تشير الاحصائيات إلي أننا نقترب من رقم ال41 مليون سائح المستهدفة في المسيرة الناجحة للسياحة المصرية التي اصبحت تمثل رافدا أساسيا لمنظومة التقدم الاقتصادي. بلوغنا هذا الرقم يعني اضافة ما يقرب من 21 مليار دولار لمواردنا من العملات الصعبة وهو ما يمثل دعامة قوية لاقتصادنا الوطني.. لا جدال أن تحقيق هذا الهدف يعطي دفعة لطموحاتنا المشروعة في ان يتجاوز عدد السياح الوافدين إلي مصر رقم العشرين مليون سائح خلال السنوات الخمس القادمة. كل الظروف تؤكد ان هذا الرقم بل وأكثر منه ليس أمرا صعبا أو مستحيلا اذا ما توافر الحماس والعزيمة واطلقنا العنان لروح التحدي التي يجب ان تسيطر علي تحركات كل العاملين في الانشطة السياحية المختلفة سواء كان قطاعا رسميا أو خاصا. هنا لابد ان اقول ان كل الظروف حاليا ومستقبلا بإذن الله تعد عاملا مساعدا وايجابيا للانطلاق بهذه الطموحات. يأتي في مقدمة ما يشجع علي بلوغ هذا الامل العمل علي استمرار حالة الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي التي ترتبط بنجاح مخططات التنمية المتكاملة.. ولا يمكن التغاضي في هذا التحرك عن ضرورة الارتفاع بمستوي التوعية لما يمثله من أهمية بالغة في ان يسود البلاد مناخ معاون ومرحب بالتنمية السياحية ومؤمن بالدور الذي تلعبه اقتصاديا واجتماعيا.. في هذا المجال فإنه أصبح مطلوبا بشدة اعطاء المزيد من الفاعلية لبرامج التوعية التي يجب ان تشارك فيها كل الاجهزة الرسمية والاهلية، لا تقتصر هذه التوعية علي اوساط المواطنين ولكن الاهم هو توعية الاجهزة الرسمية بكل مستوياتها بما يمكن ان تقدمه ممارساتهم سلبا أو ايجابا لحركة السياحة الوافدة إلي مصر. لا يجب ابدا ان ننظر إلي تجاوز رقم ال41 مليون سائح والعشرين مليون سائح في السنوات القادمة بأنه مهمة صعبة إلا في الحدود التي تتطلبه من العمل الجاد وبالتعاون والتنسيق الخلاق.. ان امامنا كمثال علي عدم استحالة ذلك تلك الارقام المتزايدة من السياح الروس الوافدين إلي مصر والذين تجاوزوا ال 2 مليون سائح. لقد كان وراء هذه الطفرة في عدد هؤلاء السياح والقابلة للزيادة تغيير في مفاهيم منظمي الرحلات وكذلك في اكتشاف السائح الروسي ملاءمة السفر إلي مصر طوال شهور السنة خاصة في الصيف. لقد ظلت الدول المنافسة لمصر في حركة السياحة الصيفية خاصة تركيا تروج في السوق الروسي الذي يسيطر عليه منظمو السياحة الاتراك، ان السياحة إلي مصر شتوية علي اساس العرف الذي كان سائدا قبل ظهور المناطق السياحية الجديدة علي البحر الاحمر وجنوب سيناء. ونتيجة للمبادرة بارسال بعض الافواج السياحية الروسية إلي مصر خلال فصل الصيف ونجاح برنامجهم السياحي قفزت الارقام السياحية الروسية من رقم المليون إلي المليونين في عام 9002 وهو رقم قابل للزيادة. لقد اكتشف هؤلاء السياح ان السياحة إلي مصر في فصل الصيف ممتعة وان درجة الحرارة محتملة ومعتدلة خاصة علي الشواطيء الرملية الرائعة والممتدة لآلاف الكيلو مترات علي البحر الأحمر والبحر الأبيض. وليس السياح الروس الذين احتلوا رأس قائمة السياحة الوافدة إلي مصر هم الذين يجب ان تستهدفهم أجهزة السياحة المصرية.. وإنما هناك السوق الألماني والكثير من اسواق اوروبا الشرقية مثل بولندا التي يشهد عدد سياحها الوافدين الي مصر تصاعدا مستمرا.. وحتي ندرك ان عدد السياح الوافدين من السوق الألماني رغم تجاوزهم المليون سائح ليسوا علي المستوي الذي يجب ان يكونوا عليه فإن علينا ان نعلم ان تركيا تستقبل سنويا 5.4 مليون سائح الماني رغم ان مقوماتنا السياحية الطبيعية والثقافية تفوقها بعدة مرات.. يضاف الي ذلك الشغف الكبير للشعب الألماني بالثقافة المصرية القديمة. صحيح ان جانبا كبيرا من الزوار الألمان لتركيا هم من ابناء الجالية التركية المهاجرة منذ سنوات طويلة إلي ألمانيا والذين يبلغ عددهم الاربعة ملايين مهاجر. نعم هناك فرصة كبيرة لزيادة الوافدين من السياح الألمان باستخدام المزيد من الدعاية والتنسيق مع اجهزة وشركات الطيران لزيادة الطاقة العاملة، ان ما نحتاج اليه وصولا إلي أحلامنا هو العمل الجاد وان نركز جهودنا واجتهاداتنا لتعظيم الايمان بأن السياحة هي صناعة الامل في مصر.