عرفت ياسر رزق عام 9891 بعد نزولي من إعارة إلي سلطنة عُمان مع عدد من الزملاء الذين ساهموا في تحديث جريدة »عُمان« وتبوأ كثير منهم مناصب قيادية في دور الصحف التي ينتسبون إليها.. سمعنا عن ياسر ونحن هناك، كان قد بدأ العمل في الأخبار منذ السنة الثانية في كلية الإعلام حتي تخرجه منها عام 6891.. لم يحالفني الحظ بلقائه خلال الاجازات من 68 إلي 98 عندما عدت إلي العمل في الأخبار. اقتربت من ياسر رزق ويوما بعد يوم بدأت أشعر انني أمام عبقرية صحفية خارقة في جيله وكنت أقول لنفسي ولم لا ووالده أستاذي فتحي رزق مدير مكتب الأخبار بالاسماعيلية صاحب القلم المميز والمؤلفات التي تتحدث عن جوانب من ملحمة الصمود بعد النكسة وعضو مجلس نقابة الصحفيين والذي لقي ربه في نفس عام تخرج ابنه ياسر وهو في بداية الخمسينيات من عمره. مرت بنا السنون وكلما اقتربت أكثر من ياسر رزق أيقنت انني لست أمام عبقرية صحفية تنسب إلي جيله فقط ولكني أقولها بكل صدق ان عبقرية ياسر رزق تجاوزت جيلا سبقه وأيضا جيلا لحقه، لا أبغي من رأيي هذا شيئا فأنا أقوله عن قناعة بداخلي ومن خلال عشرة تربو علي ثلاثة وعشرين عاما مع ياسر رزق ثم انني من جيل سبقه اقتربنا من سن المعاش »وبنجيب الضلف«، كما يقول المثل ولم نعد نبغي من متاع الدنيا شيئا. وأذكر من يري غير ذلك بمقالي منذ أسابيع في هذه الزاوية عن الأستاذ مكرم محمد أحمد رغم أنه لا تربطني به إلا علاقة القارئ والكاتب. وأدلل علي قناعتي بما أقول أننا عرفنا ياسر رزق قبل أن نعرف الإنترنت.. هذه الشبكة الدولية التي نلجأ إليها بدلا من الأرشيف الورقي وعذاباته، كنا نلجأ إليه عند السؤال عن أي معلومة في أي مجال نبحث عن ياسر رزق إذا لم نجده في جوارنا وقبل أن نكمل السؤال تأتي الإجابة علي لسان ياسر الذي كان عمره لا يتجاوز 32 عاما عندما حصل علي ترقية وأصبح نائبا لرئيس القسم العسكري في وقت كانت الترقيات في المجال الصحفي عزيزة جدا. وإذا كان ياسر رزق واصل مشوار والده في عالم الصحافة فقد استمر علي منهاجه أيضا في خدمة كل الصحفيين حيث حقق فوزا كاسحا في ثلاث دورات متتالية لعضوية نقابة الصحفيين.. وكان طبيعيا أن يُختار رئيسا لتحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون منذ بضع سنوات حيث بعث فيها الروح من جديد وجعل من مجلة اسبوعية متخصصة مجلة شاملة تجد فيها السياسة والتحقيقات الصحفية والموضوعات الفنية وكانت حديث الوسط الصحفي الذي أدرك عبقريته وعشقه لمهنته. جاء ياسر رزق رئيسا لتحرير الأخبار قبل ثورة يناير بأيام قليلة، وكانت الصحيفة الوحيدة التي باركتها وكتبت ما لم يكتب في صحيفة قومية أخري قبل 11 فبراير، ومضت »الأخبار« بعد ذلك في طريقها علي يد ياسر رزق لتسترد عرش التوزيع حيث لا يقارن توزيعها بأي مطبوعة مماثلة أخري قومية كانت أو خاصة.. وعلي فكرة هناك من يقولون بأن ثورة يناير كانت سببا في هذه القفزة التي حققتها الأخبار ولكني علي يقين بأن مهارة ياسر رزق كانت كفيلة بنجاح مماثل حتي لو ظل النظام القديم كما هو عليه، لأن »الشاطرة تغزل برجل حمار« كما يقول المثل. وقبل أن أختم كلماتي فلابد من الاشارة إلي سبب رئيسي لنجاح ياسر، انها زوجته زميلتنا أماني ضرغام التي تتحمل مسئولية الأسرة وترك ياسر لزوجته الثانية الصحافة عن طيب خاطر. دارت كل هذه الخواطر وأنا أتابع ياسر رزق بداية من إعلان فوزه بشخصية العام الصحفية في جوائز مصطفي أمين وعلي أمين واحتفال النقابة به والزملاء الفائزين ثم حفل توزيع الجوائز الاثنين الماضي.. عشت لحظات من السعادة أيضا مع زميليّ عبدالقادر محمد علي ورضا محمود اللذين تقاسما جائزة الإخراج الصحفي.. وملأتني النشوة وأنا أري الابن العزيز أحمد عبدالحميد يتسلم جائزة الانتماء الصحفي.