لا شك ان الأسواق هي المتنفس الطبيعي لحركة البيع والشراء وتداول السلع وهي خدمة لجمهور المستهلكين لشراء احتياجاتهم في سهولة ويسر.. وهناك الاسواق اليومية وأخري الاسبوعية وأكثر من 09٪ من هذه الأسواق تقام بطريقة عشوائية في جميع المحافظات. وفي محافظة القليوبية... يوجد بكل منطقة سوق يومي لبيع الخضراوات والفواكه وغيرها من احتياجات الأسرة اليومية.. ولكن أيضا توجد الأسواق الأسبوعية الشهيرة والتي تقام بكل مدينة.. وتشكل صداعا مستمرا للمسئولين لما تسببه من مشاكل مرورية وبيئية وصحية نتيجة العشوائية التي استمرت منذ عشرات السنين. ولقد تناولنا من قبل سوق الأحد بشبرا الخيمة كسوق اسبوعي.. كما تناولنا سوق القناطر الخيرية كسوق يومي ومشاكل كل واحد منهما.. واليوم نلقي الضوء علي احد الأسواق الاسبوعية الشهيرة وهو سوق الخميس بمدينة طوخ.. ويرجع تاريخه لأكثر من مائة عام كما قال احدي السيدات التي تبلغ من العمر فوق الثمانين عاما.. وطوخ مدينة صغيرة محدودة المساحة وتقع علي الطريق السريع وتبعد عن القاهرة حوالي 04كم تقريبا. ويعاني سكان المدينة من بعض المشاكل ولكن أهمها هي مشكلة سوق الخميس الاسبوعي العشوائي الذي يجتمع فيه الباعة الذين جاءوا من كل مكان لبيع كل شيء من ملابس وأقمشة وخردة وخضراوات وفواكه وطيور وموبيليا والعديد من السلع القديمة والجديدة.. تتحول المدينة منذ الفجر حتي غروب الشمس إلي سوق كبير ولا يوجد موضع لقدم في هذا اليوم من الزحام الشديد الذي يتركه عنه المشاكل والمشاجرات وكل شيء مباح طالما لا توجد رقابة. »الأخبار« عاشت يوما كاملا ورصدت بالصورة والكلمة حركة السوق.. أصوات الباعة والضجيج والصياح والقمامة والمأكولات المكشوفة وتسلل بعض المنحرفين واللصوص.. الزحام لا يطاق.. شلل تام في المرور.. الباعة منتشرون شرق وغرب السكة الحديد.. هذه الصورة كما شاهدناها.. عشوائية في كل شيء. والغريب كما يقول أهالي المدينة اننا طالبنا كثيرا بنقل السوق إلي مكان اخر بعيدا عن الكتلة السكنية ويقام بصورة حضارية ولكن دون جدوي مع العلم بأن الدكتور محمد عطية الفيومي رئيس المجلس الشعبي المحلي لمحافظة القليوبية يقيم بمدينة طوخ وكذلك شقيقه النائب الدكتور سيد الفيومي ومن قبل والدهما المرحوم الحاج عطية الفيومي الذي ظل نائبا لفترات طويلة.. ومع ذلك لم يهتم احد بنقل هذا السوق الذي يمثل صداعا مستمرا للسكان. والتقينا ببعض الأهالي فماذا قالوا؟ يقول الحاج صلاح أبوخميس: يوم الخميس من كل أسبوع اعتبره يوم معاناة وتعب وارهاق لي منذ خروجي في الصباح لاداء عملي حتي موعد عودتي.. فالزحام الشديد يجعلك تمر بصعوبة بالغة ولا يعطي احد فرصة لكبار السن بالسير في امان. بينما يقول صبحي خليفة »من سكان قرية كفر منصور القريبة من طوخ«: وضع السوق غير مناسب بالمرة حيث يحتل الباعة الشوارع الرئيسية والفرعية والمنطقة مكدسة بالسكان حيث يوجد 01 عمارات سكنية كل عمارة بها حوالي 02 شقة.. إلي جانب باقي المنازل التي تعاني من الصراخ والضجيج.. وبالرغم من أنني لست من سكان طوخ إلا انني أعاني أثناء عبوري تلك المنطقة يوم الخميس من كل أسبوع.. رحلة معاناة للوصول للعمل والعودة للمنزل.. ناهيك عن التأخر في مواعيد العمل.. وتقول الحاجة سمية محمد أن سوق الخميس يرجع تاريخ اقامته منذ عام 0091 والوضع الآن تغير مع ارتفاع عدد السكان والزحام ولا يعقل ان يظل علي هذا الحال كل هذه السنوات ولا يفكر او يتخذ قرارا بنقله الي مكان أفضل وتساءلت هل الحكومة عاجزة عن تدبير مكان وإقامة سوق حضاري لسكان مدينة عريقة مثل طوخ؟! كما التقينا ببعض الباعة فماذا قالوا؟ يقول يسري محمد »بائع ملابس«: احنا بندفع لمجلس المدينة 02 جنيها عن كل قطعة لا تزيد مساحتها عن مترين.. وتدخل خزينة المجلس مبالغ طائلة من السوق وكان من المفترض ان يقوم المسئولون بتدبير قطعة أرض إلا إقامة سوق حضاري عليها يستوعب كل البائعين الذين يأتون من بلاد مختلفة. ويقول محمد علي »بائع«: انني أقيم بالقناطر الخيرية وانتظر سوق الخميس اسبوعيا لأبيع بضاعتي فيه فالسوق واسع الشهرة ويأتي إليه الناس من مختلف القري البعيدة والمجاورة لمركز طوخ وهي فرصة لتحسين دخلي.. وأتمني ان تقوم الحكومة بتوفير مكان مناسب واقامة سوق حضاري يستوعب جميع البائعين ويكون بعيدا عن الكتلة السكنية لتجنب المشاكل.. ويري مسعد محمد »بائع مفروشات« ان السوق كبير جدا ومن الصعوبة نقلة إلي مكان آخر.. وقد سبق نقله إلي مكان خلف سنترال المدينة ولم يفلح وعاد مرة اخري إلي مكانه الحالي.. واعترف بانه توجد فوضي وعدم التزام مروري ومشاكل كثيرة ولكننا تعودنا علي ذلك وأهو يوم ويعدي!! وفي نهاية جولتنا.. التقينا بالمهندس عرفة عبدالجواد رئيس مركز ومدينة طوخ وطرحنا عليه السؤال الذي تردد علي لسان كل مواطن بمدينة طوخ متي يتم نقل سوق الخميس ويقام سوق حضاري؟