فى تطور مفاجئ وبعد عام واحد فقط من توليه المنصب، أعلن رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى ( 52عاما)استقالته من منصبه اليوم الأربعاء مشيرا إلى أنه اتخذ قرار الاستقالة لأن ذلك سيوجد فرصة أفضل لتواصل اليابان دعمها للعمليات العسكرية الأمريكية فى أفغانستان ومواصلة مهمة مكافحة الإرهاب تحت قيادة رئيس وزراء جديد . وكان " الحزب الديمقراطى الحر " حزب آبى قد مُنى بهزيمة فى انتخابات يوليو الماضى، حيث أظهرت استطلاعات الرأى هبوطاً حاداً فى شعبيته، فأقل من 30% من اليابانيين يؤيدون أداء رئيس الوزراء اليابانى، وذلك وسط خلافات بشأن المعاشات وسلسلة فضائح مالية شملت أعضاء بمجلس الوزراء . وقد أوضح " شينزو آبى " الذى يتخلى كذلك عن قيادة الحزب الليبرالى الديمقراطى، الحزب اليمينى الرئيسى فى اليابان أنه طلب من الحزب الحاكم اختيار رئيس جديد له فى أقرب وقت مُمكن، ويعتبر المسئول الثانى فى الحزب ووزير الخارجية السابق " تارو اسو " وهو قومى شأنه فى ذلك شأن آبى، الأوفر حظاً للحلول مكانه، وينظر إلى " تارو اسو " الأمين العام للحزب الديمقراطى الحر، وهو حليف مُقرب من آبى ويُشاركه وجهات نظره المتشددة بشأن السياسة الأمنية ،على أنه الخليفة المحتمل وذلك حسب توقعات المراقبين .وقد حدد الحزب الحاكم يوم التاسع عشر من هذا الشهرلانتخاب رئيس جديد للوزراء . ومنذ الهزيمة التاريخية للحزب الديمقراطى فى انتخابات مجلس الشيوخ فى 29 يوليو كانت استمرارية " شينزو آبى " الذى يُعد أصغر رئيس للحكومة اليابانية فى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية مُهددة ، وكان يتعرض لانتقادات من داخل مُعسكره حتى بات رحيله لا مفر منه مع تراجع جديد لشعبيته . وفى نهاية أغسطس تحسنت شعبية " آبى " مُجدداً بعدما أجرى تعديلاً وزارياً موسعاً، لكن حكومته تعرضت سريعاً بعد ذلك لهزات بسبب سلسلة من الفضائح المالية التى قضت على الانطباع الجيد الذى تركه التعديل فى الفريق الحكومى، وكان البرلمان اليابانى قد بدأ أمس الأول دورة استثنائية يواجه فيها اليمين الحاكم مخاطر كبيرة والرهان الرئيسى فى النقاشات بالبرلمان هو التجديد لمهمة التموين البحرية اليابانية للقوات الدولية المنتشرة فى أفغانستان والذى أثار جدلاً واسعاً، حيث تنوى المعارضة التى تسيطر على مجلس الشيوخ منذ يوليه رفض التمديد لهذه المهمة اللوجيستية، وكان زعيم المعارضة " ايشيرو اوزاو " ،وهو سياسى مُحنك هدفه الرئيسى التوصل إلى انتخابات تشريعية مُبكرة، يهدد بطرح مذكرة حجب ثقة عن حكومة " آبى " . وكان " شينزو آبى " قد واجه ضغوطاً منذ فترة للتنحى عن منصبه بعد فقد حزبه الأغلبية التى كان يتمتع بها فى مجلس الشيوخ خلال الانتخابات الأخيرة، واثر خلافاته مع المعارضة حول عدة قوانين من بينها قانون مكافحة الارهاب وقد وضع بقاءه فى منصبه على المحك يوم الأحد الماضى عندما قرر تمديد مهمة الدعم التى تقوم بها اليابان للقوات الأمريكية فى أفغانستان بعد انتهاء موعدها النهائى فى شهر نوفمبر المقبل. والمعروف أن آبى وهو حفيد رئيس وزراء أسبق ووريث عائلة عريقة من السياسيين المحافظين يعتبر أول رئيس للحكومة اليابانية لم يعاصر الحرب العالمية الثانية وحل محل رئيس الوزراء " كويزومى " الذى تولى الحُكم من 2001 إلى 2006 ووعدً بتعزيز دور اليابان فى الأمن العالمى وانتهاج اصلاحات اقتصادية لدعم النمو فى بلاده. كما تعرض رئيس الوزراء اليابانى المحافظ شينزو آبى لانتقادات شديدة من حزبه الذى شكك فى سلطته وقدرته على الحُكم بعد هزيمته الكبيرة فى انتخابات مجلس الشيوخ وأصدر الحزب الليبرالى الديمقراطى تحليله للعملية الانتخابية التى أفقدته السيطرة على مجلس الشيوخ للمرة الأولى فى تاريخه لمصلحة المعارضة " يسار الوسط "، وحملت الوثيقة آبى مسئولية الهزيمة ودعا التقرير الحكومة إلى تحسين إدراتها للآزمات، وكان " آبى " قد تولى الحُكم فى سبتمبر 2006 وشهد ارتكاب وزرائه الأخطاء وتورطهم فى فضائح سياسية ومالية، حيث أن أحدهم انتحر واستقال ثلاثة، لكن رئيس الوزراء قد رفض التنحى فى ذلك الوقت . ومن المتوقع أن يظل " آبى " فى موقعه ويدير شئون البلاد إلى حين اختيار خليفة له من الحزب الديمقراطى الحر الحاكم، وكان " آبى " قد ألمح إلى أنه سيستقيل من رئاسة الحكومة إذا فشل فى تمديد مهمة اليابان البحرية الداعمة للعمليات التى تقودها الولاياتالمتحدة فى أفغانستان، لكن لم يكن يتوقع المراقبون أن تأتى النهاية بهذه السرعة، وتقوم سُفن يابانية بإعادة تزويد سُفن قوات التحالف الذى تقوده الولاياتالمتحدة فى المحيط الهندى بمقتضى تفويض ينتهى فى الأول من نوفمبر، وقد تعهد الحزب الديمقراطى وهو الحزب الرئيسى للمعارضة بمقاومة هذا التفويض . وأشار " شينزو آبى " إلى أنه قرر الاستقالة لأن زعيم الحزب الديمقراطى المعارض " اتشيرو اوزاوا " رفض عقد اجتماع ثنائى معه لمناقشة مهمة دعم الولاياتالمتحدة فى أفغانستان لكن " اوزاوا " نفى أنه رفض عقد الاجتماع من حيث المبدأ مُعرباً عن استعداده للاجتماع مع خليفة " آبى " لكنه أضاف أن موقف حزبه من المهمة الخاصة بأفغانستان لم يتغير، وكان " آبى " قد ركز جهوده على العمل الدبلوماسى وحُسن علاقات اليابان مع الصين وكوريا الجنوبية ودعا لإعادة كتابة دستور اليابان السلمى . ويرى المحللون أن استقالة " آبى " لن تؤثر بشكل كبير على السياسات الاقتصادية، وذلك لعدم وجود قضية يجب على البرلمان حسمها على وجه السرعة لكن عدم الاستقرار السياسى سيؤثر بالضرورة على أحوال السوق، حيث انخفضت الأسهم اليابانية فى نهاية جلسة المعاملات اليوم وذلك فى أعقاب الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء إذ تراجع المؤشر الرئيسى لبورصة طوكيو 0.5% بعد أن طغت المخاوف السياسية على السوق فى حركة تداول خفيفة . ومن ناحيته أشار البيت الأبيض الى أن الرئيس الأمريكى جورج بوش يتطلع الى استمرار العلاقات الطيبة التى ربطت بينه وبين شينزو ابى رئيس الوزراء اليابانى المستقيل مع الحكومة اليابانية القادمة مشيرا الى أن الولاياتالمتحدةواليابان حليفتان قويتان 12/9/2007