بالأمس كنت أرتب أوراقي بالمكتب ووقعت عيناي علي مسودة مقال كتب منذ عدة سنوات مضت وكان القصد نشره بإحدي الصحف اليومية.. ولسبب ما لا أتذكره احتفظت به ضمن أوراقي المختلفة فأعدت قراءته مرة أخري وقارنت بما يحدث الآن داخل الأسرة وخارجها علي أرض الواقع فقررت نشرها كما هي عبر صحيفة الأخبار الغراء، وعلي القراء الأعزاء، إجراء مقارنة الأمس باليوم ولهم الخيار والحكم... وها هو مقالي دون عنوان: »الأسرة هي الخلية الأولي للبناء الإجتماعي في جميع المجتمعات.. والأسرة هي البيئة الإجتماعية الأولي لكل كائن بشري حي، تعد مؤسسة إجتماعية بيئية خاصة وحجر الأساس في المجتمع، ولهذا تضع كل مجموعة إنسانية لنفسها قواعد وعادات وأسس لقيام الأسرة بأداء وظيفتها الحيوية الخاصة للفرد الجديد.. والأسرة هي همزة الوصل بين الأجيال.. أجيال تنشد الثبات في البيئة وأجيال تنشد الثورة والتغيير الحاسم لهذه البيئة.. كما أن الأسرة كوحدة إجتماعية فإن الاهتمام بل هي مفتاح فهم العلاقات الأسرية.. ولانقسام الأسرة الي جيلين مختلفين فإننا نجد فواصل سلوكية فالأبوان ينتميان الي الجيل الذي يقود أما الأبناء فهم يتبعون الجيل الذي يتعلم ويتبعون في سلوكهم مسلك والديهم وأخذهم قدوة. وكمجموعة صغيرة فإن أفراد الأسرة ينتقلون من ثنائية التعامل مع الوالدين الي التعامل مع الآخرين المحيطين بالأسرة الي التعامل مع المجتمع الأكبر. ولكل من الأب والأم دور مهم.. فدور الأب هو دور القيادة وعادة ما تحدد أنشطته وانتاجيته وتعليمه وضع الأسرة في المجتمع الكبير وهو يعطي المثل والقدوة في كيفية أداء ومعالجة الأمور في المجتمع بسهولة ويسر ومواجة متطلبات الحياة المادية والإجتماعية.. أما دور الأم فيختص أولا بالجانب العاطفي للحياة في الأسرة وهي تؤدي هذا العطاء العاطفي في كل حالاتها من مرض وصحة، وتنقسم وظيفة الأم الي شقين الأول منح الحنان والعطف والثاني وظيفة تعبيرية وهي تعليم الأطفال الطرق السوية للتعبير وفهم الأحاسيس وطرق الإتصال بالاخرين.. إن كلا الوالدين في سلوكهما يجب ان يعطيا نموذجا وقدوة ذات أبعاد متلائمة مع المجتمع ومع ما يأمر به الدين من قيم صحية.. واذا لم يحدث ذلك فقد يفشل الأبناء في تقبل والديهم كقدوة بل يقتدون بأشخاص آخرين مما يضر في المستقبل بهم من نظرة المجتمع لهم أو نظرتهم لأنفسهم ويعوقهم عن الإندماج في المجتمع الكبير«. إنتهي المقال وأري الآن عكس ذلك، فأصبح عدم الانتماء للأسرة أو للمجتمع وانشغل الشباب بموضوعات أخري أعتقد أنها السبب الرئيسي لما يحدث الآن وهناك من يغذي هذا الوضع مستغل حماس الشباب للتيارات المختلفة.. ولكنني علي ثقة بعد هدوء الموقف الحالي وعودة الأمن والبدء في انطلاق البناء والتعمير سيؤكد الشباب ولاءهم للوطن وللأسرة.