هذا الجنون لابد أن يتوقف. دماء أبنائنا أغلي من ان تهدر في هذا العبث، ومستقبل الوطن لا يمكن ان تحدده الصراعات الصغيرة علي السلطة بينما الدولة تنهار وشبح الفوضي يمتد من مكان إلي مكان بتخطيط محكم ونجاح منقطع النظير! كانت لدينا ثورة عظيمة تم اختطافها، لتسقط في يد من كانوا يعتبرون الثورة كفرا، والوقوف ضد النظام السابق جريمة ضد الدين وضد الوطن! ومع ذلك، ورغم كل المؤامرات، ورغم المسار الخاطئ الذي سرنا فيه، فها نحن علي بعد أمتار من نهاية الفترة الانتقالية، ومن انتخاب رئيس تنتقل له السلطة، ليعود جيش مصر لأداء مهماته الاساسية في مواجهة اخطار خارجية تزداد تهديداتها لأمننا القومي يوما بعد يوم. في هذا الوقت، وفي هذه الظروف، يصبح ما يحدث الآن ضربا من الجنون، أو مقامرة بمستقبل الوطن من اجل مصالح حزبية ضيقة، أو أهواء شخصية لا مكان للعقل فيها!! أن يرسل مهووس أتباعه لمحاصرة وزارة الدفاع، بينما يختبئ في منزله محتميا بجبال الاكاذيب التي أطلقها، والتي يخاف ان يقف أمام القضاء بسببها لينال العقاب الرادع.. فهذا هو السلوك الجبان والمريض الذي يتحمل مسئولية ما يحدث من جرائم لا يمكن التسامح فيها. وأن يصيب العمي البعض فلا يتعلم من اخطائه.. فهذه كارثة لا ينبغي أن يدفع الوطن ثمنها من دماء ابنائه، ومن مستقبل مازلنا نتمني ان تحكمه الديموقراطية الحقيقية وليس منطق الاستحواذ واستبدال استبداد قديم باستبداد أكثر غباء وأكثر تخلفا!! وأن يتصور المتصارعون علي السلطة ان احدا منهم يستطيع ان يفرض ارادته علي شعب عرف طريق الثورة، فهو اما جاهل بهذا الشعب، أو غير مقدر لعواقب ما يفعل، أو أنهم وهذا هو الأرجح قد فقدوا الصلة بالشارع، واكتفوا بالمناورات والصفقات في الغرف المغلقة!! الشارع يغلي أيها السادة.. والملايين ملت من هذا العبث، وسوف نكون خائنين للناس وللحقيقة اذا لم نقلها بكل وضوح: أوقفوا هذا العبث المجنون، أو تحملوا كل النتائج!!