للحد من تزايد الاقبال علي الوجبات السريعة وانتشار ثقافة التيك أواي التي لم تعد قاصرة علي الشباب فقط بل استعانت بها ربة المنزل أعلنت وزارة الصحة عن مشروع لغذاء صحي آمن لكل مواطن حيث قام المعهد القومي للتغذية بتصميم وجبات رخيصة الثمن تحتوي علي كافة العناصر الغذائية التي يحتاجهاالجسم ويقسم هذا المشروع الوجبات حسب احتياجات المرحلة العمرية للمواطن ولكن يظل السؤال المهم هنا هل ستلقي هذه الوجبات قبولاً لدي الناس أم سيفضلون عليها الوجبات السريعة! تقول الدكتورة أمينة عبدالمطلب المنسق الفني بالمعهد القومي للتغذية ان الوجبات التي صممها المعهد بتخفيض التكاليف وقد قدم الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة اقتراحاً لرئيس الوزراء بهذه الوجبة القومية وأشارت إلي ان العالم سوف يركز خلال الخمسين عاماً القادمة علي مثل هذه الوجبات الصحية لتجنب الاصابة بأمراض السمنة والسكر وغيرها. وتشرح الدكتور أمينة عبدالمطلب هذه الوجبات قائلة أن الأطفال حتي سن ثلاث سنوات يتناولون في الافطار ربع رغيف بلدي وملعقة فول مدمس بالزيت وكوب لبن متوسط وثمرة طماطم صغيرة وفي وجبة الغذاء ربع رغيف بلدي وطبق أرز صغير وعجة وطبق خضار صغير وثمرة طماطم وفي العشاء ربع رغيف بلدي وقطعة جبن أبيض حجم النستو وثمرة طماطم وكوب لبن وبين الوجبات عصير من فاكهة الموسم. أما الأطفال حتي سن 9 سنوات فيتناولون في الافطار رغيفاً بلدياً وقطعة حلاوة في حجم بيضة وكوب لبن متوسط وفي الغذاء رغيف بلدي وبطاطس بالبيض و3 أصابع كفتة وطبق سلطة وفي العشاء رغيف بلدي وملعقتان عسل أسود وملعقة فول مدمس وثمرة طماطم وقبل النوم كوب زبادي وبين الوجبات عصائر لفاكهة الموسم. ووجبات الشباب من سن 20 عاماً حتي 39 عاماً في الافطار رغيف بلدي ملعقتان عسل أسود وطبق فول مدمس بالزيت والليمون وثمرة طماطم واحدة وفي الغذاء رغيف بلدي وطبق أرز صغير وقطعة لحم متوسطة بالاضافة لطبق سلطة صغير وفي العشاء رغيف بلدي وملعقتان مربي وقطعة جبن أبيض متوسطة وثمرتان طماطم. خطورة الوجبات السريعة الدكتور طارق رضا رئيس وحدة أبحاث علاج السمنة بالمعهد القومي للتغذية ان الأمهات يقعن في خطأ كبير باعتمادهن علي هذه الوجبات السريعة التي تحتوي علي سعرات حرارية مرتفعة للغاية بالاضافة إلي الدهون وعناصر معدنية مثل الصوديوم كما تفتقر إلي الفيتامينات والألياف الغذائية والمعادن المفيدة مما يجعلها غير متوازنة والمشكلة الاساسية ان أول من يدفع ثمن هذه الوجبات هم الأطفال الذين يتعودون عليها وتصيبهم بسمنة الأطفال وارتفاع الكوليسترول في سن صغيرة لاحتوائها علي دهون مشبعة بنسب كبيرة كما ان التوابل والخلطات المستعملة في هذه الوجبات تلعب دورا أساسياً في تحسين رائحة ولون الأطعمةولكنها تعمل علي إثارة أعصاب معينة في اللسان والفم والأنف مما يجعل الطفل يدمن تلك الوجبات ويفضلها علي الطعام المنزلي. لكن وعلي الجانب الآخر أكد المواطنون صعوبة الالتزام بالوجبات الصحية لظروف العمل.. يقول أشرف عبده أنه يقبل علي الوجبات السريعة بسبب ظروف عمله وعمل زوجته حيث يضطران لشراء الوجبات الجاهزة أو النصف مطهية ورغم ارتفاع سعرها لكنه مضطر لتحمل نفقاتها لأنها تناسب ظروفهما وأسلوب حياتهما. وشاركه الرأي أحمد خليفة- مهندس زراعي- حيث يعتمد علي الوجبات الجاهزة اعتماداً أساسياً لأنه يقضي أغلب أيامه في مواقع العمل وعندما يرجع إلي بيته أحياناً يشعر ان التيك أواي الذي اعتاد عليه طعمه أفضل بكثير من طعام المنزل رغم انه يدرك ان هذا في حد ذاته سوف يسبب له مشكلات صحية علي المدي البعيد ولكنه أصبح مدمناً لهذه الوجبات. وتقول ليلي حلمي- موظفة- أنها تعود إلي منزلها متأخرة من عملها ويكون الخيار الوحيد المتاح لها هو الوجبات السريعة فتلجأ لأقرب مطعم لشرء ما يكفي أسرتها. ورغم انها تدرك مضار هذه الوجبات ولكنها لا تملك الوقت للنزول للسوق وشراء الخضروات واللحوم وتجهيزها للطهي. الميزانية لا تتحمل وتختلف معها في الرأي ابتسام سعيد التي تقول رغم أنها موظفة وتعاني مثل أي امرأة عاملةولكن هذا لا يمنعها من تحضير طعام أسرتها ليلاً لليوم التالي بحيث يكون جاهزاً للتسخين فقط ولكن اذا اعتمدت علي الوجبات الجاهزة فلن تتحمل ميزانية البيت. ويضيف أحمد مختار- سائق دليفري بأحد المطاعم- ان هناك ذروتان في عمله. الأولي في وقت الظهيرة لطعام الغذاء ويكون المتصل في الغالب من السيدات العاملات والذروة الثانية تكون في الوقت المتأخر من الليل ويكون الزبائن من الشباب الساهرين.