سألني إبني الذي تجاوز العاشرة بشهور قليلة :ما الفرق بين حزب الحرية والعدالة ؟ والحزب الوطني المنحل والذي كان يتولي رئاسته الرئيس المخلوع ؟ فقلت له : من الناحية الشكلية حزب الحرية العدالة حزب ذا مرجعية اسلامية اما الجزب الوطني فهو ذا مرجعية ليبرالية ..فقال لي: انا لا اقصد ذلك ولكن أقصد السياسات التي يتبناها الحزبان.. فقلت له: اذا نظرت جديا لا تجد أي فرق بين الحزبين فالاول حكم مصر وتحكم في مقدراتها وخربها طوال ثلاثين عاما وانتهي به الامر بقرار حله بعد ثورة 25 يناير التي قامت ضد الفساد الذي نشره هذا الحزب في ربوع الوطن من أعلي المستويات الي ادناها، اما حزب الحرية والعدالة بدأ اولي خطواته لحكم مصر والسيطرة عليها والتحكم في مقدراتها والاستحواذ علي كل مفاتيح السلطة فيها ولا نعرف هل سيستمر ثلاثين عاما أم إلي مالا نهاية؟ خاصة في ظل الخوف من ان تصدر فتوي من مرشد الحزب والجماعة بان الخروج عليهم يعتبر كفرا، والحزب الوطني استحوذ علي الرئاسة ومجلسي الشعب والشوري وتشكيل الوزارة طوال ثلاثين عاما، وحزب الحرية والعدالة فعل نفس الشيئ سطير علي مجلسي الشعب والشوري ويستعد لتشكل الوزارة ودفع بمرشح للرئاسة ويريد صياغة دستور علي مقاسه أليس هذا الحزب نسخة جديدة من الحزب الوطني المنحل؟ وربما يكون الحزب الوطني أرحم من تصرفات الحزب الجديد. . لقد دفعني سؤال ابني الي الاحساس بالمرارة الشديدة مما نحن نعيش فيه وما يريده هؤلاء.. فنحن بالفعل نسير في اتجاه نظام ديكتاتوري جديد وإذا سرنا علي هذا النحو، سيكون المستقبل طغياناً جديداً فإما تكون مصر إيرانية وإما مصر وهابية بعد ان تم ممارسة عملية سطو غير مسلح علي الحياة السياسية المصرية فالديكتاتور قادم لا محالة اذا استمر الشعب مخدوعا في شعارات هؤلاء الذين يرتدون عباءة الدين من اجل مكاسب ومنافع ومصالح شخصية لهم ولاحزابهم وجماعتهم .. فقل علي مصر السلام.