في محاولة لرصد وتحليل ثقافة التعامل مع المخدرات وتداولها من منظور شباب الأندية الرياضية ومراكز الشباب في المجتمع المصري بفئاتهم المختلفة.. جاءت هذه الدراسة الصادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية التي أشرف عليها د.أحمد مجدي حجازي مشرفا ومحررا, والدكتورة نسرين البغدادي كباحث رئيسي.. حيث من المفترض أن المتردد علي النادي الرياضي هو عضو في فئة اجتماعية لها مواصفات خاصة, برغم أن النادي يجمع بداخله مستويات اجتماعية واقتصادية مختلفة. أما المترددون علي مراكز الشباب فهم عادة من مستويات اجتماعية واقتصادية أقل. ومن ثم فالأندية الرياضية ومراكز الشباب تشكل سياقات اجتماعية لها طبيعتها الخاصة من حيث كثافة العدد والشرائح العمرية وتوافر المساحات الكبيرة للاختلاط الذي ينعكس بدوره علي ممارسات الحياة اليومية للشباب في ظل درجات متفاوتة من الرقابة سواء أكانت أسرية أو من إدارة النادي أو مركز الشباب مما قد يؤدي إلي ممارسات غير صحيحة من بينها تعاطي المخدرات. ومن هذا المنطلق كان التركيز علي محاور ثلاثة متشابكة الأبعاد ومتداخلة العلاقات هي: ( الأول) العلاقة بين ثقافة المكان وبين ثقافة العرض والطلب علي المخدرات بأنواعها والفئات المتعاملة معها. (الثاني) اشكال المعاناة الاجتماعية كما يراها الشباب والتعامل معها وفقا للثقافات المختلفة من منظور نظرية الاحباط الاجتماعي. (الثالث) التناقضات الثقافية المجتمعية وأشكال المعاناة الاجتماعية وانماط التكيف والمواجهة. وعلي ذلك تم الاتفاق علي عينة قوامها(2700) شاب يمثلون(15) ناديا رياضيا و(12) مركز شباب من ثلاثة مستويات ناد أو مركز شباب مستوي مرتفع أو متوسط أو منخفض.. والشريحة العمرية لهؤلاء الشباب تقع مابين(15) و(30) سنة وتمثل بدايتها مرحلة التغيرات الفسيولوجية والتغيرات التي تطرأ علي شخصية الشباب وهي مرحلة تكوين الاتجاهات والآراء ودخول معترك الحياة العملية. ونستخلص من خصائص عينة الدراسة أن أغلبهم من غير المتزوجين وأكثرهم في مرحلة التعليم المتوسط والجامعي.. ومن ثم فهم لا يعملون ويعتمدون في مصادر دخلهم علي الأسرة. فيما يتعلق بأوجه الانفاق فقد أشارت نسبة(31.7%) بأن دخلها يصل إلي(200) جنيه شهريا ونسبة(24.6%) إلي(400) جنيه فأكثر ونسبة(43.8%) إلي أقل من(200) جنيه, واتضح أن مايقرب من( ربع) العينة ينفقون الدخل الذي يحصلون عليه علي السجائر والشيشة مما يؤدي إلي خوض تجربة المخدرات. وعن أسباب انتشار المخدرات في مصر كشفت الدراسة أن(66%) من إجمالي العينة تعتبر أن الباطلة ووقت الفراغ بمثابة السبب الأول في انتشارها يلي ذلك بفارق كبير التفكك الأسري وانعدام الرقابة بنسبة(48%) ثم أصدقاء السوء بنسبة(45%) ثم وجود احباط شديد لدي الشباب خصوصا للمستقبل بنسبة(27%) ثم البعد عن الدين وغياب الوازع الديني بنسبة(25%) ثم بعض الأسباب المختلفة ذات النسب البسيطة مثل ضعف القوانين والانفتاح علي العالم الخارجي والتعرض لوسائل الإنترنت والفضائيات والفقر وحب الاستطلاع. أما من حيث أنواع المخدرات من حيث الانتشار فهناك ما يشبه الاتفاق بين مختلف الفئات العمرية والمستويات التعليمية للعينة بنسبة(87%) علي أن البانجو هو الأكثر انتشارا.. يليه الحشيش بفارق كبير بنسبة(5%) ثم الحبوب بنسبة(2%) ثم الهيروين والمورفين والحقن, ولهذه النتيجة دلالة تشير إلي أن النسبة الغالبة للعينة تري انتشار البانجو تحديدا لعدة أسباب أهمها سعره الرخيص المتوافر في يد الجميع تقريبا وسهولة الحصول عليه إلي جانب سهولة زراعته. وعن الاضرار المختلفة لظاهرة تداول المخدرات فقد ذكرت نسبة(88%) من عينة الشباب أشارت إلي اضرارها الصحية علي الجسم والحالة النفسية لدرجة أن(47%) من الشباب اتفقوا علي أنها تفقد القدرة علي التركيز و(38%) تعمل علي سوء الأحوال المادية.. و(36%) تؤدي إلي الضياع والانحراف.. و(31%) تعمل علي إلحاق ضرر بالأسرة..(15%) تعمل علي الفشل الدراسي..(14%) فقدان الأصدقاء..(10%) افتقاد رؤية واضحة للمستقبل, ولكن ماهو دور الأندية الرياضية ومراكز الشباب في مواجهة هذه المشكلة, فقد اتفقت آراء مايزيد علي نصف العينة(57%) علي أن حملات التوعية تمثل عاملا مهما من عوامل النجاح في التصدي لهذه المشكلة بينما رأت نسبة(19%) و(17%) و(5%) بالترتيب علي أن شغل أوقات الفراغ وتشديد الرقابة في الأندية الرياضية ومراكز الشباب يمكن أن يسهم في مواجهة المشكلة وضرورة وجود إخصائي اجتماعي بالأندية الرياضية أو مراكز الشباب