حمدى رزق هذه حرب قذرة بكل المقاييس، لن ينتصر فيها رئيس، لا فائز ولا مهزوم، سيتم تنصيب الرئيس ذ أي منهما - ملطخا بالعار، مجللا بالفضائح التي تذهب إلي حدود لا يتخيلها عقل، تقطيع هدوم، ونتف لحي، وتنقيب عن فضائح سترها الله وفضحها المرشحون أنفسهم، وما فضحناهم ولكن كانوا أنفسهم يفضحون بالتدليس والخداع، وعلي دقون شعب ماكر وداهية وعارف القرد مخبي ولاده فين، شعب جد أريب . حرب قذرة تجافي روح الشرف والأمانة، تنتهج سبيلا منحطا في تلويث سمعة الخصم، تهتك ستر البيوت، وتنبش القبور، وتتطاول علي الشرف الرفيع بالأذي الذي يراق علي جوانبه الدم، ويتقولون، أحلي من الشرف مفيش علي رأي طيب الذكر توفيق الدقن (رحمه الله) إلا إذا كان للأخوة رأي آخر باعتباره مشخصاتي، والفن حرام، والتمثيل بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار . حصاد الهشيم ما ستجنيه مصر من حرب ضروس، داحس والغبراء، حرب عنوانها " أنا الرئيس " ومن بعدي الطوفان، قالها مرشح رئاسي بملء الفم علي رؤوس الأشهاد دون اكتراث بالصندوق، أنا الرئيس رغم أنف الناخبين، أنا الرئيس، أنا الصندوق، هل يكفر الصندوق، الصندوق كافر إذا ما حمل أصوات الخصم الحرام!! حمل سفاح، أصوات مأجورة، أصوات الهشيم تذروها رياح السموم، وتقول جماعته، الرئاسة لنا والوزارة والبرلمان إن أمكن، مغالبة لا مشاركة، مخاتلة ملعونة، إنهم كانوا يختانون أنفسهم في المضاجع السياسية، بصفقات مريبة مع نظام كانوا يجالسونه في بهيم الليل والناس نيام، بئس ما كانوا يفعلون، ونصدقهم وهم الكاذبون . أخطر ما سيتخلف عن تلك الحرب خلاف تشويه الحوائط بسخام دعاياتهم الرخيصة، روائح قذارة الملفات الملقاة في عرض الطريق، علي قارعة تويتر، وصفحات (حارات) الفيس بوك، عجبا ألا أحد نظيف في تلك البلد الظالم أهلها، السخام يغطي بسناجه الجميع، إنما أهلك الذين من قبلكم إنهم كانوا إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة، إنهم يفتحون الملفات، ويحبكون القصص، وينسجون الشائعات، ويلقون بأيديهم إلي التهلكة، بئس الشراب وساءت مرتفقا، شراب الأثيم كالمهل يغلي في البطون . ضباع جائعة، متضورون للفضائح، جوعي لنهش الأعراض، موتورون، ثأريون، يقتلون علي الهوية، الهوية الإخوانية أو العسكرية أو حتي الثورية، إذا ترشح فيهم إخواني فهو "مكفراتي "، وإذا ترشح ثوري فهو" قبيض "، وإذا عاد أحدهم من عصر" الفلول " وترشح فهو "عميل " أثيم زنيم، يلبسونهم أردية ما أنزل الله بها من سلطان، يشبهونهم بالحاخامات، ويصفونهم بأحط الألفاظ، وأبشع الاتهامات، ومنهم من قضي ترشيحه وخرج مشيعا باللعنات، ومنهم من ينتظر دوره في حصد السيئات، سيئات ما عملوا في معية المخلوع . حرب الملفات الإلكترونية القذرة كسرت كل القواعد المرعيات في الأدبيات الترشيحية للمناصب القيادية داخليا وخارجيا، ملفات تصل في سوادها وغلها وقذارتها إلي تشويه الأسر الآمنة في البيوت التي كانت مصونة، وتبعث برسائل قذرة روائحها عفنة إلي شعب حلم بتنسم عبير الحرية فزكمت أنفه روائح نتنة من عصر الفساد الذي أنتج لنا كل هذه القذارة التي تنضح، ينبعث من قارورة مدادها من صديد . أعطي ترشيح الفريق أحمد شفيق زخما مروعا لتلك الحرب القذرة، وكما تأذي الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل من تلك القذارة التي ذهبت إلي أمريكا تنقب قبر والدته، وتبحث جنسيتها (غير المصرية) وطالت المرشحين جميعا من عمرو موسي إلي سليم العوا مرورا بعبد المنعم أبوالفتوح حتي الشاطر (المبعد ترشيحا) طلع تاجر شنطة (مع حفظ الألقاب والمقامات باعتبار أنه لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل)، تأذوا جميعا، وجاء الدور علي شفيق ومرسي، أسرهم صارت أسيرة ماكينات شائعات لا ترحم، كلما غسلوا ثيابهم من وسخ شائعة نالتهم، ناولهم المخططون السفليون بأوسخ منها، نفر منهم يحارب طواحين الهواء، يحاربون أشباحا إلكترونية تحلق في سماء افتراضية منذرة بالويل والثبور وعظائم الأمور . لا نستثني منهما أحدا، الحملات الدعائية لمرشحي الرئاسة ليسوا براء من الغسيل القذر المنشور علي صفحات سوداء، تلطيخ المنافسين ضرورة تبيحها المحظورات الأخلاقية، هكذا يبررون فعلتهم الشنعاء، ومع تراجع القانون، وانسحابه، صارت السماء مفتوحة للقيل والقال، وتدحرجت كرة الطين، حطها السيل من عل لتغرقنا جميعا بالطين، طين وعجين ما يجري وينال من سمعة الأم والابنة والابن والخال والعم والخالات والعمات، ما وجدوا نقيصة إلا وألصقوها بالمنافسين، حرب قذرة بامتياز مؤسف، ملفات قذرة بتدبيج مخيف، ليست معركة رئاسية إنها معركة شيطانية وإن تلبست سمت الديمقراطية التي بها يتشدقون، يا ويل مصر من غد، يا ويل شعب مصر من غد، يا لخوفي واحتراقي في انتظار الموعد،. لنا الله وللمرشحين الكرسي، هل يحب أحدكما أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه، ونحن نكره أكل الميتة، لكن هناك أكلة لحوم البشر طلقاء في المدينة، يتلذذون بأكل الميتة، أكل السحت والمال الحرام، المال الحرام حرام، الأصوات الحرام حرام، حرمت علينا عيشتنا اللي نبات فيه نصبح فيه، نبات علي فضايح ونصحو علي فضايح، فضحكم الله .