الباعة الجائلون وراء عشوائية سوق الأثنين بقليوب مدينة قليوب من أعرق وأقدم المدن ليس فقط في القليوبية.. بل في مصر وتسميتها فرعونية وذكرها الجبرتي في تاريخه وقال انه مر بها ووصف سوقها بالسوق الكبير الذي يباع فيه كل شيء.. ولأهمية المدينة وتاريخها نزل بها احد كبار الأولياء الذي التف حوله الناس لعلمه وورعه وعندما توفي اقاموا له ضريحاً وهو سيدي عواض بن سليمان داخل المسجد في مدخل المدينة. ومن خلال مدينة قليوب.. سميت المحافظة ب»القليوبية« هذا السرد البسيط عن المدينة التي تولي ادارتها في يوم من الأيام الظاهر بيبرس في عهد السلطان قطز وبني بها مسجداً.. يحمل اسمه حتي الآن ولكن للأسف مغلق منذ 5 سنوات بعد سقوط سقفه علي المصلين ولم يفتح حتي الآن. وبالرغم من اهمية المدينة العريقة.. الا انها تعاني فقراً في بعض الخدمات بالرغم من المحاولات المستمرة من جانب المسئولين الارتقاء بها.. الا ان اهم المشاكل التي تؤرق المواطنين هي مشكلة »سوق الاثنين« الاسبوعي الذي يأتيه الباعة من كل صوب وحدب لبيع بضاعتهم.. هو سوق عشوائي مثله كمثل باقي الاسواق الاسبوعية التي نشرنا عنها وهو من أقدم الاسواق علي مستوي الجمهورية وكما سبق جاء ذكره في تاريخ الجبرتي.. ولكن الظروف تغيرت بعد ان انتشرت المباني واصبح السوق يغلق المدينة تماماً ويشل حركة المرور وتجد صعوبة بالغة في الوصول الي منزلك او عملك سواء كنت مترجلاً او راكباً اي وسيلة مواصلات.. والباعة ينتشرون علي جانبي شريط السكة الحديد وفي ميدان سيدي عواض حتي امام مجلس المدينة. ويتساءل الناس.. اين المسؤلون طوال عشرات السنين لنقل هذا السوق في مكان آمن ويقام بصورة حضارية تليق بالمدينة؟!. يقول عادل ابراهيم »موظف بوزارة الاعلام« نحن نلاقي الامرين في الذهاب الي عملنا والعودة الي منازلنا من شدة الزحام والتكدس المروري بسبب السوق.. ومع الاسف بعد انتهاء السوق ورحيل الباعة الذين يخلفون، وراءهم أطنان القمامة يقوم الأهالي بأنفسهم بازالتها ولا ندري أين عمال نظافة مجلس المدينة؟. ويتحدث أحمد سالم »من سكان المدينة« قائلاً: السوق في وضعه الحالي يشكل خطورة بالغة حيث يفترش الباعة بجوار شريط السكة الحديد والمخلفات التي تنتج عنهم تسببت في انتشار الأمراض.. ناهيك عن الزحام الذي يتولد عنه المشاكل والمشاجرات بين الناس وسائقي السيارات.. وانتشار السرقات واعمال البلطجة وفرض الاتاوات. وتقول الحاجة سعاد محمد: ان هذا السوق يعد خطيئة في حق الناس وخطأ من جانب المسئولين الذين لا يحركون ساكناً لنقله خارج الكتلة السكنية.. ونوهت الي فقدان الحالة الامنية يوم الاثنين في المدينة بسبب السوق الذي يبدأ بعد صلاة الفجر حتي غروب الشمس. بينما يقول الحاج ياسر السيد: انا رجل عجوز واعاني يوم الاثنين للذهاب الي عملي الخاص حيث لا اجد طريقاً اسير فيه.. فالباعة احتلوا الشوارع والمشترون يتزاحمون لشراء احتياجاتهم. ويؤكد صبري سمير »من سكان المنطقة« ان السوق يقام في منطقة خطيرة جداً وتؤدي الي وقوع كوارث وتكثر الحوادث نظراً لوجوده بجانب شريط السكة الحديد. بينما يري المهندس يحيي محمد ان هذا السوق العشوائي سوف يؤدي الي انهيار المدينة وعلي مجلس المدينة تدارك الامر والبحث عن مكان بديل لنقله ويتساءل إلي متي الانتظار؟!!. في النهاية.. هذه صورة سيئة لا تليق ابداً بكرامة المواطن سواء كان بائعاً او مشترياً.. اهالي المدينة العريقة يناشدون المحافظ »السوبر« المستشار عدلي حسين حل هذه المشكلة المزمنة فهم يعلمون مدي قدر قليوب لديه.