طال التطور التكنولوجي ومادية العولمة ووسائل الراحة الحديثة التي حدثت في العقود الأخيرة الكثير من العادات والتقاليد المرتبطة بالمناسبات الدينية والاجتماعية كشهر رمضان الكريم وعيدي الفطر والأضحى. حتى تحول المجتمع بأفراده وأسره ومؤسساته إلى مجتمع رسائل هاتفية إذ طغت هذه الوسيلة من الاتصال على غيرها من الوسائل التي كانت معروفة في السابق. حيث بدأ الناس يوظفون هذه الوسيلة توظيفا مهما في جوانب حياتهم المختلفة رغم دورها المحدود والبسيط، حتى أصبحت مقبولة في مناسبات الفرح والحزن وأضحت بين ليلة وضحاها بديلا عن الاتصال المباشر مع الآخرين. وبينت بعض الدراسات العلمية أن أي اختراع أو تقنية جديدة يستخدمها الناس يكون لها تأثير في واقعهم الفردي والاجتماعي وفي إطار حياة معيشتهم. وأن الاختراعات العلمية والتكنولوجية التي يبتكرها البشر لحل مشكلات معينة تحمل معها آثاراً سيئة على علاقاتهم الاجتماعية وعلى طريقة تفاعلهم مع بعضهم البعض. وقال المواطن مهند النقبي ان تبادل أفراد المجتمع التهاني عبر الرسائل القصيرة على الهواتف النقالة أكبر دليل على اختفاء طقس مهم من طقوس الاحتفال بالعيد وهو الطقس الخاص بتبادل التهاني عبر الزيارات بين الأقارب والجيران والأصدقاء. فالتطور التكنولوجي والإعلامي أثر على حجم التواصل بين أفراد المجتمع ولعب دورا كبيرا في قتل المشاعر، بالإضافة إلى وجود وسائل ترفيهية جديدة ومتاحة مثل الأطباق اللاقطة وتفنن الإعلام في ربط الناس إلى مقاعدهم في البيوت أثر على شهية الناس في أية احتفالات جماعية أو الرغبة في التزاور ووصل صلة الرحم بين الأقارب. وذكرت بدرية الشريف - موظفة حكومية - أن تقنية الرسائل القصيرة في عالمنا العربي بصفة عامة ومجتمع الإمارات، أصبحت بديلا أساسيا لحياتنا الاجتماعية وساهمت بقدر كبير في تحطيم الترابط والتراحم الأسري، كونها بلا روح أو مشاعر. فالرسائل النصية المكتوبة لا تحمل مشاعر أو انفعالات، فهم يعمدون لإحيائها بإضفاء قوالب متحركة وعلامات مختلفة، بعكس الصوت الحي الذي نستطيع من خلاله معرفة مزاج أو مشاعر الشخص المتحدث وإن كانت هي الأخرى أضعف الإيمان. لافتة إلى أن هذه التقنية في الغرب تستخدم للتأكيد على المواعيد والمشاريع العملية، حتى أنها أشارت إلى ذهابها خلال إجازة الصيف لدولة آسيوية، فكان من اللافت لديها عدم استخدام شعبها للهاتف المحمول إلا لأغراض معينة، إلا أنها أوضحت بأنها تستخدم في مجتمعاتنا بشكل سيء جدا، لدرجة أنه يتم الطلاق والزواج والتعارف عبرها، ومن أبشع مظاهرها تأدية واجب العزاء بدلا من التقدير والمواساة المباشرة التي تساعد على تخفيف وتقليل نسبة الأحزان. وأضافت المواطنة مريم سالم بأن الرسائل الهاتفية تقدم خدمات متعددة، حتى غذت العلاقات الاجتماعية متأثرة كثيرا بها بعدما كان الاتصال الهاتفي وسيطا قويا والأقرب في التواصل. وذكرت بأن حياتنا أصبحت بعيدة كل البعد عن النقاش والتحاور والمواجهة، ما جعل الإنسان يشعر بالفراغ العاطفي ومحاولة إملائه بكل ما يستجد من جديد إلا أنه في النهاية يزيد الجديد من الفجوة العاطفية والحميمية الإنسانية والدفء البشري التي نشعر بها عندما يتحاور الناس مع بعضهم البعض وجها لوجه. وأكدت أرقام مؤسسة الإمارات للاتصالات، مدى أهمية الاتصالات والتواصل خلال شهر رمضان الكريم، حيث سجلت المؤسسة أرقاماً قياسية في حجم الرسائل القصيرة تليها المكالمات الصوتية والفيديو هذا العام. ساعد على تعزيز التواصل الخدمات والعروض المقدمة وتكاليف وفترات التخفيضات عليها التي وصلت إلى نسبة 50 % في الأغلب، والتي لاقت استحساناً كبيراً من قبل العملاء من خلال معدلات الرسائل والمكالمات المأخوذة خلال تلك الفترة.