رفع صندوق النقد الدولي الخميس 26/7/2007 توقعاته لنسب نمو الاقتصاد العالمي للعام 2007 من 4.9 في المائة إلى 5.2 في المائة ، وتأتي التوقعات المعدلة التي تصدر مرتين في العام كنتيجة جزئية للتطور الإيجابي الذي تحققه الاقتصاديات الناشئة والنامية التي تقودها الصين والهند وروسيا.فقد قفز نمو الصين إلى 11.5 في المائة خلال النصف الأول من العام الجاري، كما شهدت الهند وروسيا قفزات تنموية غير مسبوقة. ومن جانبها، أعلنت الحكومة الصينية أن اقتصادها حقق نمواً قياسياً خلال النصف الأول من العام الجاري 2007 ، بزيادة تبلغ نسبتها 0.5 في المائة عن معدل نمو الاقتصاد الصيني في نفس الفترة من العام الماضي، وأكد لي شياو تشاو، الناطق باسم مصلحة الدولة للإحصاء، أن معدل النمو للنصف الأول من هذا العام، جاء أسرع بكثير من نسبة الثمانية بالمائة والتي كانت الحكومة الصينية تخطط لها، وأرجع تشاو النمو الكبير الي نمو مبيعات التجزئة بنسبة 15.4 في المائة، بزيادة 2.1 في المائة، عن نسبة نموها خلال الفترة نفسها من العام الماضي، فيما صعد الاستثمار في الأصول الثابتة بنسبة 25.9 في المائة، لتسجل جملة الاستثمارات في الأصول الثابتة خلال النصف الأول من هذا العام إلى 716.5 مليار دولار أمريكي، بزيادة 25.9 في المائة. وتوقع الصندوق أن يستعيد الاقتصاد الأمريكي -وهو الأكبر على مستوى العالم - نشاطه خلال الأشهر المقبلة، رغم أن معدل نموه المتوقع لن يتجاوز 2 في المائة للعام الجاري بتراجع 0.2 في المائة عن التقديرات السابقة، وذلك بالرغم من أن الاقتصاد الأمريكي سجل تراجعاً خلال الربع الأول من العام الجاري، غير أنه تظهر علي الساحة العديد من المؤشرات التي تؤكد عودة الانتعاش للأسواق الأمريكية خلال الربع الثاني من العام الجاري. ولفت الصندوق الي انه يتوقع أن ينمو الاقتصاد الأمريكي عام2008 بمقدار 0.8 في المائة ليصل إلى 2.8 في المائة، وإن كان ذلك دون المستوى الذى حققه العام الماضي الذي بلغ 3.3 في المائة. وإلي منطقة الشرق الاوسط يتوقع الصندوق تراجع معدل النمو تراجعا طفيفا ليسجل 5.4 في المائة عام 2007 مقارنة ب 5.7 عام 2006، قبل ان يعود للارتفاع ليسجل 5.5 في المائة عام 2008. أسعار النفط وعلي صعيد أسعار النفط ، حذر صندوق النقد الدولي من مخاطر ارتفاع أسعار الوقود والغذاء في الدول النامية، وقال إن أسعار النفط عادت إلى مستوياتها القياسية ، فيما ستواجه الدول النامية مصاعب إضافية على المستوى الغذائي مع ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية بسبب النقص في الإنتاج العالمي والتوسع في استخدام وقود الإيثانول. وشدد مدير الأسواق الرأسمالية في الصندوق، جيم كاروانا على ضرورة المتابعة الدقيقة لأسعار النفط ، خشية حدوث ارتفاع حاد ومفاجئ فيها، ودعا إلى أخذ تزايد المخاطر في الأسواق المالية جراء تدهور جودة الائتمان في بعض القطاعات وزيادة التقلب في الأسواق بعين الاعتبار. يأتي ذلك، في الوقت الذي شهدت فيه أسواق النفط ارتفاعا ملحوظا مع نهاية الأسبوع الماضي ليتجاوز سعر البرميل 77 دولار، وهو أعلى سعر منذ 11 شهرا، وذلك في الوقت الذي تقل فيه مخزون النفط الأمريكية، ويرتفع فيه الطلب على الوقود، فقد أرتفع سعر برميل النفط الخفيف تسليم سبتمبر في بورصة نيويورك للنفط الخام دولارا و29 سنتا ليصل إلى 77 دولارا و17 سنتا، متجاوزا سعر برميل خام برنت والذي كسب أيضا نحو 66 سنتا ليصل إلى 76 دولارا و89 سنتا في بورصة لندن، كما ارتفعت أسعار النفط أثناء المبادلات الالكترونية لتصل إلى 77 دولارا و24 سنتا وهو أعلى مستوى منذ التاسع من أغسطس 2006، وبذلك يكون قد اقترب سعر برميل النفط من رقمه القياسي الذي سجله في 13 يوليو 2006 وهو 78 دولارا و40 سنتا، وتزامن ذلك، مع تركيز المستثمرين علي نقص إمدادات الوقود وتجاهلهم مخاوف مباشرة تتعلق بتكاليف اقتراض الشركات ووضع الاقتصاد الأمريكي . وفي بداية الأسبوع، تراجعت الأسعار في نيويوركولندن لكنها عاودت الصعود الأربعاء وذلك تزامنا مع صدور تقرير أسبوعي عن وزارة الطاقة الأمريكية ذكر أن المخزون الأمريكي من النفط الخام انخفض بينما الطلب على المصافي الأمريكية ارتفع. وقال المحلل بارت ملك بسوق نيويورك"إن شعور المتعاملين انقلب فجأة عندما تحققوا أن سوق الطاقة الأمريكية مضطربة على غرار السوق العالمية وستبقى كذلك بعض الوقت بالرغم من وجود احتياطي نفطي أكثر مما كان متوقعا الأسبوع الماضي". يشار، إلى أن الأمريكيين يستخدمون بنزينا أكثر خلال شهور الصيف بسبب لجوء بعضهم إلى استخدام السيارات في التنقل لمسافات طويلة خلال العطلة الصيفية. هذا، ويتأثر سعر النفط بمختلف أنواعه بعدة عوامل علي الصعيد العالمي، و يعد النفط الخام أو البترول أكثر الفئات تأثيرا، وللنفط الخام أنواع وخواص مختلفة تتوقف على جودته ومحتواه من الكبريت وهما عاملان يختلفان باختلاف موقع استخراجه. ولوجود أصناف ودرجات مختلفة من النفط الخام فقد وجد المتعاملون أنه من الأفضل الإشارة إلى عدد محدود من خامات النفط وجعلها معيار لسعر الخام ، أما الأصناف الأخرى فيتحدد سعرها بعد ذلك إما بالارتفاع أو الانخفاض وفقا لجودتها، ويعد خام برنت المعيار العالمي، ووفقا لبورصة البترول الدولية فإن خام برنت يستخدم لتسعير التعاملات في ثلثي إمدادات النفط الخام في العالم، وتتخذ الولاياتالمتحدة من خام "وسط تكساس" متوسط لأسعار النفط. وفي منطقة الخليج العربي، يستخدم خام "دبي" كمعيار لتسعير مبيعات خامات المنطقة، ويعود ذلك إلى أن خام "دبي" أحد خامات قليلة يتسنى التعامل فيها من خلال تعامل فوري واحد مقارنة مع العقود طويلة الأجل لباقي خامات الخليج. أما منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" لها نظام آخر في قياس الأسعار عبر انتهاج سياسة تهدف إلى التحكم في كمية النفط الذي تضخه في السوق بحيث يستقر سعر سلتها في نطاق 22 و28 دولارا للبرميل، ومن المعروف أن سعر سلة أوبك يتحدد بحساب متوسط أسعار سبعة خامات محددة من النفط، وينتج أعضاء أوبك ستة من هذه الخامات، بينما تنتج المكسيك الخام السابع وهو ايستموس المكسيكي، وفي الواقع ، فإن فروق السعر بين خامات برنت ووسط تكساس الخفيف وسلة أوبك ليست بالكبيرة، كما أن أسعار خامات النفط مرتبطة ببعضها البعض. 28/7/2007