تصاعد الأمل في الدور الذي يمكن أن تقوم به صناعة السياحة في زيادة الدخل والناتج القومي يتجسد حاليا في جهود تنمية الأسواق الواعدة التي أظهرت تجاوبا مع امكانات المنتج السياحي المصري. في الأسبوع الماضي قلت ان أرقام السياحة الروسية حققت »البريمو « في احصائيات الحركة الوافدة إلينا في عام 9002 عام الأزمة الاقتصادية وهو ما أدي إلي تقليص التراجع من 31٪ إلي 3.2٪.. لقد تجاوزت هذه الأرقام ال2 مليون سائح لأول مرة مما جعل سقف التوقعات للعام القادم يصل إلي رقم 2 مليون و004 ألف. هذا التطور الايجابي في حركة السياحة الروسية يعود إلي اكتشاف السياح الروس أن موسم الصيف مناسب أيضا لرحلاتهم إلي مصر علي عكس ما كان يتم الترويج له. تحقيق هذا الهدف يشير إلي امكانية ان يتفوق المنتج السياحي المصري علي المنتج السياحي التركي (6.2 مليون سائح) خلال العام القادم بإذن الله، وتتركز اهتمامات السائح الروسي الواعد والذي لا يقل انفاقه عن أي سائح آخر من الدول الغربية ان لم يكن يتفوق عليه.. علي السياحة الشاطئية وهو ما يتمثل في الولع بشرم الشيخ والغردقة.
كل هذه العناصر الايجابية التي تصب لصالح السياحة المصرية كانت حافزا وداعيا لزهير جرانة وزير السياحة ليكون علي رأس الوفد المصري الرسمي الذي شارك في مؤتمر ومعرض هيئة السياحة الروسية. وإيمانا من جانبها بالأهمية التي توليها مصر فقد كان الاقبال من جانب شركات السياحة والفنادق المصرية علي المعرض المخصص للأنشطة السياحية الذي انعقد بعد المؤتمر والمعرض الحكومي ايجابيا من خلال المشاركة في الجناح المخصص بالاضافة إلي مئات الممثلين لعشرات الشركات الأخري، حصيلة هذه المشاركة المزدوجة للقطاع الرسمي والخاص ووفقا لما لمسته وسمعته من كل الأطراف يؤكد ان مصر في طريقها لتكون المقصد رقم واحد للسياح الروس خلال السنتين أو الثلاث سنوات القادمة.
هذا الاحساس بالتفاؤل عبرت عنه اللقاءات التي أجراها الوزير جرانة مع كبار المسئولين الروس والذين أعربوا عن تقديرهم للجهود المصرية ومظاهر الترحيب الذي تلقاه أفواج السياحة الروسية، وقد تطرق الحديث في هذه الاجتماعات إلي فتح مجالات جديدة للتعاون في جميع المجالات بين مصر وروسيا. وقد حرص الوزير علي التأكيد باستمرار برامج التسويق والتحفيز المشتركة مع شركات السياحة الروسية.. من ناحية أخري فقد تولي علاء الحديدي سفير مصر في موسكو افتتاح معرض الMITT لشركات السياحة، من جانب آخر تشير الاستطلاعات إلي ان السائح الروسي بدأ يهتم إلي جانب السياحة الشاطئية ببعض المقاصد السياحية المصرية الأخري كالأقصر والاسكندرية.
وانعكاسا للشعبية التي أصبحت تحظي به السياحة إلي مصر في السوق الروسي فقد أعلن خلال فترة انعقاد هذا المعرض MITT فوز مدينة شرم الشيخ كأفضل مقصد سياحي للعام الثالث علي التوالي وهو ما يعد مؤشرا عن زيادة ثقة السائح الروسي في الاستمتاع برحلاته إلي مصر. ومن أجل زيادة الرعاية والخدمات للسائح الروسي فقد جري بحث إنشاء قنصليتين روسيتين في شرم الشيخ والغردقة وهو الأمر الذي يعكس رغبة الجانب الروسي في دعم العلاقات مع مصر خاصة في مجال السياحة.
لاجدال أن ما توليه وزارة السياحة من اهتمام إلي جانب شركات السياحة المصرية بالسوق الروسي يمثل تحركا ايجابيا لدعم انطلاقة السياحة المصرية . مواصلة هذا الجهد يعني تحقيق المستهدف لعام 0102 وفقا لما تضمنه البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك للوصول بعدد السياح إلي 41 مليون سائح.