عندما أثرت في هذا المكان قضية الأحاديث المدسوسة علي أشرف الخلق سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم والتي اكتسبت شهرة عريضة لدي الناس رغم معارضتها لمضمون القرآن الكريم، وذلك باعتراف أحد الأمناء المساعدين بمجمع البحوث الاسلامية. فقد تصادف في اليوم التالي أن نشر مقال لأستاذ أزهري سابق يدافع فيه عن كتب الصحاح، قرأت المقال بكل اهتمام علي أمل أن أجد فيه ردا شافيا في هذه القضية ونغلق به بابا تهب منه ريح الشك في هذه الكتب والتي يقال أنها أصح الكتب بعد كتاب الله تعالي ،ولكنني للأسف قرأت " شتائم " ولم أقرأ ردا، قام الكاتب بتوجيهها " أرض جو" لكل من يطالب بتنقية كتب الصحاح من الأحاديث الملفقة علي النبي عليه الصلاة والسلام، المدهش أن العالم الأزهري بدلا من أن يعترف بمخالفة هذه الأحاديث لمضمون القرآن بشكل فاضح، الا أنه قد لجأ الي السب والقذف والقدح بحق من يطالبون بتطهير السنة الشريفة، واتهمهم بالجهل وبأن عقولهم لا ترتقي لتفهم معني هذه الأحاديث، وفي نفس الوقت عجز تماما عن تبرير احتواء كتب الصحاح علي ما يخالف القرآن، مثال علي ذلك أن المعوذتين ليستا من القرآن وأن ابن مسعود كان يحكهما من المصحف، وأن دويبة دخلت حجرة السيدة عائشة وأكلت آية الرجم، ناهيك عن الناسخ والمنسوخ بما تحمل من اساءة للنص القرآني وكأن الله كان لا يعلم ثم علم، كذلك مسألة الخروج من النار والتي هي في الأصل افتراء افتراه اليهود علي الله سبحانه وتعالي وسار علي دربهم معظم المسلمين.. رغم خلوالقرآن الكريم من آية واحدة تشير الي الخروج من النار، وأيضا مسألة الشفاعة والتي تم تلبيسها بروايات سفيهة نسبت ظلما للرسول صلي الله عليه وسلم، كذلك مسألة الطلاق و الأحكام المترتبة علي ما بعده حيث جاءت كتب الصحاح بما خالف نص القرآن والذي أمر فيه الله بحتمية انقضاء العدة أولا قبل عودة الحياة الزوجية وحتمية عدم مفارقة المطلقة لبيتها أثناء العدة، ومع ذلك أغمضنا أعيننا عن هذا الأمر وألقيناه وراء ظهورنا وحكمنا بجواز عودة المطلقة فورا طالما كانت الطلقات أقل من ثلاث، وهناك أيضا بعض أحكام الميراث في حالة الكلالة والتي خصصنا به الأخوة من الأم دون مبرر، ومسألة رضاع الكبير وأشياء أخري عديدة لا يتسع لها المجال هنا وقد بينها الكاتب والمفكر الاسلامي عدنان الرفاعي في كتابه " محطات في سبيل الحكمة "، فقد سرد أحاديث معارضة للقرآن بالآلاف سواء في البخاري ومسلم عند السنة وفي الكافي عند الشيعة، والتي من المستحيل أن يكون النبي عليه الصلاة والسلام قد قالها لأنه كان قرآنا يمشي علي الأرض، المشكلة من أساسها تكمن في كون النص القرآني مغيبا تقريبا وأحللنا بدلا منه بعض روايات التاريخ التي اكتسبت بمرور الزمن قوة الالزام لدرجة رفعناها لدرجة المقدس وجعلناها حجة علي كتاب الله تعالي ثم وجدنا الجرأة بعد ذلك لنزعم أننا حريصون علي السنة الشريفة وهي منا براء، والسؤال الذي أوجهه للأزهر الشريف وجميع المؤسسات الدينية الأخري : متي ننتصر لرسول الله صلي الله عليه وسلم ومتي نمتلك القوة والجرأة لتطهير سنته الشريفة ؟؟