سألنى أحد الشباب: هل نحن بالفعل جيل فاشل؟ إن أبى وآباء العديد من أصدقائى دائمًا يتهموننا بالفشل! الفشل فى عدم الحصول على تقدير ممتاز أو حتى جيد! الفشل فى الحصول على وظيفة! الفشل فى الاستيقاظ مبكرا! الفشل فى مخاطبة الكبار وتقديم الاحترام والتوقير اللازم، كتقبيل اليد صباحًا ومساء، وعند كل لقاء! الانحناء عند اللقاء! عدم التحدث بصوت يعلو على الهمس أمامهم! عدم الاعتراض على أى أمر يصدر بشأننا! يعنى بالبلدى الحجر علينا تماما! والمطلوب منا أن نعيش حياتنا معهم كما عاشوا حياتهم مع آبائهم بكل تفاصيلها.. وإلا التصقت بنا صفة "الجيل الفاشل"! فهل نحن بالفعل جيل فاشل؟ فكان جوابى ببساطة: إنكم لستم جيلا فاشلا.. وما هذا إلا صراع عادى للأجيال يتكرر على طول الحياة ومنذ بدء الخليقة!. وكل الحكاية أن القدوة الحسنة لآبائكم حاجة.. والقدوة الحسنة بالنسبة لجيلكم حاجة تانية خالص! فالقدوة الحسنة لآبائكم كانت فى الوالد الشريف أو العم.. أو المدرس المتفانى.. أو الكاتب الكبير.. أو الأزهرى الورع المتمكن من أدواته وعلمه وفقهه.. وبتغير المجتمعين المصرى والعربى بكل معطياتهما.. ومؤثراتهما أصبحت القدوة لاعب الكرة.. الممثل.. المطرب.. الراقصة .. رجل الأعمال الفاسد! المهم أن القدوة الجديدة أصبحت "الفلوس" وليس الشخص نفسه.. وللأسف هذه القدوة هى منتهى آمال العديد من شبابنا.. لأنهم لا يرون غيرها.. ولا تأثير لغيرها.. وبمرور الوقت أصبحت هذه القدوة "السيئة" هى المثل الحى أمامهم.. وهم الأغلبية للأسف! علشان كده بيقولوا عليكم جيل فاشل.. علشان ما عرفتوش تكونوا كالقدوة الحسنة اللى عرفوها! ولا السيئة اللى الكل معايشها دلوقت!.. والحل لجيلكم ولكل الأجيال القادمة هو اختيار قدوة حسنة حقيقية.. إن لم تكن من الأهل .. فمن الجيران.. وإن لم تكن من الجيران فمن أساتذتكم فى الجامعة، أو قدوة عامة كالدكتور زويل أو هيكل أو دكتور مجدى يعقوب أو د.الباز أو الطيب صالح أو غازى القصيبى أو أى من أعلام المصريين والعرب من كتاب وعلماء ومفكرين.. هؤلاء هم القدوة الحسنة.. ولو اقتدى شبابنا بهم فستتغير أحوال بلادنا العربية، وسيكون لها مستقبل أفضل! صلاح إدريس- خبير سياحى
