عقوبة إفشاء الأسرار الخاصة في القانون    الحكومة تتلقي 147 ألف شكوى خلال شهر في جميع القطاعات    مراسم استقبال رسمية لرئيس أذربيجان بالاتحادية.. السيسي وعلييف يصافحان حرس الشرف    انخفاض ملحوظ في أسعار الذهب صباح اليوم السبت 8 يونيو 2024    أسعار الخضراوات اليوم، البطاطس تبدأ من 9 جنيهات بسوق العبور    أسعار الدواجن اليوم 8 يونيو 2024    خطة الحكومة لوقف تخفيف الأحمال وتحريك أسعار الكهرباء في 2024    اليوم.. مطارا الغردقة ومرسي علم يستقبلان 27 ألف سائح    حزب الله يشن هجمات على مواقع لقوات الاحتلال الإسرائيلي    استشهاد 6 فلسطينيين في قصف إسرائيلي لمخيم البريج بغزة    الدفاع الروسية: تدمير معدات وأليات عسكرية أمريكية على محور أفدييفكا    حاكم دونيتسك الروسية: القوات الأوكرانية تكثف قصف المقاطعة بأسلحة بعيدة المدى    بعد حادث وفاته..7 معلومات عن رائد الفضاء الأمريكي ويليام أندرس    وزيرة خارجية إندونيسيا تبحث مع سفير مصر بجاكرتا تعزيز التعاون    الأهلى يخوض مباراة وديه اليوم استعدادا لمباريات الدوري    مصطفى شلبي: "بتكسف أشوف ترتيب الزمالك في الدوري المصري"    أبو مسلم: حسام حسن أدار مباراة بوركينا فاسو بذكاء    استمرار الموجة شديدة الحرارة بالأقصر والعظمى 46 درجة    شاومينج يزعم نشر أجزاء لامتحان اللغة الأجنبية لطلاب العلمي بالشهادة الثانوية الأزهرية    اليوم.. نظر محاكمة 111 متهما فى قضية "طلائع حسم"    الصحة: خطة للتأمين الطبي تزامنا مع عيد الأضحى والعطلات الصيفية    بدءًا من اليوم.. تغيير مواعيد القطارات علي هذه الخطوط| إجراء عاجل للسكة الحديد    الجيش الأمريكي يدمر خمس مسيرات حوثية وصاروخين وزورق في اليمن    القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال استهدفت مدرسة للأونروا الليلة الماضية غرب غزة    مواعيد مباريات اليوم السبت 8 يونيو 2024 والقنوات الناقلة    ضارة جدا، سحب 28 مشروبا شهيرا من الأسواق، أبرزها الشاي وعصير التفاح ومياه فيجي    طريقة عمل الفايش الصعيدي، هش ومقرمش وبأقل التكاليف    من جديد.. نيللي كريم تثير الجدل بإطلالة جريئة بعد إنفصالها (صور)    للحجاج.. تعرف على سعر الريال السعودي اليوم    مصافحة شيرين لعمرو دياب وغناء أحمد عز ويسرا.. لقطات من زفاف ابنة محمد السعدي    سوق السيارات المصرية: ارتفاع متوقع في الأسعار لهذا السبب    «اهدى علينا شوية».. رسالة خاصة من تركي آل الشيخ ل رضا عبد العال    مواعيد مباريات يورو 2024.. مواجهات نارية منتظرة في بطولة أمم أوروبا    الفرق بين التكبير المطلق والمقيد.. أيهما يسن في عشر ذي الحجة؟    فريد زهران: ثورة 25 يناير كشفت حجم الفراغ السياسي المروع    "المهن الموسيقية" تهدد مسلم بالشطب والتجميد.. تفاصيل    دعاء ثاني أيام العشر من ذي الحجة.. «اللهم ارزقني حسن الإيمان»    كريم محمود عبدالعزيز يشارك جمهوره صورة من محور يحمل اسم والده الراحل    حاول قتلها، زوجة "سفاح التجمع" تنهار على الهواء وتروي تفاصيل صادمة عن تصرفاته معها (فيديو)    رئيس البعثة الطبية للحج: الكشف على 5000 حاج.. ولا حالات خطرة    نجيب ساويرس ل ياسمين عز بعد حديثها عن محمد صلاح: «إنتي جايه اشتغلي إيه؟»    مفاجأة.. مكملات زيت السمك تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية    بعد الزيادة الأخيرة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من المنزل    الإفتاء: الحج غير واجب لغير المستطيع ولا يوجب عليه الاستدانة من أجله    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف هبة راشد.. طريقة عمل الجلاش باللحم والجبنة    فريد زهران: ثورة 25 يناير كشفت حجم الفراغ السياسي المروع ولم تكن هناك قيادة واضحة للثورة    ربة منزل تنهي حياتها شنقًا بعد تركها منزل زوجها في الهرم    نيجيريا تتعادل مع جنوب أفريقيا 1 - 1 فى تصفيات كأس العالم    منتخب مصر الأولمبي يفوز على كوت ديفوار بهدف ميسي    كيف توزع الأضحية؟.. «الإفتاء» توضح ماذا تفعل بالأحشاء والرأس    موعد أذان الفجر بمدن ومحافظات مصر في ثاني أيام ذى الحجة    بولندا تهزم أوكرانيا وديا    فريد زهران ل«الشاهد»: ثورة 1952 مستمدة من الفكر السوفيتي وبناءً عليه تم حل الأحزاب ودمج الاتحاد القومي والاشتراكي معًا    أطول إجازة رسمية.. عدد أيام عطلة عيد الأضحى ووقفة عرفات لموظفين القطاع العام والخاص    بالأسماء.. إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم ميكروباص وملاكي على طريق جمصة بالدقهلية    حظك اليوم برج الأسد السبت 8-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    أخبار مصر: 4 قرارات جمهورية هامة وتكليفات رئاسية حاسمة لرئيس الحكومة الجديدة، زيادة أسعار الأدوية، أحدث قائمة بالأصناف المرتفعة في السوق    أوقفوا الانتساب الموجه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وراء الاحداث
نشر في أخبار مصر يوم 11 - 06 - 2009


د / عبد المنعم سعيد : مساء الخير ..
الكتب التى وضعت فكرة الزيارة كجزء أساسى من الحبكة أو القصة التى تجرى بعدها بحيث أنه دائما ما يكون مجيئ شخص أو شخصية ما إلى بلد او الى أمة أو إلى منطقة يؤدى إلى وجود نقاش كبير جدا حول هذه الزيارة , نوع معين من الدراما للإنقسام ثم بعد أن يأتى تجرى مجموعة من المتغيرات الكثيرة .
هناك المسرحية الشهيرة لبرنيمات عن السيدة العجوز مثلا .. وهناك أحيانا بودوا الذى لا يأتى أو الزيارة التى لا يأتى بعدها لا ضيف ولا زائر وأحيانا يأتى الزائر فتتغير البلدة وتتحول من بلد خاضعة إلى بلد مقاومة أو إلى بلد تقليدية إلى بلد حديثه المهم أحيانا الزيارة فى الأدب العالمى أو فى جزء من الأدب العالمى بيكون لها دائما توقعات ويكون لها أحداث ويكون لها نتائج .
مثل ذلك ربما نراه الآن بالنسبة لزيارة الرئيس باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة إلى مصر لأنها زيارة بشكل من الأشكال فريدة هى زيارة لرئيس دولة عظمى يصل فيها إلى دولة محورية هامة لكى يلقى خطابا موجه إلى عالم بأكمله هو العالم الإسلامى عالم إسلامى مكون من مليار و300 مليون نسمه يوجدوا فى عدد كبير من الدول يوجدوا فى مناطق حضارية مختلفة بعضها حضارة البحر الأبيض المتوسط وبعضها الحضارة العربية لمنطقة المشرق العربى بعضها مرتبط بحضارة جنوب آسيا بعضها مرتبط بحضارة الصين وشرق آسيا وجنوب شرق آسيا حضارات متنوعة كثيرة سوف يتوجه لها أوباما أصبح مقررا الآن أنه سوف يأتى غدا برنامجه الذى كان محاطا بأسوار عدة حتى أيام قليلة مضت أصبح معروفا أنه سوف يمر بالمملكة العربية السعودية اليوم يذهب غدا إلى القاهرة يلتقى بالرئيس مبارك حيث تجرى المباحثات المصرية الأمريكية بعدها يتوجه إلى جامعة القاهرة يلقى خطابه وبعدها يذهب إلى الأهرامات لكى يزورها ومنها إلى منطقة إلى القلعقة لكى يرى جامع السلطان حسن .. كل خطوة من هذه الخطوات فيها رمز ولها معنى وفيها إجراءات وفيها رسالات ليس فقط للعالم العربى والإسلامى وإنما أيضا للعالم كله وللولايات المتحدة لابما قبل أىٍ من هذه الأطراف .
كما قلنا فى كل الروايات يكون الإستقبال متنوع وكان ذلك واضحا بشدة فى الصحافة المصرية والدولية والعربية حول هذا الحدث خلال الأيام القليلة الماضية , بعض الصحف إهتمت بالإستعداد المباشر لهذه الزيارة .
صحيفة المصرى اليوم كتبت تقول القاهرة باللون البرنزى أوباما جاى القلعة تتجمل بنخيل ونباتات زينة والجيزة تسفلت شوارعها .
حواس يرافق الرئيس الأمريكى فى جولة بالهرم .. والإعلام رتبت لبث خطاب الجامعة – بمعنى أن هناك إهتمام بالتفاصيل كيف سوفيستقل من الذى سوف يأتى ومن سوف لن يأتى إلى هذا اللقاء . هناك جرائد وصحف رأت فى الموضوع أمرا إيجابيا الأهرام كتبت أن أوباما خطاب القاهرة رسالة تفاهم مع المسلمين ودعوه للسلام فى المنطقة .
سوف نجد هذه الثنائية حديث للأمة الإسلامية ككل تسعى إلى التفاهم وأيضا موضوع الصراع العربى الإسرائيلى .
السيد أحمد أبو الغيط يقول هدفنا دولة فلسطينية على حدود 67 كجزء أيضا من عملية الحوار حول القضية الفلسطينية .
الأهرام أيضا قالت مصر مستعدة والعالم يترقب المشاركة الجديدة بين واشنطن والعالم الإسلامى .
الأخبار فى الشرق الأوسط بتقول مصر تأمل أن يتضمن خطاب أوباما للعالم الإسلامى مقاربات جادة فى قضية السلام .. مرة أخرى قضية العالم الإسلامى والتفاهم معه لكن التركيز ما بين كل قضايا المنقطة على قضية السلام .
الأهرام مرة أخرى أوباما يتحدث عن مشاركة جديدة مع العالم الإسلامى على أساس الإحترام والمصلحة المتبادلة .
جريدة الأخبار بتقول وبتركز على ذلك أن تحسين العلاقات مع الدول الإسلامية فى مصلحة أمريكا .. أوباما إختار مصر لأنها دولة محورية .
العالم اليوم تقول بتوقعات بزيادة التبادل التجارى بين مصرو أمريكا فى المرحلة المقبلة .
وهكذا نجد أيضا فى الديلى نيوز أوصحيفة ديل نيوز إيجيبت بتقول إنه جامعة القاهرة والطلبه يوازنون ويوزنون زيارة أوباما للجامعة وللقاهرة .. الدكتور مأمون فندى فى جريدة الشرق الأوسط بيتساءل هل يخسر العرب أوباما ؟ سؤال هنا أن زيارة أوباما ذات صيغة إيجابية فهل يستطيع العالم العربى أن ينتهز هذه الفرصة .
بالمقابل وكما يحدث أيضا فى جميع الزيارات بنجد معسكرا غير محبز أو متخوف .
جريدة الموقف العربى بتقول اوباما فى بيتنا لا مرحبا لا مرحبا .. ومقاله هامة للواء أحمد طلعت مُسلم لا نتوقع شيئا من أوباما .
ربما غريب قليلا الأستاذ محمد حسن الألفى فى صحيفة الوطنى اليوم بيقول يا أيها الرئيس أوباما نريد افعالا بعد الأقوال .. قبلها يوجد داخل المقال هجوم شديد وساخن على الرئيس الأمريكى السابق بوش مع توقع أن يكون أوباما مختلفا .
الأستاذ جميل مطر فى صحيفة الحياة بيتساءل مسايرة أوباما إلى متى وإلى أى حد ؟
الصحف الإنجليزية فى العموم أو إللى مكتوبة باللغة الإنجليزية بنجد فيها مزيد من التحليل وربما السعى نحو تصور كيف يكون خطاب أوباما فى القاهرة " جوان زارتى وجيمس جلاسمن كتب فى صحيفة الهيرالد تريبيون وهى تجمع كما نعلم ما بين النيويورك تايمز والواشنطن بوست " what obama should tell muslims" ما الذى على أوباما أن يقول للمسلمين .. نفس الصحيفة الهيرالد تريبيون فى يوم آخر بتقول إنه لابد لأوباما " أوباما ماى يوز فيزيد تو إيجيبت تو سجنال فورماس إستانس إجين إستكنسبانشل" بتتحدث هنا أنا أوباما ربما يستخدم زيارته للقاهرة لكى يقفوا موقفا حازما من التوسع فى المستوطنات الإسرائيلية .
الأستاذ عماد أديب بيقول فى العالم اليوم خطاب أوباما يتناول قضايا المنطقة وليس للمصالحة بين الأديان .
أوجه عدة وكذلك الشرق الأوسط له أوجه متعددة .
لدينا الدكتور محمد السعيد إدريس كتب مقالا فى صحيفة الخليج عن إدارة أوباما والسلام الإقليمى .. كل ذلك بنجده من وجهات نظر متعددة بعضها متفائل بعضها متشائم وبعضها محايد وبعضها يترقب ما الذى سوف يقوله أوباما وبعضها يقول لأوباما ما الذى يجب عليه أن يقوله .. أصبحنا الآن على بُعد ساعات من هذه الزيارة ويسعدنا أن يكون معنا فى هذه الحلقة مفكر وفيلسوف وأستاذنا وأستاذى أيضا الأستاذ سيد يس مستشار مركز الدراسات السياسية والإستيراتيجيه بالأهرام سوف نتحدث معه عن الزائر الذى يأتى إلى القاهرة والذى يأتى إلى العالم العربى والذى يأتى إلى العالم الإسلامى ولكن قبل أن نلتقى بضيفنا تعالوا نستمع إلى هذا التقرير .
فاصل " تقرير "
غدا من القاعة الكبرى بجامعة القاهرة وبحضور حوالى 2500 شخصية سياسية ودينية وممثلين عن كل فئات المجتمع المصرى وسفراء الدول الإسلامية المعتمدين فى مصر يلقى الرئيس الأمريكى باراك أوباما خطابه إلى العالم الإسلامى .
تعود فكرة إلقاء الرئيس الأمريكى خطابا إلى العالم الإسلامى من عاصمةٍ إسلامية إلى ما طرحه الرئيس الأمريكى باراك أوباما أثناء حملة الإنتخابات الرئاسية الأمريكية فى العام الماضى حين عبر عن رغبته فى مخاطبة العالم الإسلامى لترميم العلاقات الأمريكية الإسلامية مما حدث لها فى ظل الإدارة الأمريكية السابقة وإعتبر أن محاولة تحسين تلك العلاقات تُعد رافدا أساسيا من إستيراتيجية التغيير التى طرحها فى تلك الحملة والتى كان لها أكبر الأثر فى دخوله البيت الأبيض .
لقد خرجت تكهنات كثيرة بشأن القضايا التى سيركز عليها خطاب الرئيس الأمريكى .. إذ رجح الكثيرون أن يتطرق الخطاب إلى قضايا شائكة كعملية السلام والتطرف والإرهاب فى محاولةٍ لتقريب وجهات النظر بين الولايات المتحدة وبين العالم الإسلامى إنطلاقا من أن تلك القضايا هى التى غالبا ما تقف وراء ما يحدث من توتر فى العلاقة بين الطرفين بل إنها المسؤول الأساسى عن الصورة السلبية المتكونة عن الولايات المتحدة لدى العالمين العربى والإسلامى , بينما أضاف آخرون أن الخطاب لابد له أن يطرح رؤية الولايات المتحدة بشأن الملف النووى الإيرانى المقبل على مرحلةٍ ستختلف حتما عن المرحلة المقبلة فى ضوء ما ستسفر عنه الإنتخابات الرئاسية الإيرانية خلال الإسبوعين القادمين , ومن المؤكد أن الخطاب الذى سيستغرق قرابة الساعة سيحاول الرئيس الأمريكى أن يطرح فيه تفسيرا لما يحدث فى سياق العلاقات الأمريكية الإسلامية وأهمية العالم الإسلامى للولايات المتحدة وجدوى إدارة الخلافات التى قد تنشأ بين الطرفين بطريقة تختلف كثيرا عما إتبعته الإدارة الأمريكية السابقة .. ومن المؤكد أيضا أن ذلك الخطاب سيكون نقطةً فاصلة بين مرحلتين فى تاريخ العلاقات الأمريكية الإسلامية وسيدخل اليوم الرابع من يونيو من العام الجارى تاريخ العلاقة بين الطرفين وسوف نتحدث منذ الآن عن العلاقات الأمريكية الإسلامية ما قبل الرابع من يونيو والعلاقات بين الطرفين فيما بعد ذلك التاريخ وإذا كانت الولايات المتحدة مازالت مطالبةً بأن تثبت حسن نواياها تجاه العالمين العربى والإسلامى عبر بعض الخطوات العملية خاصةً تلك التى تتصل بالصراع العربى الإسرائيلى فإن الخطاب بهذا المعنى سيلقى مهمةً أساسية على الجانب العربى والإسلامى الذى بات مطالبا هو الآخر أن يبلور خطابا تجاه الولايات المتحدة إستجابةً لتلك المبادرة الأمريكية وهى مهمةُ تقف دونها تحديات كثيرة فهل ينجح العالمان العربى والإسلامى فى تلك المهمة ؟ وهل تنجح السياسات الأمريكية الجديدة فى التخلص من خطايا الإدارة السابقة فى إدارتها لملف العلاقات الأمريكية؟ ليس مع العالمين العربى والإسلامى فحسب بل مع معظم بشملٍ أساء كثيرا إلى صورة الولايات المتحدة لدى الرأى العام فى الغالبية العظمى من دول العالم .
فاصل
د / عبد المنعم سعيد : الأستاذ سيد يس أهلا بك معانا فى البرنامج
أ / سيد ياسين : أهلا وسهلا .
د / عبد المنعم سعيد : أستاذ سيد طبعا حضرتك متابع كل ما يكتب وكل ما يٌقال عن زيارة أوباما للقاهرة البعض بيرى إن الأمر مبالغ فيه فى الآخر الزيارة قصيرة ممكن جدا إنه يعنى خطابه مايكونش فيه حاجه تغير من المنطقة , إيه رد فعلك الشخصى على هذا الإهتمام هل هو مبالغ فيه أم غير مبالغ فيه ؟
أ / سيد ياسين : أنا لا أعتقد إن الزيارة مبالغ فى أهميتها – الزيارة هامة ولها دلالة رمزية أوباما فى الواقع فى القاهرة حتى يمحو الصفحة السيئة لإدارة بوش .. إدارة بوش مارست حربا ثقافية إن صح التعبير ضد المسلمين وضد الدين الإسلامى نفسه وكأن الدين الإسلامى إرهابى بطبيعته أو عدوانيا بطبيعته . المسألة ديه كان لها مقدمات المقدمات ديه .
أ / سيد ياسين : إيه الدلالات ديه بالنسبة لبوش – بوش على الأقل فى الأقوال إللى بيقولها دايما بأقدر الدين الإسلامى مش عارف فى رمضان يعمل إفطار يعنى ولا دا بتتكلم عن المدرسة المحيطة به لأ دا كل دا كلام رمزى لا معنى له المسألة الأعمق إن بعد سقوط الإتحاد السوفيتى وإنهياره نشأ مفهوم جديد هو مفهوم الحروب الثقافية هان تيجى تون نظرته كلها حول هذا الموضوع أن الحروب القادمة ستكون حروبا ثقافية ورشح لذلك الحرب الثقافة الغربية والثقافة الإسلامية والكنفوشوشية .
د / عبد المنعم سعيد : حضرتك أشرت إلى هان تيجى تون كنوع من أنواع البداية لهذا الموضوع هان تينج تون قال هذا الكلام فى 92 بينما إحنا وجدنا إدارة بوش من 2001 لما بدأت فمعنى كدا كان فيه فرق ليه لما هان تينج تون قال الكلام داما كنش مؤثر قوى وأصبح مؤثر فى عهد بوش ؟
أ / سيد ياسين : لأ هو كان مؤثر لأن هان تينج تون فى تاريخه هو مثقف السلطة الأمريكية وخدم فترة طويلة فى البيت الأبيض .. المشكلة كانت البحث عن عدو بعد إنهيار الإتحاد السوفيتى وديه مسألة أساسية للإستيراتيجية الأمريكية بغض النظر عن الإدارة جمهورية كانت أو ديمقراطية وبالتالى رشح الإسلام .
د / عبد المنعم سعيد : ليه رشح الإسلام يا أستاذ سيد يعنى ليه مش الصين مثلا ليه مش اليابان ؟
أ / سيد ياسين : لأ الصين رشحت هو قال مرشح لهذا العداء والحرب الثقافية الثقافة الإسلامية والثقافة الكنفوشوشية بسطح كلامه .
د / عبد المنعم سعيد : وقال الإرثوذكسية كمان .
أ / سيد ياسين : إنما المشكلة الحقيقية فى الموضوع التمهيد لإختلاق عدو جديد المسألة أساسية فى الإستيراتيتجية الأمريكية عموما إللى عبر عن هذا الروائى الأمريكى الأشهر جول جيدان طلع كتاب مهم بعد 11 سبتمبر بعنوان حروب دائمة من أجل سلامٍ دائم وهذا كتاب على فكرة رفضوا نشره فى الولايات المتحدة الأمريكية نشره فى إيطاليا هذا الشعر بيعبر عن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية إختلاق الحروب بزعم أن هذا فى سبيل تحقيق رسالة هامة .. إمسك التاريخ .
د / عبد المنعم سعيد : يعنى حضرتك لا ترى الحدث 11 سبتمبر أحداث لندن فى المترو فى مدريد إللى حصل فى مصر خلال السنوات الماضية له تأثير على النظرة بالنسبة للإسلام والتنظيمات الراديكالية الإسلامية على وجه التحديد .
أ / سيد ياسين : أنا هأقول لك إمسك التاريخ بعد نهاية الحرب العالمية الثانية 45 أمريكا بدأت الحرب فى كوريا فى فييتنام بعد كده ثم فى العراق وأفغانستان ومرشح إنها تخش فى حرب مع إيران أيضا هل ديه إستيراتيجية دائمة عايزه مناقشة المسألة هل النخمبة السياسية الأمريكية بغض النظر هى ديمقراطية أو جمهورية لها تعريف محدد للمصلحة القومية للولايات المتحدة الأمريكية وهل يستطيع رئيس جديد أن يغير من هذه الأحنده دا سؤال مطروح على أوباما .
د / عبد المنعم سعيد : يعنى هو السؤال بالنسبة لمسألة - بس نظرية العداء الجديد إنه الأكثر منطقية فى موضوع العداء الصين لأن الصين هى التى تنافس الولايات المتحدة إقتصاديا هى دولة نووية متقدمة .. اليابان .
أ / سيد ياسين : لأ بس حصل هجوم إرهابى قام به مسلمين ما هو ده بيوتكس مهم جدا الأرهابيين كانوا كلهم مسلمين ومن هنا إشتدت الحملة على الإرهابيين – الإرهاب الإسلامى والمسلمون عموما وحتى كان فيه حملات ضد الإسلام بإعتباره دين العموم .
د / عبد المنعم سعيد : طيب حضرتك بدأت الكلام إن أوباما هييجى عشان يغير هذه الصفحة هل دا لأنه فيه إعادة تكييف داخل الولايات المتحدة للصفحة السابقة ولا إنه كيف سوف يجعلها أوباما يعنى ؟
أ / سيد ياسين : هو إللى حصل فى ظرف موضوعى خاص بعدم رضاء النخبة الأمريكية عن السجل الخاطئ لبوش لأنه دا أدى إلى كراهية عميقة لأمريكا فى العالم كله حتى الحلفاء فى أمريكا المهمة التاريخية لأوباما كيف يبيض الوجه الأمريكى وكيف يقدم وجها جديدا يقوم على الإعتراف بالآخر وإحترام ثقافات الآخر وديه أهمية زيارة أوباما كرسالة رمزية موجهة للعالم الإسلامى أننا سنبدأ صفحة جديدة من التساهح والتفاهم والحوار إنما هو فلسفته ليس بالمدفع ولكن بالحوار .
د / عبد المنعم سعيد : أ. سيد ترى حضرتك إن الموضوع دا جينيوال يعنى أصيل ولا دا لمجرد إن أمريكا وصلت إلى مرحلة من أزمة إقتصادية وتورط عسكرى إنها تخلص يعنى هل دا إختيار؟ .. زى ما حضرتك عارف السياسة الأمريكية دائما خاضعة لهذين التيارين المسالى والواقعى واليمينى هل ترى ذلك عودة إلى بعض المثالية زى ويلسون زى كارتر ؟
أ / سيد ياسين : لأ ليس شرطا الماجول دا هنا خليط من الموضوعية والذاتية بمعنى دا إختيار أصيل بيعبر عن إتجاهات النخبية السياسية فى الوقت الراهن فى أمريكا الرغبة فى إستيعادة صورة أمريكا السابقة التى قضى عليها بوش , من ناحية أخرى فى شخصية الرئيس الجديد وتوجهاته ففى تلاقى بين نزعاته الشخصية وإيديلوجيته ودا الظرف الموضوعى الرغبة فى التغيير – هو نجح عشان كدا تغيير الموقف السيئ الذى وضع أمريكا فيه الرئيس بوش الرئيس السابق ديه أحد مهامه وهو إنتخب عشان كدا ليغير .. القضية الأساسية هنا هل أجندة المصلحة القومية كما تحددها النخبة السياسية الأمريكية يستطيع أى رئيس تغييرها ولا لأ؟ دا سؤال مهم .
د / عبد المنعم سعيد : إنت إيه رأى حضرتك – حضرتك هتجواب لنا على السؤال دا .
أ / سيد ياسين : التغيير محدود بمعنى هنقول إيه ثوابت السياسة الخارجية الأمريكية أولا التأييد المطلق لإسرائيل إلا قليلا – ممكن هم تكتيكيا يعترضواا إلى حاجات ما فيه ولاء مطلق للدولة الإسرائيلية والتاريخ بيقول كدا والمسألة الثانية ضمان تدفق النفط مسألة معروفة المسألة الثالثة إللى هى مواجهة القوى الصاعدة فى النظام الدولى الصين وفيه بحث فى الأند كوبريشن بيتكلم على كيف يمكن أن نقضى على أى منافس لأمريكا ولو بالقوى المسلحة – بحث منشور دا على أساس أن أمريكا ينبغى أن تحكم العالم منفردةً – دا التصور الأمريكى التقليدى .
د / عبد المنعم سعيد : طيب يا أستاذ سيد بس نأخذ هدف كدا من ثوابت السياسة الأمريكية مسألة إسرائيل بغض النظر عن الجانب العاطفى أو التاريخى أو الدينى فى الموضوع النهارده أوباما بيقول حل الدولتين وبالتالى دا بيفترق عن الناس إللى بيقولى سيبوا إسرائيل تبقى إمبراطورية .
أ / سيد ياسين : ما هو بوش قال كدا قبل كدا – بوش ذكر الدولة الفلسطينية قبل كدا وتراجع .
د / عبد المنعم سعيد : لأ يعنى أنا عايز أعرَّف كلمة الولاء المطلق تعنى القبول بنتائج حرب 67 وبالتالى فيبقى أوباما ليس مستعدا للوصول إلى هذه النقطة .
يس / لأ القبول هنا للتأييد المطلق معناها نزعة أصيلة فى السياسة الأمريكية لتأييد إسرائيل تأييدا مطلقا والسجل موجود فى مجلس الأمن شوف التصويت شوف الفيتو الأمريكى دا بصوت إدارة إسرائيل .
د / عبد المنعم سعيد : هل تعتقد إن حديث أوباما عن دولتين يعتبر نوع من المناورة أم إنه بيعنيها فعلا؟
أ / سيد ياسين : لأ مش مناورة بيعنيها ولكن سؤال مهم هل يستطيع تحقيق تصوره أم لا ؟
د / عبد المنعم سعيد : آه دا سؤال آخر هنتناقش فيه هل قدراته ؟
أ / سيد ياسين : أنا بأعتقد إن هو هذا إختيار أصيل لأنه بيعمل لحل هذا الصراع .
د / عبد المنعم سعيد : لكن سوف يواجه بعقبات كثيرة .
أ / سيد ياسين : آه طبعا إن هذا تصور أصيل لديه .
د / عبد المنعم سعيد : طيب تدفق النفط اليس لمصلحة دول العالم كلها يعنى حضرتك بتقول لإنه أحد الأهداف الأساسية للولايات المتحدة تدفق النفط وهو صحيح أنما أليس ذلك هو من مصلحة الدول العربية مصلحة الدول الآسيوية إللى هى الهند والصين وكل الدول التى تستهلك النفط ؟
أ / سيد ياسين : أصل تاريخ الموضوع قديم ومختلف كان زمان هم بنوا حضارتهم الصناعية التكنولوجية على النفط الرخيص إدرس إنت سعربرميل النفط بعد الحرب العالمية الثانية وسعره دلوقت كام ؟ دا إرتفع نتتيجة حرب أكتوبر وحاجات تانيه – النفط الرخيص أحد أسباب النهضة الصناعية الأمريكية التكنولوجية الخطورة الشديدة أن يتوقف تدفق النفط نتيجة دولة معينة ناخد قرار بهذا ما هم دخلوا العراق ليه ؟ لماذا دخلوا العراق ؟ أساسا لحراسة آبار النفط حتى النقطة الأخيرة مش تدفقه فى شعوبه هو بيتدفق صحيح إنما هل ستوجد دولة .
د / عبد المنعم سعيد : طيب إنت تفسر بإيه أستاذ سيد إن إستهلاك الولايات المتحدة كنسبة إستهلاكها للطاقة ضعيف من منطقة الخليج لا يزيد عن 12% بينما لدول تانية زى اليابان أو أوربا أو الصين بيبقى 50 % فيما فوق يعنى لو المسألة حماية يبقى بالنسبة للدول ديه هى إللى تيجى هنا مش .
أ / سيد ياسين : هم الأسبقية بتاعتهم إستهلاك النفط الخارجى والنفط الأمريكى دا إحتياطى إستيراتيجى.
د / عبد المنعم سعيد : أيو بس هو نسبة إستيراده من منطقة الخليج أقل .
أ / سيد ياسين : مش مهم وقائم عليه .
د / عبد المنعم سعيد : أقل من الصين وأقل من أوربا وأقل من اليابان .
أ / سيد ياسين : طيب دلوقت لو شوفنا إحنا بعد ما دخل العراق وغزا العراق إستولوا على كام مليون من ملايين نفط العراق لو إستهلكوا الرصيد .. لأ القضية مش كدا وبس أولا الحصول على النفط بالسعر الرخيص ضمان تدفق النفط العربى على وجه الخصوص حتى النهاية قبل ما يلجأ لمصادر إحتياطية إستيراتيجية .. أنا النقطة بتاعتى المهمة إللى عايزه مناقشة هل يستطيل الرئيس الأمريكى أيا كان أن يغير من أجندة المصلحة القومية ؟
د / عبد المنعم سعيد : هنوصل لديه بس أنا عايز أعقب على الزيارة لأنه الزيارة – الخلاف الداخلى عندنا أحب أسمع رأيك فيه يا أستاذ سيد ؟ يعنى عايز أخدك حته فلسفية شوية يعنى إمتى نقول على الزيارة تاريخية يعنى فيه نا بتستخدم هذا التعبير إنه فيه واحد ييجى يدى حديث للعالم الإسلامى ككل أنا ما أعرفش أنا فى حدود معرفتى التاريخية إن لها سوابق – هل لها سوابق حاجه زى كدا ؟
أ / سيد ياسين : لأ ما لهاش .
د / عبد المنعم سعيد : ما لهاش سوابق إمتى يكون الحدث تاريخى ؟
أ / سيد ياسين : الحدث تاريخى يكون لما يكون فيه تحول أساسى فى توجهات السياسة الخارجية الأمريكية مع العالم الإسلامى ودا حاصل أوباما يريد أن يفتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامى لماذا هنا فى الولايات المتحدة الأمريكية كان فيه حملات عدائية ضخمة ضد المسلمين وكأنهم جميعا إرهابيون وحتى فيه نوع من الشطط فى بعض الكتابات أن الإسلام بطبيعته دين عدوانى كل هذا أثر إلى كراهية عميقة لأمريكا فى العالم الإسلامى ودا ينعكس على الأمن القومى الأمريكى محاولة لتصحيح الصورة الخاطئة عن الإسلام والمسلمين – الدفاع عن نظريته أن الحوار هو الأساس وليس الصراع العسكرى .
د / عبد المنعم سعيد : طيب أستاذ سيد ممن بس أستأذن حضرتك نطلع فاصل وبعدين نعود مرة أخرى نلتقى بعد الفاصل .
فاصل " تقرير "
فى أعقاب إنهيار الأتحاد السوفييتى أصدر كاتب أمريكى فرانسيس بوقياما فى بداية التسعينيات من القرن الماضى كتابه الشهير نهاية التاريخ بيؤكد أن العالم كله فى طريقه لتبنى نموذج الحضارة الغربية بعد إنتصاره على الإيدولوجية الإشتراكية وفى ظل عدم وجود تحدىٍ حقيقى من النماذح الحضارية القائمة فى العالم للنموذج الغربى إلا أن الكاتب الأمريكى صمويل هان تيجنتون فى عام 1993 بنظرية صدام الحضارات مؤكدا أن الصراع سيكون صراع ثقافات فالشعوب ذات الثقافة المتشابهة تتقارب والشعوب والدول ذات الثقافات المختلفة تتباعد .. أكد هان تيجنتون أن صراعات العالم سوف تنتهى إلى تصارع ثلاث حضارات أساسية هى الغربية والإسلامية والكونفوشوسية .. وقد أستقبلت نظرية صراع الحضارات خارج الغرب وخاصةً فى العالم الإسلامى بإستياءٍ شديد على إعتبار إنها تأتى فى سياق بحث الغرب عن عدوٍ جديد بعد إنهيار الإتحاد السوفييتى وعلى إعتبار أنها جزء من الدعاية الغربية لفرض الحضارة الغربية على الشعوب الأخرى وبالتالى الهيمنةٍ على العالم وقد فتح إنتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة وتوجهه لتحسين العلاقة مع العالم الإسلامى نافذةً للتخلص من سلبيات نظرية صدام الحضارات .. ففى زيارته لتركيا فى بداية شهر إبريل الماضى فى خطابه أمام البرلمان التركى أكد أوباما أن الولايات المتحدة ليست فى حالة حرب مع الإسلام ولن تكون ووعد بأن تؤسس علاقاته مع العالم الإسلامى على ما هو أكثر من مجرد مكافحة الإرهاب وغدا سيضع أسس تلك العلاقة فى خطابه للعالم الإسلامى من القاهرة .
فاصل
د / عبد المنعم سعيد : نعود مرة أخرى إلى زيارة أوباما وخطابه فى القاهرة ومعنا ضيفنا الأستاذ سيد ياسين الكاتب والمفكر الكبير .. أستاذ سيد إنت مهتم بالجزء السابق من البرنامج ومسألة هل ينجح أم لا ؟
أ / سيد ياسين : أيوه
د / عبد المنعم سعيد : دعنا نجعل الكرة فى ملعبك هل ينجح أم لا إيه العقبات إللى قدامه إيه الحاجات إللى تساعده إنه ينجح ؟
أ / سيد ياسين : أولا أنا بأعتقد الزيارة نقلة كافية فى العلاقات بين الغرب والإسلام بشكلٍ عام إحنا فى فترة ما عشنا حقبه نسميه صراع الحضارات بعد مقالة وكتاب هان تونج الشهير حصل إنقطاع فى هذا الخطاب العدائى لما الرئيس محمد خاتمى الرئيس السابق لإيران راح الأمم المتحدة فى الجامعة العامة وألقى خطاب شهير إتكلم عن ثقافة السلام وحوار الثقافات تبنت الأمم المتحدة هذا القرار وأصبح عام 2001 هو عام حوار الثقافات .. أنا بأعتقد خطاب أوباما نقلة كافية فى الإنتقال من صراع الحضارات إلى حوار الثقافات – حوار الثقافات لازم يقول على مبدأ بسيط ليست هناك ثقافة أسمى من ثقافة لابد من إحترام ثقافة الآخر وعدم التهاون عشان كدا إحنا توهنا فى قصة الرسوم الدانماركية وغيرها هذا العداء الغربى للإسلام إحنا ضده ولا نقبل أيضا السخرية من الرموز المسيحية إحنا عندنا تقليد ثقافى إسلامى عريق إحترام الرموز الدينية .
د / عبد المنعم سعيد : طيب يا أ. سيد إيه رأيك فى إللى بيقولوا إن قصة الشرق والغرب والصراع بينهم دا حاجة تاريخية أيام العصور اليونانية يعنى قبلها الفرعونية وبعدين اليونانية والرومانية وبعدين العربية والإسلامية يعن دا صراع يعنى زى ما بتقول كيبلنج يعنى الشرق شرق والغرب غرب
أ / سيد ياسين : دا قصيدة كيبلنج الشهيرة الشرق شرقٌ والغرب غربٌ .
د / عبد المنعم سعيد : فإيه إللى يخلينا النهارده نقول إن إحنا جايين بقى فى حوار وإن التناقض سوف ينتهى ؟
أ / سيد ياسين : العالم إتغير .
د / عبد المنعم سعيد : العالم إتغير إيه إللى إتغير فيه ؟
أ / سيد ياسين : دروس القرن ال 20 إحنا دخلنا فى الألفية الثالثة ولابد أن نعرف إن إحنا الإنسانية قعد تتأمل خبرة القرن ال 20 من حروب دامية حرب عالمية أولى حرب عالمية ثانية إلقاء القنبلة الذرية على نجاذاكى وهوروشيما الإنسانية عموما عقل الإنسانى الكونى بيفكر كيف يمكن تحقيق السلام فى العالم ودا منطق – عشان كدا كان فيه ثورة على طروحات هان تينج تون لأنه عودةٍ بنا إلى الصراع العالم يريد السلام بشكلٍ عام الشعوب تريد السلام ما فيه حكومات منحرفة هذه الحكومات المنحرفة كان الولايات المتحدة الأمريكية فى عصر السيد الرئيس السابق بوش هذه إدارة منحرفة والمحافظين الجدد أثاروا الكراهية العميقة لأمريكا فى العالم كله حتى فى أوربا شوف إستطلاعات الرأى فى أوربا حتى قبل الحوادث الإرهابية فى ألمانيا أنا شوفته دراسات مقارنة كراهية عميقة لأمريكا ليه بقه فيه أسباب أولا إنسحاب أمريكا من معاهدة الصواريخ البليستية .إنسحاب بقه من معاهدة نيوتو .
د / عبد المنعم سعيد :الخاصة بالبيئة .
أ / سيد ياسين :الخاصة بالبيئة مع إن هى أكبر دولة بتطلع غازات إلى آخره أهدارها لأهمية مؤسسات الأمم المتحدة وعدم إحترامها والدليل فى حرب العراق مجلس الأمن رفض الدول دائمة العضوية رفضت وأصرت ضد الشرعية الدولية على غزو العراق .. ففى إحساس عالمى إن هذه الدولة تتحرك كإمبراطورية تريد أن تحكم العالم حكما مطلقا .. هذه أهمية الدور التاريخى لأوباما هل سيستطيع أو لا أن يبيض وجهه ليس بالكلام ولا بالرسالة ولكن بالأفعال ما الذى يمكن أن يفعله أوباما مش هأتكلم عن السياسة الداخلية عنده ديه موضوع تانى .. فى السياسة الخارجيه عندنا موضوعين أساسيين دلوقت الصراع العربى الإسرائيلى والحق فيه واضح وحق الشعب الفلسطينى فى تأسيس دولة مستقلة واضحة وواضح جدا عداء الدولة الإسرائيلية وعدوانيتها مستعمرات فى الضفة الغربية لا أساس لها محاولة تهويد القدس كلها مسائل واضح لدى أى مؤشر موضوعى إنما النقطة الأساسية هنا كيف يستطيع أوباما تحقيق ما طرحه من دولة فلسطينية مستقلة دا مهم النقطرة الثانية الأخطر إيران كان فيه كلام فى الإدارة السابقة على توجيه ضربة عسكرية لإيران عشان تسلحها الذرى وسيره الفرعى إن إسرائيل بالنيابة دلوقت عن أمريكا تقوم بهذه الضربة آخر الأخبار بتقول إن الإدارة الأمريكية حذرت إسرائيل إنها تقوم بالضربة إدراكا لخطورة هذا على السلام .
د / عبد المنعم سعيد : طيب يا أ. سيد هانيجى لكيف تانى يعمل كدا إنما ألا ترى إن على جانب العالم الإسلامى أيضا شيئ أن يفعله فى هذا الحوار يعنى لو قلنا إن إحنا بننقل من صراع الحضارات لحوار الثقافات فلابد أن لكل ثقافة أن تقدم شيئا يعنى بنجد إن التناقض الذى جرى جرى أساسا مع العالم الإسلامى بينما نجد مافيش يعنى الصينيين إللى هم عرفوا حرب الأفيون تعرضوا لضغوط فظيعة من الدول الغربية , تعرضوا لعزلة كبيرة لفترة طويلة لا نجد منهم ناس راديكاليين بالدرجه إللى موجودة الآن فى باكستان وأفغانستان وكثير من الدول العربية يعنى حضرتك كمفكر هل فكرت فى هذا الموضوع ؟ لماذا لا يوجد هنوك فى مثل هذه المعركة ؟
أ / سيد ياسين : فكرت فى الموضوع وسؤالك بالغ الأهمية حوار الثقافات كما كتبت مرارا يبدأ بالنقد الذاتى لابد أن يمارس النقد الذاتى العربى والإسلامى لابد أن نفهم ونفسر إيه سر التطرف والإرهاب فى العالم – فيه إرهاب فى العالم الإسلامى وفيه تيارات متطرفة فى العالم الإسلامى والعالم العربى كيف نمارس النقد الذاتى لذلك مسؤليتنا نحن فى العالم العربى صياغة سياسات ثقافية جديدة تمحوا هذه التيارات المتطرفة وتتفاعل إيجابيا مع عصر العولمة بطريقة خلاقة ديه مهمتنا ولازم ننقد أنفسنا قصرنا فى هذا شوف حصل إيه فى السعودية وجنت ثمرة ما فعلته من تربية لكوادر متطرفة فى أفغانستان وغيرها ديه مسؤولية العالم الإسلامى أن يقوم بدوره الأساسى فى صياغة سياسات ثقافية .
د / عبد المنعم سعيد : فى الحقيقة مش السعودية بس فيه كتير من الدول العربية والإسلامية يعنى .
أ / سيد ياسين : آه طبعا – 2مسألة الديمقراطية والتحويل الديمقراطى أنت لا تستطيع الآن فى العصر إللى إحنا عايشينه إن الدول السلطاوية تمارس سلطاويتها إلى الأبد إنتهى هذا العهد الشمولية سقطت نهائيا بعد إنهيار الإتحاد السوفييتى مازالت جيوب سلطاوية متعددة فى العالم العربى والإسلامى .
د / عبد المنعم سعيد : طيب إللى يجمع دا كله إللى هو إدراك أخطاء الماضى فى العالم العربى والإسلامى إللى كان فيه كلام عن الراديكالية الحاجات الخاصة بالشمولية والسلطاوية هل يتضمن الأمر خطاب مماثل لخطاب أوباما ؟
أ / سيد ياسين : الخطاب حصل لأن بعد 11 سبتمبر وجه حوالى مئة مثقف أمريكى خطابا إلى العالم الإسلامى .
د / عبد المنعم سعيد : يعنى برضه كان الخطاب الأول جاى من أمريكا هههه.
أ / سيد ياسين : الخطاب الأول جاى من أمريكا وأنا رديت على هذا الخطاب فى سلسلة مقالات فى الأهرام بعنوان مشروع خطاب مصرى للرد على خطاب الأمريكان .. الشيخ يوسف القرضاوى فى إسلام أونلين رد عليهم بشكل أو بأخر وإن كان إعتمد على ترديد أيات من القرأن الكريم والأحاديث أن الإسلام يحض على تسامح الآخره القضية مش كدا القضية متعلقة بسلوك المسلمين كان فيه إرهاب وفيه تطرف كيف نواجه هذا الإرهاب والتطرف دا سؤال مهم – أنا لما شوفت درس خلفية المثقفين الأمريكان إللى عملوا الخطاب ناس على أعلى مستوى وقالوا إحنا عايزين حوال مع العالم الإسلامى أنا أعتقد ما فعله أوباما ترجمة لهذا الطلب ليتقدم بهم .
د / عبد المنعم سعيد : إللى هو مجموعة المئة مثقف .
أ / سيد ياسين : بالظبط كده هم طلبوا هذا أعتقد لأول مرة الرئيس الأمريكى بيستجيب لهذا المطلب الثقافى وإحنا كمثقفين عرب إستجبنا لهذا ودخلنا فى حوار مع هؤلاء بنقول لهم وجهة نظرنا إيه فى السلام العادل لأن هم عندهم تحيز فى النظرة ماذا يعنى السلام وماذا يعنى العداء .. المسألة واضحة والعقل الغربى لأنه عقل منحرف ويؤيد الدولة الفلسطينية الدولة الإسرائيلية وشوف حصل إيه .
د / عبد المنعم سعيد : ما هو يؤيد الدولة الفلسطينية أيضا يا أستاذ سيد.
أ / سيد ياسين : لأ داهنا هنا فيه جيوب .. جيوب منعزلة .
د / عبد المنعم سعيد : لأ يعنى منذ بيان فينس إللى تم عن الإتحاد الأوربى سنة 80 يعنى.
أ / سيد ياسين : فيه تيارات تقدمية فى الغرب لا شك فى ذلك وفيه تعاطف بعقلية فلسطينية وفيه مظاهرات بتطلع مع القضية الفلسطينية وحتى فيه مطالبه فى أمريكا بمقاطعة الأكاديميين الإسرائيليين يعنى فى حركات جاسورة إحقاقا بالحق وإعترافا بحق الشعب الفلسطينى فى قضيته أنا بأتكلم عن التيار الغالب – التيار الغالب فى هذا العقل الغربى لا ينظر للقضية الفلسطينية نظرة عادلة ولا منصفة دا فيه مؤرخين إسرائيليين المؤرخين الجدد
د / عبد المنعم سعيد :أكثر تقدما ؟
أ / سيد ياسين : فتحوا الأرشيف الإسرائيلى وكتبوا كتب شهيرة وأنا بأطالب بترجمة هذه الكتب بالمناسبة للعربية .
د / عبد المنعم سعيد : لحسن يعتبروها تطبيع ولا حاجه .
أ / سيد ياسين : ولا تطبيع ولا حاجه دا إحنا عندنا فى مركز الدراسات السياسية والإقتصادية وحدة للترجمة للعبرى من 30 سنه وبنفكر فى وحدة للترتجمة من الصينية للعربية أن ترجع للمراجع فى أصولها وأن تعرف الرأى الآخر فى أصوله مش عن عانات ولا مصادر ثانويه .
د / عبد المنعم سعيد : طيب أستاذ سيد بسرعة وبمكن نكمل النقطة ديه بعدين يعنى حضرتك من أول من كتبوا عن الآخر فى إطار الصراع العربى الإسرائيلى هل يوجد لدينا فى العالم العربى صورة للآخر الغربى ؟ وهل صورة مشوهة أم سليمة ؟
أ / سيد ياسين : عندنا .. إنت سؤالك دا بيطرح قضية مهمة دور المثقفين العرب فى رسم صورة الآخر فأنا ممكن أرصد لك .
د / عبد المنعم سعيد : يعنى إللى راحوا عملوا عمليات إرهابية دا برضه نتيجة التراكم نفسى ؟
أ / سيد ياسين : لا أنا هأقول لك فى حاجه عندنا إسمها أدب الرحلة فى الفكر العربى الحديث الرحالة إللى راحوا أوربا ورجعوا وفيه مرجع مهم فى هذا من الرفاع الطهطاوى لطه حسين هؤلاء حاولوا أن يقدموا فكر الآخر وصورة الآخر وفى العصر إللى إحنا فيه دلوقت هناك مؤلفين وكتاب إشتغلوا على هذا الموضوع للتعريف الدخير بالآخر الغربى ثقافته إيجابياته سلبياته فيه محاولات ثقافية جسورة فى هذا المجال .
د / عبد المنعم سعيد : لكن ما أعرف حضرتك تشترك معايا ولا لأ الجزء الأكبر من الكتابات الصحفية من الفضائيات من غيره بتكرس نوع من الصورة السلبية للأخر بمعنى إنه دائما عدوانى دائما لا يرجوا لنا خيرا يريد إستغلال ثرواتنا إلى آخره ؟
أ / سيد ياسين :أنا أصل المشكلة بتاعتى مع كثير من الكتابات الصحفية والفضائيات أنها تظهرخطابا غوغائيا هذه الغوغائية لا تعتمد لا على المنهج العلمى ولا على العرض – أنا مركز الدراسات السياسية لما نشأ كان دا أحد أهدافه محاربة الغوغائية فى الحديث عن إسرائيل .
د / عبد المنعم سعيد :لحسن يا أستاذ سيد أنا وإنت نبقى تسويق للهههههههه.
أ / سيد ياسين : لا مش تسويق ولا حاجه ديه حقيقة تاريخية كان أحد الأهداف أن نصدر وننتج خطابا علمى عن المجتمع الإسرائيلى بسلبياته وإيجابياته .
د / عبد المنعم سعيد : لأ أنا الحقيقة كنت بأسأل السؤال هنا الغرب ككل يعنى بإعتبار إن إحنا من ناحية بناخد منه علم وتكنولوجيا ومن جانب آخر لدينا خوف منه فى نفس الوقت لدينا هذه المعادلة يعنى .
أ / سيد ياسين : لأ هى المعادله الخوف من خططه الإستعمارية إنما إيجابيات الغرب معروفة منذ عصر الحداثة الأوربى هناك إنجازات خارقة للغاية .
د / عبد المنعم سعيد : ما علهش يا أ. سيد إنه الفقرة ديه هنتوقف عندها ثم نعود مرة أخرى لنستكمل هذه النقطة .
أ / سيد ياسين : إتفضل
د / عبد المنعم سعيد : نلتقى بعد الفاصل
فاصل " تقرير "
كانت البداية الحقيقية لفكرة حوار الحضارات فى عام 1998حين أعلن الرئيس الإيرانى السابق محمد خاتمى عنها خلال خطابه فى هيئة الأمم المتحدة كمدخل لتحسين العلاقات بين إيران والدول الغربية لاسيما الولايات المتحدة ومما لا شك فيه فإن الفكرة مرتبطة أساسا بفكرة خاتمى الذى يرى ضرورة عدم إدعاء أى طرفٍ إحتكاره للحقيقة بإعتبار ذلك شرطا ضروريا للحوار على أن يكون الإنسان هو محورهذا الحوار بإعتباره الطرف الذى سعت كافة الأديان والثقافات لإسعاده .. ومع مرور الوقت بدأ التعامل مع فكرة حوار الحضارات بإعتبار أنها محاولة من خارج الغرب للرد على النظريات لغربية التى روجت لفكرة صدام الحضارات عقب إنتهاء الحرب الباردة بين الشرق الشيوعى بقيادة الإتحاد السوفييتى السابق والغرب الرأسمالى بقيادة الولايات المتحدة وعلى الرغم من أن تلك الدعوة يتم التعامل معها من قبل المجتمع العالمى ومؤسساته بالجدية الكافية إلا أنها خلقت تيارا مناهضا لفكرة صدام الحضارات .
حتى فى الغرب ذاته ففى عام 2004 إقترح رئيس الوزراء الإسبانى مبادرته الشهيرة بشأن تحالف الحضارات لقد ركزت فىكرة حوار الحضارات على العديد من القضايا المهمة فى العلاقات بين الغرب والعالم الإسلامى أهمها كيفية إزالة سؤ الفهم المتبادل من خلال معرفةٍ أفضل وأكثر عمقا وإتساعا وشمولا بالآخر والتخلص من الصور النمطية السلبية التى تروج لها أحيانا بعض وسائل الأعلام وبعض المنظمات السياسية والمدنية وكيفية توظيف وسائل الإعلام ومناهج التعليم وتكنولوجيا المعلومات والإتصالات الحديثه لتحقيق رؤية واقعية محايدة لفكر وعاداة وتقاليد وسلوك وممارسات الآخر .
د / عبد المنعم سعيد : زيارة الرئيس أوباما وخطابه فى جامعة القاهرة غدا ومعنا الأستاذ سيد ياسين الكاتب والمفكر الكبير أ. سيد دعنا ندخل دا فى جزء مايكروا شويه أو مصغر شوية كيف تتصور خطابه غدا – إيه إللى تتصور لو جيه يبقى خطاب فعلا يؤدى دوره التاريخى ؟
أ / سيد ياسين : أنا أعتقد الخطاب هو رسالة ثقافية وليس رسالة سياسية فى المقام الأول لا أتوقع إنه يقدم خطة لحل الصراع الإسرائيلى فى هذا الخطاب .
د / عبد المنعم سعيد : على فكرة إن فيه ناس متصوره إنه لازم يقدم خطه .
أ / سيد ياسين : لا يمكن ما يقدرش إن هو يقدم خطه منعزلا عن جهات التخطيط الإستيراتيجى بتاعته وجس نبض الأطراف المختلفه قضية معقدة أنا أعتقد إن الخطاب هى رسالة ثقافية فى المقام الأول مع التركيز على أن توجه الولايات المتحدة الأمريكية فى المستقبل سيقوم على الحوار وليس على الصراع فى ضوء إبداء الأحترام الشديد للثقافة الإسلامية وتراثها – فى ضوء حرصه على إقامة حوار مع العالم الإسلامى يمكن هيتكلم عن السلام ميه لميه لازم يتكلم عن السلام فى المنطقة والسلام هيتكلم عنه من خلال التفاوض وليس من خلال القوة أعتقد يمكن يشير إلى هذا بدون ما يخش فى تفصيلات سياسية لكل مقامٍ مقال.
د / عبد المنعم سعيد : كيف نستقبله يعنى ليس – حضرتك طبعا متابع الصحف والكلام دا فيه ناس بتقول والله إن ما كنش يقول كذا وكذا فى إطار بالذات موضوع القضية الفلسطينية معنى كدا إن هو جاى يعنى بيقول لنا كلام وخلاص .
أ / سيد ياسين : دا أعتقد نوع من التعسف لإصدار الأحكام .
د / عبد المنعم سعيد : لأ يعنى إيه دور الرسالة الثقافية إللى حضرتك قولتها .
أ / سيد ياسين : دور الرسالة الثقافية إنه بيبدأ صفحة جديدة بيتكلم عن الحوار مش عن الصراع هيتكلم عن السلام العالمى هيتكلم عن السلام فى المنطقة إحنا مهمتنا الإختبار بتاعه مش فى الخطبة ولا فيما سيقوله حتى لو قال أنا نأعمل وما عملش الإختبار هيبان فى الشهور القادمة ماذا سيفعل مع إسرائيل – فى الموضوعات الحساسه كيف سيثحل الصراع مسألة تهويد القدس يعنى فيه إختبارات عملية لأوباما .
د / عبد المنعم سعيد : أستاذ سيد بطريقة ما الرسالة بتاعة أوباما لينا ولا للأمريكيين ؟
أ / سيد ياسين : لأ الرسالة موجهة لنا وللأمريكان فى نفس الوقت .
د / عبد المنعم سعيد : يعنى على ضوء الصورى إللى إنت قلتها قبل كدا عن الفكر الأمريكى اليمين الأمريكى يبدوا إن الأمريكان يحتاجوا رسالة أيضا .
أ / سيد ياسين : الرسالة موجهة للأمريكان قبل العالم الإسلامى لأنه إعلانه لهم نحن تغيرنا وسنفتح صفحة جديدة سنبدا بالحوار مع العالم الإسلامى سنحل المشاكل بطريق الحوار وليس بطريق الحروب .. إنت عارف دلوقت إنت متابع فيه هجوم على أوباما من الحزب الديمقراطى نفسه – خد الحالة بتاعة ترشيحه للقضيه إللى هى إسبانيك .
د / عبد المنعم سعيد : إللى هى من أصول لاتينية .
أ / سيد ياسين : آه اللى هى فى المحكمةالعليا فيه هجوم عليه من الحزب الديمقراطى .
د / عبد المنعم سعيد : هو فى الحقيقة فى بعض الأجراءات الإقتصادية إللى فوّتها الجمهوريين .
أ / سيد ياسين : هناك هجوم عليه .. لسه النزعة المحافظة حتى موجودة فى الحزب الديمقراطى وفيه ومقاومين له فى هذا أنا أتوقع لو أعلن خطه وضغط على إسرائيل ببرنامج الدولة الفلسطينية هيقابل بهجوم من حزبه نفسه .
د / عبد المنعم سعيد : معنى كده إن إحنا عندنا خطاب للعالم كله الأمريكان والغرب من ناحية والعالم الإسلامى من ناحية أخرى .
أ / سيد ياسين : هو خطاب للعالم يقول لهم أمريكا تغيرت فى الرئاسة الجديدة وعشان كده لما إتكلم عن إيراه هو كان معتدل قال الحوار لم يستنفذ معى بعد ضد صقور الحرب يقول لك نضرب ضربة عسكرية ونخلص فإذاً هناك توجه إستيراتيجى جديد .
د / عبد المنعم سعيد : هو فى الحقيقة قال إنه هو عايز حوار مع إيران وقال أكثر من كدا على لسان نائبه إنه لا يريد تغيير النظام الإيرانى .
أ / سيد ياسين : أعتقد هذا كلام مهم عن توجه جديد للسياسة الخارجية الأمريكية وأعتقد العالم كله يرحب بهذا مش العالم الإسلامى – العالم فى حاجه إلى سلام حقيقى وسئم الحروب وسئم النزعات العنصرية العدوانية الإسرائيلية وغيرها وسئم دخول أمريكا فى حرب كل 10 سنين مشكلة – عندنا مشكلة كوريا الشمالية هيعمل فيها إيه وإيران هيعمل فيها إيه مشاكل ولإن ما قاله آزنهورمن قبل المركب العسكرى الصناعى وضييف له كونكريشن دلوقت فيه مشكلة يتحكمون فى الأشياء أكتشفت لما هو ضخ فى المؤسسات الرأسمالية إللى أفلست ديه 700 مليون دولار قام مدير المؤسسات وزعوا رسوم مكافآت 11 مليار دولار هو لم يجد ما يقوله غير هى كلمة واحدi this emirn دا كلام غير أخلاقى مع إنه كان ينبغى عليه أن يقدمه لمحكمة الجنايات .
د / عبد المنعم سعيد : لأ هو طلب منهم إن هم يرجعوا الفلوس .
أ / سيد ياسين : لأ مرجعوهاش .
د / عبد المنعم سعيد : بعضهم رجع وبعضهم مرجعوهاش بس مش ديه.
أ / سيد ياسين : فديه هنا بيديك فكره عن القيود المفروضه عليهم كولبريشن دا مفتاح مهم للمجتمع الأمريكى – المؤسسات الكبرى الضخمة العملاقة المسألة مش هينة .
د / عبد المنعم سعيد : أ. سيد سؤال يلح علىَّ منذ بداية الحلقة من كلامك لماذا يبدوا أوباما مختلفا يعنى هل مسألة أصوله الأفريقية هل مسألة إنه خريج هاربرد أم حكاية إنه الزمن بقى محتاج شخصية جديدة ؟
أ / سيد ياسين : والله سؤالك سؤال مهم فيه خليط من هذه الأسباب أولا تنشأته الإجتماعية مختلفة أصوله مختلفة هو ينتمى بحسب الطبيعى إللى ممكن تسميه التيار التقدمى فى الفكر الغربى عدم قبول الإستعمار والعداء والحروب خد حالة تشوميسكى فى الإم أى تى لا أصول مختلطه ولا حاجه الشغل فيه من أكبر نقاد المؤسسة الأمريكية جولفيدال أكبر روائى أمريكى وأكبر نقاد المؤسسة الأمريكية لأن فيه فكر تحررى تقدمى داخل المجتمع الأمريكى يعبر عن نفسه فى إبداع أدبى فى نقد سياسى موجود هذا الفكر ..طبعا أوباما نادر فى تكوينه خريج هابرد راجل قانونى كان رئيس تحرير المجلة القانونية بتاعة هابوردار شرف كبير مش لأى حد بيتصرف بالعقلية القانونية وماقدرش يقتنع إزاى فى عهد بوش الرئيس جورج بوش السابق بيعمل تشريع جنائى يبيح تعذيب المتهمين فى – ما هو مش مصدق لأن قانونى – أى قانون فى العالم.
د / عبد المنعم سعيد : أنا خايف تكون إنت يا أ.سيد إنت متحيز للقانونيين ههههههه.
أ / سيد ياسين : لأ أى قانون فى العالم يحس ديه مسائل مضاده للعقيدة لأى قانونى دا تشريع مش عرف لو قلنا مثلا السلطات هتعزب بدون ما حد يعرف سرا كنا قلنا ..تشريع يسمح للمحققين بتعزيب المتهمين وفيما يسمى إنت عارف الأيهام بالغرق وكان فيه فى الكونحرس ديبيت هل الإيهام بالغرق دا يعتبر غرق بالفعل ؟.. شوف تصور بقه .
د / عبد المنعم سعيد : لأ يقول لك على إزاى المؤسسات تقدر تخترع أمور يعنى .
أ / سيد ياسين : تصور آه تخترع أمور واخد بالك هو كان ضد هذا بس بديك فكره عن مشكلة الفرد فى التاريخ وقدراته هو سمحوا بنشر الصور الخاصة بالتعذيب بقينا أعلى دعوى قدمت للمحكمة بقينا قانون حرية المعلومات وسمح بهذه الصور وسمح أوباما حصل إعتراضات وقال لك دا ضمير أمريكى ودا إللى يؤثر فى معنويات القوات المسلحة فى أفغانستان فأمر محامى الحكومة برفع دعوى إستئناف لمنع توزيع الصور طبعا روح العدالة إللى عنده والروح القانونية سمحت له بذلك دا كان عايز يحاكم الإدارة السابقة وقال له شوف حقق مع الناس ديه .
د / عبد المنعم سعيد : لكن هو فى نفس الوقت أيضا لا يريد أن يحول السياسة الأمريكية إلى صراع يعنى هو بيحاول يحافظ على الوحدة الأمريكية فى ذات الوقت .
أ / سيد ياسين : مش هو دا تحت الضغوط البنية الإجتماعية .
د / عبد المنعم سعيد : أ, سيد أنا عايز بس لأن فاضل دقائق معانا فيه قضيتين إنه أوباما مركز دلوقت من الناحية العسكرية البحته على منطقة أفغانستان وباكستان ديه وديه منطقة إسلامية وهى منطقة أيضا هى إللى فيها طالبان والقاعدة وكل هذه الأمور إلى أى حد العالم الإسلامى فى تعامله ودا بقى جزء من السؤال الثانى يقدر يرد على أوباما لأنه فيه معركة شغَّالة وتتدخل فيها الولايات المتحدة عسكريا .
أ / سيد ياسين : بس حالة أفغانستان ديه دى حالة معقدة .
د / عبد المنعم سعيد : وباكستان دلوقت فيها حكومة منتخبة.
أ / سيد ياسين : حالة أفغانستان معقدة لأن النظام بتاع طالبان نظام رجعى شوه صورة الإسلام فى العالم فضحونا برجعيتهم ومحافظاتهم وسلوكهم العدوانى لا يمكن الدفاع عن النظام طالبان إستحالة يدافع عنه على أى أساس مش لأنه إسلامى هو أى نظام إسلامى ندافع عنه لأ حسب إتجاهاته مشكلة أوباما فى تركيزه فى أفغانستان أن هناك هزيمة قادمة فى دات أفغانستان فقدوا المعركة إنتهت والدليل إن هو أقل جنرال قائد القوات وعين حنرال ثانى مش هيكسبوها دول ناس مقاتلين حبليين متمرسين وديه حرب عصابات وهم أحرجو نفسهم بيحطوا قوات نظامية قصاد حرب عصابات كما حصل فى العراق هو لن يكسب هو بيرى حتى لا تنهزم أمريكا مرةً ثانية فى أفغانستان .
د / عبد المنعم سعيد : كيف نرد على هذه الرسالة يا أستاذ سعيد يعنى من ناحية سواء الفكرية أو العملية ؟
أ / سيد ياسين : فلنبدأ بالنقد الذاتى ونركز على السلبيات الممارسات السياسية والإقتصادية والثقافية فى العالم العربى والإسلامى نشوف إيه نوعية الفضائيات إللى موجودة والفكر الخرافى المنتشر والعداء للآخر غير المبرر .. مطلوب تصحيح الصورة ويبقى فيه خطاب دينى وسطى فيه إعتراف بالآخر بنى على معرفة حقيقية مش معرفة مزيفة معرفة موضوعية من مصادرها مش عن عنات أنه قال ولا دا فيلم ولا .
د / عبد المنعم سعيد : يعنى إنت ترى أوباما بيقوم بهذه الخطوة كنوع من النقد الذاتى للمجتمع الغربى وآن الآوان إن يبقى فيه نقد ذاتى من الجانب أيضا .
يس : هذا صحيح وإحنا إعتبرنا هذا من زمان قلنا حوار الثقافات يبدأ بالنقد الذاتى – أنا ما ليش شرعية فى نقد الخطاب الأمريكى إلا إذا نقدت نفسى ذاتيا أولا عشان ما يقولوش إنت راجل ظالم أنا أنقد نفسى ما هو هيقول لى إنت عندك سلبيات كمان .
د / عبد المنعم سعيد : إنت عندك ظلم كذا وكذا .
أ / سيد ياسين : وإنت عندك ظلم كذا أنا أبدأ بالنقد الذاتى حتى تكون شرعية تفكيك نظام الآخر ونقده نقدا عنيفا فهو دا المسلمه الأساسى إحنا وصلنا لهذا فى قواعد حوار الثقافات فى مؤتمر عملناه فى أبو ظبى وفى تونس وطلعنا بيان وافق عليه وزراء الثقافه العرب عن قواعد الحوار الثقافات مع العالم وفيها هذا المبدأ أن نبدأ بالنقد الذاتى .
د / عبد المنعم سعيد : أستاذ سيد ياسين يعنى إنت أرثيت خطاب أوباما وزيارته على أسس ثقافية وفلسفية وفكرية واسعة نشكرك شكرا جزيلا على هذه الجرعة الجميلة .
أ / سيد ياسين : أشكرك جدا .. أشكرك .
د / عبد المنعم سعيد : فى نهاية هذه الحلقة من برنامج وراء الأحداث أعتقد أن الحوار الممتع مع الأستاذ سيد ياسين إختلف فى كثير من الأحوال عن الحلقات السابقة التى تابعنا فيها زيارة أوباما من زوايا شتى العلاقات المصرية الأمريكية , القضايا التى سوف يثيرها أوباما عندما يأتى إلى القاهرة ويلقى خطابه , وأننا هنا فى هذه الحلقة بنصل إلى أن لدينا عملية تفاعل عالمية ربما على مستوى عالى جدا من الأمور الثقافية والحضارية الأساسية . أن هذه الزيارة فضلا عن إنها زيارة رئيس دولة كبيرة إلى دولة محورية إلى محادثاته مع الرئيس مبارك فيما يخص العلاقات الثنائية وقضايا الشرق الأوسط إنما هى تمس أوتار حساسه تتعلق بالتطور العالمى بشكل عام تطور الولايات المتحدة الأمريكية ومن جانبنا أيضا تطورينا سواء فى العالم الإسلامى أو فى العالم العربى الذى عليه أن يعرف أنه كما أوحى لنا الأستاذ سيد إنه وسط عالم يتفاعل كل يوم ويقترب كل يوم وأنه من الصعب أن يكون هذا العالم قائما على صراع الحضارات أو على صراع الثقافات بينما ثقافات تتكامل فيما بينها من خلال محاولة دائمة لتصحيح الذات والبحث عن السلبيات الموجودة فيها والإعتراف بها أولا ثم الإستعداد لتصحيحها كجزء من عملية التفاعل الكبرى هذه .وإلى هنا تنتهى هذه الحلقة من برنامج وراء الأحداث ونلتقى فى حلقة قادمة بإذن الله .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.