مصدر عسكرى قال لزميلنا المحرر العسكرى ل«الشروق» أحمد البهنساوى قبل أيام إن الجيش عاتب على الشعب «علشان مفيش كلمة شكر». وبما أننى واحد من الشعب أقول للجيش شكرا لأنكم أنجزتم التغييرات الصحفية وتغييرات قيادات التليفزيون. عندما قرأت أسماء الذين تم تعيينهم أدركت أن الأمل مازال قائما، والصورة ليست سوداوية، لكنها أيضا ليست ناصعة البياض. عندما يتم تعيين أسامة سلامة رئيسا لتحرير مجلة روز اليوسف، وعبدالعظيم حماد رئيسا لتحرير الأهرام فالمؤكد أن الثورة قامت ومصر تغيرت. فى هذه المهنة المربكة والملتبسة أحاول ألا أمدح أو أعطى أى شخص كائنا ما كان شيكا على بياض فيما يتعلق بالسياسة والمواقف لأن الدنيا دوارة وغدارة وحجم الإغراءات رهيب ..لكننى مستعد للتخلى عن حذرى فيما يتعلق بأسامة سلامة. «القديس أو الراهب» هو اللقب الذى تطلقه شلتنا الواسعة على أسامة، من بين هذه الشلة بلال فضل وحمدى عبدالرحيم وإبراهيم منيسى وعادل السنهورى ووائل قنديل وأشرف عبدالشافى ومحمد على خير وإبراهيم منصور وإيهاب الزلاقى وآخرون كثر. لم أعرف شخصا فى حياتى تقريبا عليه إجماع مثل أسامة سلامة بلدياتى ابن القوصية، وصديق العمر، والأهم الإنسان المحترم والأخلاقى. أسامة أحد أفضل المتخصصين فى الشأن القبطى، مثال فى الالتزام ونكران الذات والتضحية، والأهم عدم التفريط فى أى مبدأ يؤمن به مهما كانت المغريات، وربما يفسر ذلك أن معظم أبناء جيله سبقوه فى عالم المناصب، لكنه ظل قابضا على جمر مبادئه، وفى النهاية جاءه المنصب ولم يسع إليه عندما اختاره زملاؤه ليكون رئيسا لتحرير مجلة روز اليوسف العريقة. اختيار غالبية الزملاء هو الذى أتى بعبدالعظيم حماد أيضا رئيسا لتحرير الأهرام. عرفت حماد عن قرب منذ يوليو 2008 عندما بدأت التجارب الأولية لصدور الشروق، كان رئيسا للتحرير، اتفقنا واختفلنا فى المهنة لكننا جميعا احترمناه، وشخصيا أحببته واستمرت علاقتنا وطيدة حتى بعد أن اختار مغادرة الشروق والعودة إلى مسقط رأسه الأهرام.. هو رجل وطنى بامتياز، وينحاز للمهنة.. ولا يتعصب لرأى، والمؤكد أن الأهرام ستشهد تطورا فى عهده. ثم أن يبقى ياسر رزق رئيسا لتحرير الأخبار حتى لو كان تعيينه قد حدث فى الأيام العشرة الأخيرة من عهد حسنى مبارك فذلك أيضا يبشر بالخير. ياسر رزق صديق عمر ورفيق درب دفعة «إعلام القاهرة قسم صحافة» 1986 .. عشت فى بيته سنوات بصحبة «شلة مدينة نصر». ياسر يتنفس الصحافة، ضحى بالكثير من أجل هذه المهنة على حساب صحته وبيته ومتعه الصغيرة، ولذلك شهدت «الأخبار» طفرة حقيقية منذ أحدث فيها ياسر ما يشبه الثورة. اختلفت معه فى مواقف واختيارات سياسية، لكننى احترمت فيه مهنيته الفائقة ووطنيته غير القابلة للنقاش. فى قائمة المعينين الجدد المثقف الموسوعى حلمى النمنم لمؤسسة دار الهلال.. هناك أيضا الصديق محمد جمال الدين رئيس مجلس إدارة روز اليوسف.. ثم زملاء كثيرون أعزاء لسوء حظى لم أعرفهم عن قرب. لو جاز لى أن أنصح الأصدقاء والزملاء لقلت لهم شيئا واحدا: القارئ أمامكم وعبرة ما حدث لزملائكم السابقين خلفكم.. لا تبيعوا القارئ من أجل أى شىء حتى لو كان المسئول أو الرئيس.. أى رئيس.. هل شاهدتم ما حدث للرئيس نفسه.. فاتعظوا يا أولى الألباب.