غداة انتهاء قرار التجميد الجزئي للاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة دعت الولاياتالمتحدة إسرائيل لتمديد قرار التجميد الجزئي للاستيطان بعدما انتهي الليلة قبل الماضية، في حين دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" إلي مواصلة المحادثات، فيما تمسك أبو مازن بضرورة الاستمرار في تجميد الاستيطان. وفي بيان صدر عنه بعد دقائق من انتهاء سريان فترة التجميد الجزئي للاستيطان الذي استمر عشرة أشهر، دعا نتنياهو أبو مازن لمواصلة التفاوض من أجل التوصل إلي اتفاق سلام إطاري وصفه بالتاريخي خلال عام. وأعرب نتنياهو عن استعداد إسرائيل لإجراء اتصالات متواصلة في الأيام القادمة لإيجاد وسيلة لكي تستمر محادثات السلام بين الطرفين. وفي وقت سابق حث نتنياهو المستوطنين علي ضبط النفس قبل انتهاء التجميد عند منتصف الليلة الماضية، ويبدو أن نداءه للمستوطنين كان يهدف إلي إقناع أبو مازن بعدم الانسحاب من المحادثات التي بدأت في واشنطن في الثاني من سبتمبر إذا لم يتم تمديد التجميد. في غضون ذلك جددت الولاياتالمتحدة مطالبتها تل أبيب بالإبقاء علي قرار التجميد، وذلك في إطار اتصالاتها المكثفة لإنقاذ المفاوضات من الانهيار. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بي جي كراولي إن موقف واشنطن بهذا الخصوص لم يتغير. وأوضح المتحدث الأمريكي أن إدارته علي اتصال وثيق مع الطرفين وسوف تلتقيهما مجددا خلال الأيام المقبلة، مشيرا إلي أن واشنطن ما زالت تركز علي تحقيق تقدم في المفاوضات باتجاه حل قيام دولتين، وتشجع الأطراف علي القيام بمبادرات بناءة في هذا الخصوص. وردا علي دعوة نتنياهو الأخيرة بشأن التفاوض قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة من باريس إن الرئيس عباس معني باستمرار المفاوضات لكنه يطلب من نتنياهو اتخاذ قرار باستمرار تجميد الاستيطان لايجاد مناخ مناسب لاستمرار المفاوضات. وطالب عباس- وفق المتحدث باسمه - نتنياهو بعدم إضاعة الفرصة الحالية "لأنها ليست فرصة للسلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وحسب لكن للمنطقة بأسرها". وكان أبو مازن اعتبر عقب لقائه ممثلين عن الجالية اليهودية في فرنسا أن عملية السلام ستكون "مضيعة للوقت" إذا لم تمدد إسرائيل قرار تجميد الاستيطان الذي انتهي أمس الأول. وأقر الرئيس الفلسطيني في ختام اجتماعه مع عشرين شخصية يهودية فرنسية في باريس بصعوبة المفاوضات، موضحا أنها لم تبدأ من الصفر "والآن وقت القرارات وليس وقت المفاوضات". وشدد علي أن الفلسطينيين يريدون دولة علي حدود 1967 "مع تعديلات متبادلة علي الحدود وأن نشعر بالأمن". وأوضح أيضا أنه بالإضافة للتشاور مع وزراء الخارجية العرب، سيعقد اجتماعات مع الهيئات الإدارية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) لاتخاذ قرار بشأن مستقبل التفاوض. وفي سياق الموقف الفلسطيني، اعتبر عضو اللجنة المركزية في حركة فتح ووزير الشئون المدنية في حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية حسين الشيخ أن الاستيطان لم يعد خلافا شكليا وإنما "رصاصة الرحمة علي عملية السلام والمفاوضات".