بعد 91 يوما أعادت السلطات المصرية 61 شابا من قرية سندبيس مركز القناطر من رحلة الموت في الهجرة غير الشرعية بعد أن انقذتهم الشرطة في مالطا من الغرق أمام سواحلها وتدخلت الخارجية المصرية لاستعادتهم الي أرض الوطن مرة أخري ليعودوا الي حضن الوطن ليستقبلهم أهاليهم وأهالي القرية بالزغاريد والافراح بعد ان ظنوا انهم لن يرجعوا ابدا وانهم سيقضون عمرهم في سجون الغربة بتهمة الهجرة غير الشرعية. النيابة الكلية لجنوب القليوبية برئاسة اسامة الحلواني قررت الافراج عن هؤلاء الشباب وأخلت سبيلهم بعد ان تسلمتهم السلطات المصرية بمطار القاهرة عقب عودتهم مرحلين من مالطا علي متن طائرة خاصة. محمد مصطفي حجازي - 02 سنة - وحاصل علي دبلوم فني صناعي روي تفاصيل المأساة قائلا: بدأت مأساتنا عندما قام سمسار باقناعنا بالسفر الي ايطاليا مؤكدا لنا ان السفر بطريقة شرعية وبأوراق سليمة مقابل 05 ألف جنيه وفي وقفة عيد الفطر نقلنا بسيارته الميكروباص الي الاسكندرية. وأمام منطقة قسم شرطة الانفوشي استغل زحام ليلة العيد وقام بنقلنا في مجموعات من 5 أفراد لكل مجموعة في قارب الي احد اللنشات والذي نقلنا بدوره الي المركب الليبي (بني غازي 2) وبالمركب اكد لنا السمسار انها مركب لنقل التبغ وانهم سينقلون عليها بصفتنا عمالا. وخرجت المركب من المياه الاقليمبية المصرية بطريقة رسمية بأوراق تؤكد اتجاهها للأراضي الليبية وعند اقترابنا من المياه الاقليمية المالطية وعلي مسافة 04 ميل بحري بعد رحلة استغرقت خمسة ايام توقفنا في انتظار مندوب السمسار بمالطة يدعي جمال والذي جاء لنا وحدثت بينه وبين قبطان السفينة مشادة بحجة عدم دفع باقي المبالغ فتركنا في يد قبطان السفينة الليبية واعوانه الذي اقتادونا تحت تهديد السلاح وحبسونا في مجموعتين. مجموعة بغرفة الوقود واخري بمخزن السفينة واغلقوها بالاقفال الحديدية بعد أن أوهمونا انهم في طريقهم لميناء مالطة لتوصيلنا الي اننا فوجئنا بتغيير مسار السفينة الي الاراضي الليبية لتسليمنا باعتبارنا خاطفين للسفينة وقاموا باخذ احذيتنا وهواتفنا المحمولة وألقوا بها في البحر وحاولنا الخروج ولكن دون جدوي. وقام امجد حامد منصور الصيفي بكسر قفل مخزن الوقود الذي كنت محتجزا به بواسطة مفتاح حديدي وجدناه بالمخزن وقمنا بمهاجمة مساعد القبطان ويدعي عبدالسلام واصبناه في قدمه لتعجيزه وقمنا بتوثيقه. وعندما حاول القبطان ويدعي مصدق اعادتنا الي المخزن باستخدام سنجة كبيرة كان يحملها في يده تصدينا له وأسفر ذلك عن اصابة عماد سيد الليثي اصابة طفيفة في جانبه الايمن ونجحنا في السيطرة عليه قبل ان يقفز في البحر للهروب منا وقمنا بتوثيقه هو الاخر وتوجهنا الي كابينة القيادة وقمنا بكسر ابوابها وفوجئنا اننا علي مشارف الدخول لليبيا فقمننا باجبار عوض ميكانيكي السفينة علي العودة باتجاه مالطة. وعند حدود مالطة قمنا بتوثيقه ومن خلال جاد الحق محمود محمد احد زملائنا الذي يجيد اللغة الايطالية قمنا بالاتصال بالشرطة في مالطة التي استجابت وارسلت قوات انقاذ خلال ساعة ونصف الساعة من تلقي بلاغنا بعد ان استطاعوا تحديد مكاننا في البحر من خلال اشارات الاستغاثة التي ارسلناها باشعال النار في ملابسنا والتلويح بها كإشارة لارشادهم بموقعنا. ويقول امجد حامد استطعنا تحرير انفسنا وبعد تحريرنا تم اقتيادنا الي احد السجون في مالطة وقدموا لنا الطعام وتم ابلاغ السفارة وقام السفير المصري بزيارتنا واحضر لنا بعض الاطعمة والحلوي وقام بطمأنتنا حتي تم الافراج عنا وقررت السلطات بمالطة مصادرة السفينة الليبية وتم اعادتنا الي القاهرة. ويضيف مصطفي حسين انهم خرجوا من بلدتهم متيقنين بسلامة اجراءات سفرهم من خلال ادعاءات السمسار الكاذبة وانهم فوجئوا بتغيير الحال وانهم محبوسون تحت رائحة الوقود والتبغ ليعيشوا اسوأ لحظات الموت.