ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس وافق علي الانتقال الي المفاوضات المباشرة مع اسرائيل بعد تلقيه تطمينات من الولاياتالمتحدة بأنها ستلعب دوراً فاعلاً في تلك المفاوضات. كما وعدت الادارة الامريكية ابو مازن بأنها ستدفع نحو تمديد التجميد الجزئي للاستيطان في الضفة الغربية. وقال البيت الابيض ان لديه "املا كبيرا" في نجاح المفاوضات المباشرة التي ستجري مطلع سبتمبر المقبل. ووعد جون برينان مستشار الرئيس الأمريكي لمكافحة الارهاب بان يبقي التزام الولاياتالمتحدة بهذا الملف "صلبا وقويا". واضاف مستشار اوباما "نشارك في هذه العملية مع احساس بان هذه المباحثات يمكن ان تنجح" معترفا في الوقت نفسه بوجود الكثير من المشاكل. واكد برينان ان للولايات المتحدة مصلحة خاصة في نجاح هذه المباحثات. وقال ان "الرئيس كان شديد الوضوح في كون التسوية بين الاسرائيليين والفلسطينيين له اهمية اساسية بالنسبة لمصالح الولاياتالمتحدة لكنه ايضا شديد الاهمية لتحقيق الامن للشعب الفلسطيني والاسرائيليين والمنطقة باسرها". في غضون ذلك، اعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان الرئيس عباس بعث برسائل الي اطراف اللجنة الرباعية الدولية يحدد فيها الاسس الفلسطينية للذهاب الي المفاوضات المباشرة مع اسرائيل، بعد دعوة وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الي استئناف المفاوضات المباشرة في الثاني من سبتمبر. واوضح ان أول هذه الاسس وقف الاستيطان بشكل كامل بما في ذلك في القدس، ووقف هدم المنازل في القدس. ومن هذه الاسس ايضا بحسب عريقات "الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 7691 بما فيها القدسالشرقية، واقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة علي هذه الحدود كمرجعية للمفاوضات«. وهدد عريقات انه "اذا ما استأنفت اسرائيل الاستيطان بعد تاريخ 62 سبتمبر (تاريخ انتهاء صلاحية القرار الاسرائيلي بتجميد الاستيطان)، فإن الجانب الفلسطيني سيوقف المفاوضات". . وقال ان علي اسرائيل ان تختار بين السلام والاستيطان، موضحا ان عباس ابلغ الامريكيين وكل الاطراف العربية والدولية بهذا الموقف "لانه لن يكون مفاوضات مع الاستيطان". وبدوره، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ان "القرار الفلسطيني واضح. نحن ذاهبون الي المفاوضات علي اساس بيان الرباعية وبخاصة الفقرات التي تنص علي انهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس". في المقابل، قالت مصادر سياسية اسرائيلية ان تمديد فترة تجميد البناء في المستوطنات ليس مطروحا . واشارت المصادر الي ان القرار الذي اتخذه المجلس الوزاري المصغر للشئون السياسية والامنية بتعليق البناء لمدة 01 اشهر نص صراحة علي استئناف اعمال البناء بعد انقضاء هذه الفترة. هذا الموقف الاسرائيلي جاء تعقيبا علي بيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي اعلنت فيه موافقتها علي استئناف المفاوضات المباشرة مع اسرائيل . وقد حذرت اللجنة التنفيذية في بيانها من ان استمرار المفاوضات سيكون مهددا إذا امتنعت اسرائيل عن الوقف التام لجميع النشاطات الاستيطانية.. علي صعيد آخر، توقع فلسطينيون واسرائيليون أن تكون المفاوضات القادمة ضعيفة خصوصا بسبب الانشطة الاستيطانية. وقال النائب عن حزب ميريتس العلماني الاسرائيلي المعارض حاييم رومان انه بدون تجميد للاستيطان واستعداد حقيقي للانسحاب الي الحدود الدولية واذا لم تكف اسرائيل عن عرض دولة ممسوخة علي الفلسطينيين فسيكون ذلك مضيعة للوقت للجميع، وهو رأي يتفق مع ماأعلنه صائب عريقات الذي قال بعد اعلان الدعوة عن المفاوضات المباشرة، أنه لن تكون هناك مفاوضات مع الاستيطان. . وفي تعليقها، رأت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية في موقعها علي الانترنت ان اعلان انطلاق المفاوضات المباشرة يعتبر بمثابة انتصار لنتنياهو لكن مرحلياً. وقالت انه بعد عام ونصف العام من الجمود السياسي والعزلة المتزايدة لإسرائيل، يمكن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تسجيل أول إنجاز سياسي له وإن كان متواضعاً.