اعتقلت السلطات الإماراتية الناشط الإسلامي الشيخ صالح الظفيري، وهو من دعاة الإصلاح البارزين، من داخل أحد المساجد بإمارة رأس الخيمة بسبب انتقاده لأجهزة الأمن. وقال ابن الناشط الإسلامي: إن رجال الأمن اعتقلوا والده يوم الأحد في إطار حملة على الإسلاميين في الدولة الخليجية. وأضاف حسن الظفيري: إن عشرة رجال يرتدون ملابس مدنية قدموا أنفسهم على أنهم مسؤولون أمنيون وصلوا إلى مسجد في إمارة رأس الخيمة الشمالية بعد صلاة الفجر، واقتادوا والده صالح الظفيري المدير العام لمؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه. وأضاف الظفيري: "اقتحموا المسجد واقتادوا والدي إلى سيارة بالخارج، سألتهم عن هويتهم فقال أحدهم: إنهم من الشرطة، بينما رد آخر بأنهم من أمن الدولة، لكن لم يكن معهم أمر اعتقال، ولم يرونا أي بطاقات هوية". وتابع قائلاً: "اصطحبوه معهم.. حاولت أن أفتح باب السيارة، لكنه كان مغلقًا... لا نعرف إلى أين أخذوا والدي". ولم يرد أي تعليق رسمي ولم يتضح من ألقى القبض على الظفيري. وقال متحدث باسم شرطة رأس الخيمة: إنه ليس لديه معلومات عن اعتقال الظفيري، وقال لرويترز: "ليس لدينا أي تفاصيل بشأن هذه المسألة، ليست لنا علاقة بها". واعتقلت السلطات الإماراتية في وقت سابق ابن عم حاكم إمارة رأس الخيمة ورئيس دعوة الإصلاح، وسط تخوف وقلق من قبل النشطاء السياسيين والإسلاميين باعتقال كل من يدعو للإصلاح. فقد نشر موقع "دعوة الإصلاح" أن الشرطة الإماراتية اعتقلت الشيخ سلطان بن كايد القاسمي، وقال: "تم اليوم مساءً بكل جرأة اعتقال الشيخ الدكتور سلطان بن كايد القاسمي رئيس دعوة الإصلاح بدولة الإمارات، ويأتي هذا الاعتقال استمرارًا لمسلسل انتهاك حرمة الدعاة في الإمارات والحرب الشرسة التي تشنها الأجهزة الأمنية على الدعاة في الإمارات، واستمرار لانتهاك حقوق أبناء الوطن، ليقودوا البلد بكل امتهانه نحو التأزم". ونقل نشطاء سياسيون عن ابن الشيخ القاسمي أن الشرطة لم تقم بتوجيه أي تهمة لوالده أو حتى مذكرة اعتقال بحقه، أثناء قيامها باعتقاله، ولم تتمكن العائلة حتى الآن من معرفة أسباب الاعتقال، كما أنه لم يشارك في أي نشاط خلال القليلة الماضية. ويأتي اعتقال القاسمي بعد اعتقال ستة مواطنين بدون توجيه أي تهم لهم وتجريدهم من جنسياتهم بسبب مطالباتهم بالإصلاحات في الإمارات، وذلك ضمن حملة تشنها الأجهزة الأمنية ضد المنادين بالإصلاح حيث تتهمهم بالانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، التي اتهمها قائد شرطة دبي بمحاولة الانقلاب على حكم الدول الخليجية. يشار إلى أن الشيخ القاسمي هو ابن عم حاكم إمارة رأس الخيمة، وهو أحد أرفع الشخصيات التي يتم اعتقالها في تاريخ دولة الإمارات منذ تأسست عام 1971، وهو ما شكل صدمة لدى الناشطين الإسلاميين وناشطي حقوق الإنسان في الإمارات التي تشهد حراكًا سياسيًّا وأمنيًّا لم تشهده من قبل. فقد وصف النشطاء إقدام الأمن الإماراتي على اعتقال القاسمي بأنه يدخل "عالم الجنون"، فكتب عمران الرضوان على تويتر "الفاسدون من الأمن هدموا كل مكتسبات الوطن: القانون والدين والنظام القبلي والسمعة الطيبة والأخلاق"، بينما كتب محمد البهري اليافعي: "إن اعتقال أمن الإمارات للشيخ القاسمي يعني أن الأمن لم يعد له خطوط حمراء وسيعتقل كل من يتبنى مشروع إصلاح".