من حين لآخر تطفو قضية البحث العلمي في مصر فوق سطح الأحداث باعتبارها احدي القضايا المهمة التي تحتاج لاهتمام متواصل من قبل مؤسسات الدولة، رغم ذلك فإن مشاكلها لا تنتهي ودائما ما نسمع عن تدني مستوي البحث العلمي ونقص الامكانيات العلمية والمادية المخصصة له، وطبيعي أن يكون نتيجة ذلك تدنياً عاماً في مستوي طلاب الدراسات العليا وربما ينعكس علي كافة قطاعات ومستويات الحياة سواء الصناعية أو الاقتصادية أو الثقافية أو الاجتماعية هذا ما يدفعنا في طريق إعادة مناقشة القضية وطرح مشاكلها في محاولة لوضع مقترحات للحلول. في هذا الموضوع نسمع آراء طلاب الدراسات العليا أنفسهم حول القضية الذين أكدوا انهم يعانون من عدة مشكلات أهمها نقص الامكانيات المادية والأجهزة داخل المعامل والمادة العلمية والنقص الشديد في المكتبات، فضلا عن مشكلات متعلقة بتعارض ظروف عملهم مع أوقات الدراسة والبحث، علي الجانب الآخر فإن الجامعة نفت نقص الامكانيات وأكد المسئولون ان الجامعة تحاول تذليل جميع العقبات أمام الدارسين. يقول إبراهيم كمال - ماجستير في هندسة الميكانيكا ومدرس مساعد بالمعهد العالي للطاقة في أسوان ان الدراسات العليا في الكليات العلمية ككلية الهندسة تنقسم الي شقين: الأول هو الشق النظري ويحتاج فيه الدارس إلي جهاز كمبيوتر لتصفح الانترنت والبحث عن المواقع العلمية والأبحاث التي تساعده في دراسته ونقل هذه الابحاث لأن اشتراكات المجلات العلمية مكلفة جدا والشق الثاني عملي وتحتاج الدراسة فيه الي معامل وأجهزة قياس معينة وهي إما غير متوافرة لقلة الإمكانيات المادية أو أنها قديمة ونتائجها غير دقيقة. ويقارن إبراهيم بين تجربة دراسته في احدي جامعات اليابان لمدة عامين وبين الدراسة في الجامعات المصرية ويقول الأبحاث والتجارب في جامعة اليابان كانت علي نفقة الدولة فضلا عن توفير المعامل المجهزة بأحدث الأجهزة. أما عبدالجواد ممدوح عبدالعزيز بكالوريس تجارة خارجية جامعة حلوان قسم علوم سياسية ويعمل باحثاً في وزارة الاتصالات يقول أعد الآن رسالة عن الإصلاح الإداري في مصر والمشكلة في أول ما يواجهه كطالب دراسات عليا عدم وجود مكتبة متخصصة للعلوم الاجتماعية في مصر وأيضا طول فترة الدراسة في التمهيدي التي قد تصل الي سنتين واعطاء الأستاذ المشرف علي الرسالة حق تحديد مدتها. هذا فضلا عن اعتبار طلاب الدراسات العليا دارسين من الخارج بمعني أن أي خدمة تقدم لهم لابد من دفع ثمنها. يضيف أيضا أن بعض الأساتذة يشترط عدد ورق معين لحجم الرسالة بالإضافة إلي أن مكتبات الجامعة لا تتوافر بها المادة العلمية المطلوبة مما يدفعه إلي الاشتراك في مكتبات الجامعات الخاصة التي يصل الاشتراك السنوي فيها الي 360 جنيها للعام الواحد في حين أن الاستفادة الفعلية من المكتبة يكون عشرة أشهر فقط أيضا هناك مشكلة ارتفاع أسعار التصوير في المكتبات خاصة أن بعض المكتبات تفرض رسوم دخول. تؤكد ولاء أحمد - ليسانس آداب قسم تاريخ جامعة حلوان وماجستير في الدولة العامرية، وتعمل مدرسة بمدرسة إعدادي أن أهم المشكلات التي تواجه طلاب الدراسات العليا ارتفاع مصروفات الجامعة بالإضافة الي تعارض مواعيد المحاضرات مع مواعيد العمل في المدرسة التي تعمل بها هذا من جانب ومن جانب آخر تقول أن هناك مشكلات تتعلق بمنع تصوير المادة العلمية مما يضطرنا لنقلها كتابة وهو أمر شاق جدا. أحمد محسن بكالوريوس علوم وتربية جامعة عين شمس دبلومة تربية ذو الاحتياجات الخاصة ودبلومة خاصة في علم النفس ومدرس بإحدي المدارس الثانوية يقول من بين المشكلات التي تواجه طالب الدبلومة ارتفاع اسعار الكتب التي يتراوح ثمنها بين 30 أو 40 جنيها للكتاب الواحد وقد يصل عدد الكتب الي 3 كتب في المادة الواحدة بالإضافة الي مشكلة أخري منها اشتراط حضور الطالب للمحاضرات وحرمانه من الامتحان إذا تجاوزت نسبة غيابه النسبة المحددة مما يعطل عملنا. وكذلك المشكلة المتعلقة بكثرة الأبحاث التي يقوم بها الدارس التي تحتاج الي وقت كبير فقد تصل الي 3 أبحاث في الأسبوع الواحد وأخيرا تزامن امتحانات طلاب المدارس الثانوية مع امتحانه هو كطالب دبلومة في حين انه مكلف بالمراقبة والتصحيح. أماني ناجي - كلية تربية فنية ماجستير تربية فنية جامعة المنيا وتعمل مدرسة مساعدة بجامعة المنيا. وهي تشكو من نقص المادة العلمية في جامعة المنيا بما يضطرها للسفر إلي جامعة حلوان وما يترتب علي ذلك من ضرورة الاقامة في القاهرة وتقول بالرغم من أن جامعة حلوان لديها استراحة إلا أنها بعيدة جدا عن الجامعة فضلا عن ان الإقامة فيها تحتاج إلي تصريحات عديدة من رئيس القسم وعميد الكلية مما يجعلني افضل الإقامة عند أحد أقاربها. تقول ان الدراسة في كلية التربية الفنية خاصة الجانب العملي في الدراسة مكلفة جدا حيث أقوم بعمل تجربة واحدة تحتاج إلي خامات يصل ثمنها 3000 جنيه فضلا