»ما يقعش إلا الشاطر« احد امثالنا القديمة التي تؤكد مقولة ان الذي يعمل قد يخطيء ويدفع ثمن خطئه ومن لا يعمل فقد اراح واستراح. اراح الاخرين بابتعاده عن منظومة العمل الذي لا يتقنه واستراح لانه عندما فضل ألا يعمل تفرغ »للت والعجن« والبحث عما يتصور انه حق له ويحاول الحصول عليه تارة بالصوت العالي أو بسلاطة اللسان وتارة اخري بالدراع ان امكن أو قدر علي استخدامه. اما من يعمل فهو عادة مهموم بما يوكل اليه من مهام، عقله مهيأ لاحتواء المهمة التي كلف بها ويبدأ ترتيب اوراقه واختيار معاونيه أو التعامل مع من فرضوا عليه كمعاونين مطبقا المثل القائل »الشاطرة تغزل برجل حمار«، لا ينام قبل ان يطمئن ان المهمة قد تم تنفيذها علي اكمل وجه، قد ينفعل ضد أحد أو يتجاوز في رد فعله تجاه خطأ ما ارتكبه أحدهم دون اكتراث ولكنه لا يؤذيه ابدا، وحرصا علي مكانته يحاول دائما ان يتأكد من كل صغيرة وكبيرة فيما ينفذه من اعمال اسند اليه القيام بها.. وفي النهاية ولأن الحذر لا يمنع قدرا، يسقط الرجل الشاطر ويفاجأ بخطأ اشبه بالجريمة قد تم ارتكابه ولأنه القائد فعليه السلام. يقلب في اوراقه ويبحث عن الثغرة التي نفذ منها هذا الخطأ أو الجريمة غير المتعمدة ويبسمل ويحوقل ويحسبن متيقنا انه لو اجتمع الكل علي ترتيب هذا الخطأ ما استطاعوا.. ولكن قدّر الله وماشاء فعل.