعض الاخبار..ولكن تركه بعد محاسبة كل من نهب وسرق في عصره..وبالمناسبة لماذا لانخطط ميدان التحرير حتي يكون رمزا للثورة يتم السهر به الليالي والغناء نأكل ونشرب في ميدان التحرير.
كان لك ملاحظات علي المشروعات الوطنية التي يقوم بها الجيش؟
اظن ان هذه المشروعات ليست من اعمال الجيش مثل صناعة الاسمنت الحديد ومحطات البنزين وتربية العجول..مهمة الجيش الاساسية التدريب المستمرة وان يكون منتصرا ويحمي حدود مصر من كل غاز.. واري ان يتفرغ لهذه المهمة المقدسة..وهو جيش وطني علي مر التاريخ المصري.. والمشروعات الكبري لابد ان تقوم بها شركات عملاقة علي أسس سليمة.
كيف تري تكوين الجمعية التأسيسية الأخيرة؟
اظن انها تحمل نفس عوار الجمعية الاولي ..الاغلبية فيها للإخوان..والقضية كلها حتي يضمنوا اعلان دولة الخلافة..نحن دولة مدنية ..ولسنا محدثي دساتير ..فلنا تاريخ طويل في صنع الدساتير..ومع ذلك يتم التلاعب بنا..!
مازلنا نبحث عن نقطة البداية في طريق النهضة..من أين نبدأ؟
لا تستغرب حين اقول نبدأ بدراسات تمت في العصر البائد عصر مبارك..فلم تكن فترة مبارك كلها شر.. فيوجد علي مدي ثلاثين عاما -فترة حكم مبارك- دراسات وتقارير في العديد من المراكز البحثية التي علي امتداد طول البلاد وعرضها..حتي انه حين قام حريق مجلس الشوري خفت علي دراسات المجالس القومية المتخصصة وهي دراسات عميقة تناولت بالبحث العميق كل مشاكل مصر وقدمت حلولا ناجعة لها ولم يلتفت إليها أحد وأذكر عندما التقيت بالرئيس كاسترو عام 1966 أكد لي انه يريد المجيء الي مصر لزيارة الاهرام لكن ليضع يده في يد الفلاح الذي يقوم بزراعة أرضه (4) مرات في العام والذي يعتبره كاسترو معجزة أما نحن فنصفهم بأصحاب الجلابيب الزرقاء ونعطيهم حقوقاً في الترشح للبرلمان ثم نجور عليهم ونستولي علي صفة الفلاح ونعطيها لموظفين يعملون في الحكومة لم يزرع أرضاً يوماً ما.. ولا نلتفت للفلاح ونتركه مغبوناً متخلفاً.
اذن تنقصنا الإرادة والرجل؟
هذا هو ما نبحث عنه فعلا..الإرادة والرجل .. نحن لدينا كل الدراسات التي تستطيع بالفعل النهوض بمصر في كل المجالات كما بينا..وينقصنا رئيس لديه مثل محمد علي صاحب إرادة مثل محمد علي صنع نهضة بإرادته وبسواعد المصريين مستعينا بالدراسات التي وضعتها الحملة الفرنسية لمصر وبالعلم الحديث والبعثات.
مباديء الشريعة
النص علي مبادئ الشريعة الاسلامية في الدستور القادم ..هل تراه ملزما لواضعي الدستور ؟
مصر دولة إسلامية وكلنا ندرك هذه الحقيقة ولن نماري فيها والكل يعرف تاريخها منذ فتح عمرو بن العاص لمصر.. والشريعة الإسلامية مصدر التشريع الأساسي في الدولة.. فلماذا نتحدث في بديهيات ونشغل أنفسنا..؟! وكلنا نريد مصر كما كانت دائما وطوال تاريخها دولة مدنية يتساوي فيها حقوق المواطنين وواجباتهم..والعالم يضم مليارا ونصف المليار مسلم ومثلهم مسيحي يتعايشون مع بعض ويتعاملون .. وأري بكل تأكيد ان وثيقة الأزهر عظيمة ، وأنا أجل الشيخ أحمد الطيب وأعرف أجداده ووالده كان في الأقصر يحل مشاكل المسلمين والمسيحيين، وفي جنازته مشي الأقباط والمسلمون وراءه. والشريعة الإسلامية قبلها الأقباط في مصر في المواريث والخلفة، وفي كل القوانين المدنية الموضوعة مثل الميراث الذي يتشابه فيه المسلم والمسيحي.. ولكن حرية العقيدة في الزواج تختلف لأنها لدي القبطي أن ماربطه الله لا يفكه إنسان، فلا توجد غضاضة من المادة الثانية في الدستور.
كيف تري العبور بمصر إلي بر الأمان؟
هذا السؤال طرحه علينا المفكر خالد محمد خالد منذ بدايات الخمسينيات وكانت الاجابة عليه من خلال كتاب من هنا نبدأ ثم الديمقراطية أبدا للمفكر الاسلامي خالد محمد خالد.. وطوال النصف قرن نادي جميع المفكرين بما نادي به خالد وكنا بالفعل قد حققنا خطوات عظيمة في مجالات الزراعة والصناعة ولكنها توقفت في السنوات الاخيرة وخاصة في ال20 سنة الأخيرة بهدف تحويل مصر إلي منتجع سياحي..وللأسف تم بيع وغلق المصانع وتشريد العمال بالمعاش المبكر..!
وبدأ رجال المال يتكالبون علي اقتناء الأراضي واقتسامها..وانتهي عصر إنشاء المصانع..وبدأنا نسمع عن تصدير المواد الخام واستيراد أشياء كثيرة.. لكن يقوم أحمد عز باحتكار الحديد.. وتركنا المصانع التي رفضتها أوروبا لأنها ملوثة للبيئة مثل مصانع الأسمنت والسيراميك، ونسينا أن مصر تتميز بمزارها السياحي ولابد باحتفاظها بمناخ وبيئة نظيفتين.
زعماء العالم
قابلت العديد من زعماء العالم وأجريت أحاديث معهم كيف جري اللقاء واهم انطباعاتك عنهم؟
طوال مشواري الصحفي تعرفت علي العديد من الشخصيات المهمة وأجريت احاديث كثيرة مثلا قابلت كاسترو في كوبا ولهذا قصة طريفة.. كنت مع وفد صحفي واخذنا ميعادا مع كاسترو وانتظرناه في بهو الفندق لكنه لم يأت وانصرف تقريبا كل الزملاء للنوم..لكني نمت علي فوتيه في بهو الفندق وفي الساعة الثالثة صباحا في بهو الفندق فجأة وجدني نائما علي الكنبة فأيقظني بصوت جهوري إصح يا مصري.. وتبادلنا التحية ثم فاجأني قائلا: أتمني زيارة مصر لا لمشاهدة الأهرامات ولكن لمشاهدة الفلاح المصري الذي يزرع أرضه أربع مرات في السنة.. لابد أن يكون هذا الفلاح عظيما.
كيف كان اداء الاعلام خلال الانتخابات الرئاسية و انت عضو في لجنة مراقبة الانتخابات؟
عموما الصحافة المصرية مصابة بالكسل من مدة طويلة ..فهي تساير ما يجري ويهتم به الناس فقط ولا تبحث عن الجديد..وبالنسبة للأداء الاعلامي اثناء انتخابات الرئاسة كانت هناك تحيزات واضحة في القنوات الفضائية وفي الصحافة الورقية ايضا.. وقمنا برفع تقارير للجنة العليا للانتخابات ولم تفعل شيئا ..مثلا هناك من كتب ان الكتاتني طلب سيارة بحوالي مليوني جنيه من مجلس الشعب ولم يتحر الصحفي الدقة والسيارة كانت مخصصة منذ فتحي سرور.. ثم الكسل الصحفي يظهر في عدم سؤال مرسي مثلا عن كيفية استفادة مصر من الطاقة الشمسية وهو له رسالة ماجستير عن الاستفادة من الطاقة الشمسية.. ولا صحفي سأله عن ذلك.
كيف تري الصحافة في الجمهورية الثانية..؟
هذا سؤال مهم جدا ويجب ان نهتم به جميعا خاصة العاملين بها.. وهو ملكية الصحافة ومجلس الشوري كان يمارس عليها حق الملكية ويتلاعب بها لصالح النظام .. ومنذ ان اصدر عبد الناصر قانون تنظيم الصحافة 24مايو 1960 وأصبحت الصحافة تابعة للحكومة ويتم تعيين رؤساء تحرير ومجالس ادارتها عن طريق الدولة..لابد من اصدار قانون جديد تملك للعاملين عن طريق شراء اسهم مثلا لزيادة رأس المال.. ولابد ان تكون الصحف مستقلة صاحبها هو الشعب..بمعني ان يكون هناك جهاز وطني علي غرار ما في الدول الديمقراطية.. مثلا لابد من انشاء "مجلس اعلي للاعلام" يضم الصحافة والاذاعة والتليفزيون..يتكون من شيوخ المهنة وخبراء اعلام من اساتذة الجامعات وخبراء في الاقتصاد. ولابد من تحديد هوية كل مؤسسة صحفية.. والنظر إليها من الناحية الاقتصادية فمثلا كيف نري الاصدارات التي خرجت من الاخبار والاهرام والجمهورية ولا تحقق عائدا اقتصاديا وتثقل كاهل هذه المؤسسات مثل اخبار الادب والنجوم والحوادث والرياضة..لماذا لا تضم هذه الاصدارات في اصدار واحد او تصبح ملاحق للجريدة وهكذا في الجرائد القومية الاخري.. عموم الخبراء في المجلس الوطني للإعلام يقررون ماذا يتم مع هذه الاصدارات..؟ لابد من خيال في التعامل مع الاصدارات التي لا توزع .. لماذا مثلا لا نتعاقد مع المجلس الاعلي للرياضة للصرف علي هذه المطبوعات الرياضية لنشر وتشجيع الرياضة وهكذا.
في الدستور الجديد ما الذي تري ضرورة التأكيد عليه بالنسبة للإعلام؟
لابد من النص علي حرية الرأي والتعبير في الدستور الجديد وتصدر بها قوانين لحماية الحصول علي المعلومات..ونجرم حجب المعلومات..في الجمهورية الثانية لابد من وضع اللوائح التنفيذية التي تنظم ذلك.. لابد من حماية الصحافة والصحفي وكفل حقه في الحصول علي المعلومات حتي نستطيع تكوين رأي عام سليما.
اعلنت نقابة الصحفيين عن نيتها اقامة المؤتمر العام الخامس للصحفيين..ما الموضوعات التي تقترحها للمناقشة بالمؤتمر؟
لابد ان يكون علي رأس الموضوعات "ملكية الصحافة القومية" في ظل النظام الديمقراطي الجديد حتي لا نترك للحاكم الجديد التحكم فيها.. وهذا ما كانت تود فعله جماعة الاخوان عن طريق مجلس الشوري..ولابد من مناقشة رسالة الصحافة في الجمهورية الجديدة وموضوع وملف "تقنين الصحافة الالكترونية "وملف عن تطوير مناهج التدريس بكليات وأقسام الاعلام".
وملف عن تكوين مجالس ادارات الصحف لابد ان تضم مثلا مجالس الادارات علي بعض رجال الاعمال اصحاب الوطنية لتدعيم الصحافة الوطنية أيضا..ولابد من المحافظة علي اقامة مثل هذا المؤتمر سنويا فالتطور سنة الحياة والتطور التكنولوجي لا يكف عن التطور ولابد من ملاحقته.
هل هناك ضرورة لوزارة الاعلام في الجمهورية الجديدة؟
بالتأكيد لاضرورة لها..والمتحدث الرسمي لمجلس الوزراء حاليا الوزيرة فايزة ابو النجا..كان المفروص لو هناك وزارة اعلام تعمل مثلا في حكاية صحة الرئيس المخلوع يخرج علينا وزير الاعلام مع وزير الصحة في بيان رسمي عن صحة الرئيس لكن لاحياة لمن تنادي..واظن مع الجمهورية الجديدة لابد من الغاء هذا المنصب.
مصطفي أمين
قيل انك تأثرت كثيرا بالكاتب الصحفي الكبير مصطفي أمين وكانت لك معه قصة طريفة؟
تأثرت فعلا بالكاتب الصحفي الكبير الأستاذ مصطفي أمين قبل اشتغالي في بلاط صاحبة الجلالة، وأتذكر أنه في عام 1945 كتبت له خطاباً ذكرت فيه أنني انتهيت من قراءة رواية أرسولبين وسألته لمن أقرأ بعد هذه الرواية.. فرد عليَّ قائلاً: عليك بقراءة مسرح المجتمع ويوميات نائب في الأرياف، وحمار الحكيم، والسلطان الحائر، وسجن العمر لتوفيق الحكيم، ودعاء الكروان لطه حسين، وعبقريات العقاد، كما ترددت علي الأستاذ مصطفي أمين أثناء دراستي في قسم الصحافة بالجامعة الأمريكية، وكان يحسن استقبالي ويودعني حتي باب الأسانسير.
وعندما رفضني الأهرام في العمل بين صفوفه توجهت لمكتبه وقابلت سكرتيرته مي شاهين التي قالت لي إن مصطفي بك يقول لك: إنه كان يستقبلك في الماضي عندما كنت طالب علم، أما الآن فأنت طالب وظيفة، ولا توجد عنده وظائف.
انت تعتبر نفسك تلميذ احمد بهاء الدين ..لماذا غضب منك يوما بسبب هيكل؟
هيكل قيمة كبيرة في عالم الصحافة..وعندما ترجمت رواية الوزير والحب، وكانت أول رواية سياسية أقوم بترجمتها ذهبت لنوال المحلاوي سكرتيرة هيكل وزميلتي في الدراسة في مبني الأهرام القديم بشارع مظلوم.. وعندما رآني وكان خارجا من مكتبه نظر لي قائلا يا لويس: انت زي الأشباح نسمع عنهم ولا نراهم. وعندما عرضت العمل معه في الأهرام قال: الاهرام لا يطلب أحداً ولكن يُطلب، وعندما رويت للأستاذ أحمد بهاء الدين وكان آنذاك رئيس مجلس إدارة ادارة الهلال وروزا اليوسف هذا الموقف غضب غضباً شديداً وقال: إذا كنت عايز تروح الأهرام أو الأخبار روح فكل واحد حر، وسبب غضب الأستاذ بهاء كما يقول الأستاذ لويس جريس لأن هيكل خطف صلاح جاهين من صباح الخير، وفي هذا الوقت كان عبد الناصر قد أسند لمحمد حسنين هيكل رئاسة تحرير الأهرام والأخبار.
سناء جميل
قرأت انك تلقيت تحذيرا عند زواجك بالفنانة الكبيرة سناء جميل حتي تحافظ عليها؟
فعلا لويس عوض نصحني بأن ابعدها عن القراءة، لأنها - أي القراءة - من وجهة نظره عدو الممثل بل إنها تورث الفنان الاكتئاب، والاكتئاب عدو الممثل أيضاً، يا لويس اجعل سناء تجلس في مكاتب المثقفين وليس في مقاعد المثقفين، ولذلك - كما يقول الأستاذ لويس جريس لم تقرأ سناء جميل إلاّ كتابين فقط الأول: بروتوكولات حكماء صهيون ترجمة شوقي عبد الناصر، شقيق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أما الكتاب الثاني فهو عن حياة الزعيم الصيني ماوتسي تونج الذي قال مقولته الشهيرة رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.