اختلفت الاحزاب والقوي السياسية فيما بينها حول ما اذا كان المؤتمر الذي عقده د.محمد مرسي مرشح الاخوان المسلمين مع بعض الشخصيات العامة اول امس هو نوع من الاصطفاف الوطني، ففي الوقت الذي اعتبرته بعض الاحزاب خطوة في طريق المستقبل، انتقدته احزاب اخري مؤكدة ان الذين شاركوا يمثلون انفسهم فقط، وليس تيارات سياسية. واكد يونس مخيون عضو الهيئة العليا لحزب النور ان الحزب لم يدع الي الاجتماع مع د. محمد مرسي، كما انه لم يوجد احد من الاحزاب السياسية مشيرا الي حزب الحرية والعدالة ابلغوهم ان الاجتماع مقتصر علي بعض الشخصيات العامة وان الهدف ارسال رسالة طمأنة لهم في بعض الامور. واوضح مخيون ان د.مرسي يسعي الي تحقيق اكبر قدر من التوافق حوله في مواجهة المجلس العسكري والفريق احمد شفيق. وكشف عضو الهيئة العليا لحزب النور عن الحزب سيطلب بعض التوضيحات من حزب الحرية والعدالة بشأن ما ورد خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مرسي مع هذه الشخصيات العامة ، خاصة فيما يخص الحديث عن اعادة النظر في الجمعية التأسيسية علي الرغم من ان هذه الجمعية مشكلة من قبل الاجتماع المشترك لمجلسي الشعب والشوري.. واضاف د. يونس مخيون ان حزبه سيسأل ايضا عما تم ذكر كلمة دولة مدنية ونحن نعتبر ذلك مرادفا لكلمة دولة علمانية وهو ما نرفضه تماما مؤكدا انه اذا كان المقصود حكومة مدنية في مواجهة حكومة عسكرية فهذا لا مانع فيه، اما ما يخص الدولة المدنية بمفهوم العلمانية فقد اعلن اعتراضنا علي ذلك مرارا. وشدد مخيون علي اننا نرفض الدولة الدينية لانه لا مرجعية لها في الاسلام الذي نادي بدولة القانون مشيرا الي ان حزب النور يتمسك بالمادة الثانية من الدستور ولابد ان تكون القوانين متوافقة مع الشريعة الاسلامية. ورفض مخيون ما قيل عن رفض الهيمنة الدينية قائلا: لابد ان يكون الاسلام مهيمنا علي حياتنا كلها. الحركة الوطنية واكد طارق الزمر رئيس حزب البناء والتنمية الذراع السياسي للجماعة الاسلامية ان مؤتمر د. محمد مرسي مع القوي السياسية للاصطفاف الوطني ضد الاعلان الدستوري المكمل نجاح كبير للثورة مشيرا الي ان الحركة الوطنية المصرية يجب الا تقصي احدا. واوضح الزمر ان غياب البناء والتنمية عن المؤتمر لايشير الي خروجه من الاطار التوافقي وانما تمثيل الدكتور محمد مرسي كرمز عن القوي الاسلامية بأكملها . واكد رفعت السعيد رئيس حزب التجمع ان د. محمد مرسي يعيش في الوهم ، باعتبار نفسه فائزا في الانتخابات الرئاسية ، وانه يتعامل مع القوي السياسية من هذا المنطق ، وهو ما اعتبره حلما من احلام اليقظة عاشه د. مرسي وصدقه باقي الشخصيات والاحزاب التي سعت خلفه. واضاف السعيد ان حزب التجمع يتحدي د. محمد مرسي ان يعلن رفضه صراحة للتدخل الامريكي في الشأن الداخلي المصري مشيرا الي ان الحزب لن يعترف الا برئيس مصر الذي تعلنه اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة واكد د. عماد جاد عضو الهيئة العليا للحزب المصري الديمقراطي ان الشخصيات العامة التي اعلنت دعمها للدكتور محمد مرسي مرشح الاخوان المسلمين لا يمثلون تيارات سياسية واضحة ، ولذلك فانه لا يعتبر ما حدث اصطفاف وطني ، ولكنهم مجموعة من الرموز اعلنت مساندتها لمرسي. من الفائز واضاف جاد ان ما حدث هو نوع من الضغط علي لجنة انتخابات الرئاسة لاعلان فوز مرسي برئاسة الجمهورية ، مشددا علي ان الاصطفاف الوطني يجب ان يكون علي قضايا وطنية وليس وراء اشخاص ويجب احترام قرار اللجنة ايا كان من الفائز. وحول الطرح الذي قدمه د. مرسي اول امس قال جاد: هذا كلام وسمعنا منه الكثير ولابد ان يكون هناك برنامج زمني محدد ، خاصة ان كل وعود الاخوان السابقة يتم " لحسها ". وشدد جاد علي ان القضية ليست خناقة علي انتخابات ، ولكن لابد من الاتفاق علي برنامج واضح لتحقيق المواطنة والحرية ومواجهة الضغوط الامريكية . و اكد د. السيد البدوي رئيس حزب الوفد ان ما يعتري المشهد السياسي نذير خطر يهدد وحدة وسلامة الأمة كما يهدد مسيرة الاستقرار الديمقراطي والسياسي والذي بدونهما لا يحقق ما يصبو إليه شعب مصر من استقرار أمني واقتصادي وإنطلاقاً من المسئولية الوطنية التي يتحملها الوفد فإنه يطالب كافة القوي الوطنية بضبط النفس ونبذ العنف وعدم الاستسلام لمشاعر الغضب والاحتقان وتقديم ما يطمئن الإسرة المصرية والذي أصبح الفزع والخوف من المجهول يسيطر علي كل فرد فيها مما يصل إلي مسامعهم من تهديد بصدام بين أبناء الوطن الواحد تراق علي إثره الدماء وتسود الفوضي التي تهدد نفسه وماله لا قدر الله. و اضاف البدوي ان حزب الوفد يؤكد علي احترام النتيجة التي سوف تعلنها اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية وسيلتزم بها والتي يثق تماماً أنها ستكون علي قدر المسئولية التي إئتمنهم عليها شعب مصر. كما اكد البدوي رفض الوفد أي تدخل خارجي في شئوننا الداخلية لما في ذلك من مساس بسيادة مصر وشعبها والذي يمتلك من التاريخ والثقافة والحضارة ما سبق به كثيرمن الدول الديمقراطية في العالم الآن ونقول لهؤلاء أنكم لا تعرفون طبيعة هذا الشعب فقد نختلف فيما بيننا ولكننا نتوحد في مواجهة اي اجنبي يحاول المساس بشئوننا الداخلية. صدام مسلح كما أكد البدوي في مؤتمر صحفي عقده مساء اول امس أن الشعب المصري ينبذ العنف وأنه يثق في وطنية جماعة الإخوان المسلمين وخبرتهم السياسية وأنهم لن يسعوا إلي أي صدام مسلح وأضاف قائلا : " أرجو وأتمني وأتوقع ذلك " وأشار البدوي إلي أن حق التظاهر والاعتصام مكفول للجميع و اشار بهاء ابوشقة نائب رئيس حزب الوفد ان الحزب لم يشارك في مؤتمر د. محمد مرسي مع القوي السياسية بسبب قراره السابق وموقفه الاولي بعدم تاييد اي مرشح من المرشحين واتاحة الفرصة لكل عضو في الاختيار مطالبا الشعب المصري في كل حال بأن يساند الرئيس الذي ستعلن عنه صناديق الاقتراع وطالب الرئيس القادم بإعمال ضميره الوطني في لم شمل الأمة المصرية وتوحيد صفوفها والحفاظ علي وحدة النسيج الوطني وأن يبدأ بمصالحة شاملة يطوي فيها صفحة الماضي وخلافاته وصراعاته ،ان يكون رئيسا لكل المصريين وأن ينظر إلي المستقبل الذي قامت من أجله ثورة 25 يناير في ظل دولة مدنية ديمقراطية حديثة أساسها المواطنة وسيادة القانون. اما فؤاد بدراوي سكرتير حزب الوفد فرفض التعليق واعتبر المشاركين في الاجتماع مع د. مرسي يمثلون انفسهم وهم احرارا في اختياراتهم ، خاصة اننا نعيش في ديمقراطية حقيقية ، يجب ان نمارسها بالطريقة المثلي. واكد عمرو فاروق المتحدث باسم حزب الوسط ان الاجتماع الذي جمع د. محمد مرسي مع بعض القوي الشبابية والشخصيات العامة اتي بثمار جيدة، ولم يتم دعوة اي من الاحزاب السياسية له مشددا علي دعم حزب الوسط الي اي مسعي يستهدف مصلحة الوطن لان ما ادي الي عرقلة المرحلة الانتقالية هو ضعف الاصطفاف الوطني. وتمني فاروق ان ينفذ مرشح الاخوان المسلمين التعهدات التي اعلنها خلال المؤتمر الصحفي حول تشكيل حكومة تضم كافة التيارات وان يرأسها شخصية وطنية مستقلة وكذلك وضع خارطة طريق لمستقبل مصر. وشدد المتحدث باسم حزب الوسط علي انه يجب علي المجلس العسكري ان يتفهم حقيقة الوضع لاننا لا يمكن ان نقصيه عن الاوضاع في مصر لانه بمثابة رمانة الميزان ولا يمكن الاستغناء عنه ، ولكن في نفس الوقت لا يمكن ان نقبل بالجور علي حقوق المواطنين. إصطفاف وطني واشار عمرو فاروق الي انه كان لابد من اشراك الاحزاب والقوي الوطنية في الاعلان الدستوري المكمل. وقال محمد البيومي الامين العام لحزب الكرامة انه لم يتم دعوة الحزب لهذا اللقاء ، كما ان عددا كبيرا من الاحزاب المدنية لم تكن موجودة فيه، مشيرا الي انه استباق للاحداث لان نتيجة انتخابات الرئاسة لم تعلن بعد، ولذلك فليس هذا اصطفاف وطني. واكد د. هاني سري الدين عضو المكتب السياسي لحزب المصريين الاحرار انه من المهم علي القوي المدنية ان تحترم نتائج الانتخابات الرئاسية ومن سيأتي به الصندوق الانتخابي، منتقدا الرسائل التي بعث بها مرشح الاخوان عقب انتهاء الانتخابات مباشرة.