اقتحمت المرأة مجالات عديدة فهي الطبيبة والمدرسة والمهندسة والوزيرة والعاملة وأيضاً الجزارة ولم تعد أمامها اي أبواب مغلقة واخيرا اقتحمت مهنة حارس الأمن "بودي جارد" بعد ان كانت مقتصرة علي الرجال فقط . وفي هذا السياق راودت إحدي شركات الحراسات الخاصة بمدينة نصر بالقاهرة فكرة توظيف السيدات كحارسات أمن ففتحت المجال امام السيدات للالتحاق بهذه المهنة وتدريبهن وبالفعل بدأت الشركة في تطبيق الفكرة التي وجدت اقبالاً شديداً خاصة من سيدات الاعمال اللاتي بدأن يفضلن الاستعانة بهذه النوعية النسائية من البودي جارد الي جانب ذلك اخذت الشواطئ المخصصة للسيدات تستعين بعدد كبير منهن فضلا عن المحلات المخصصة للسيدات. وقد وصف البعض انتشار هذه الظاهرة بأنها مجرد تقليعة جديدة أو موضة، لكنها بالنهاية باتت حقيقة وأصبحت مهنة يتوافد عليها الكثير من الفتيات. ولكن كيف يمكن للفتاة ان تحصل علي وظيفة البودي جارد وماهي نظرة المجتمع لمثل هذه الفتاة في هذه المهنة؟ والاهم من ذلك الي اي مدي يتقبل الرجل الشرقي فكرة ان تكون زوجته بودي جارد ؟ البداية كانت مع شيماء سعيد مديرة الحراسات النسائية بالشركة والتي اشارت في حديثها لالراية إلي أنه يتم تعيين الفتاة بعد اجتيازها للمقابلة الشخصية التي يتم فيها اختبار مستواها في المعلومات العامة المرتبطة بالامن وسرعة البديهة وحسن التصرف كما ان هناك فحصاً طبياً شاملاً يتم بعده استيفاء شروط التعيين كأي وظيفة أخري ويتم التعاقد لمدة 6 شهور واذا أثبتت الفتاة الكفاءة المطلوبة يتم تعيينها بالشركة. ويضيف هشام الملاح المدرب الرياضي بالشركة انه قبل ان يتم التوزيع علي مواقع العمل تحصل الفتاة علي تدريبات لمدة شهر لزيادة اللياقة البدنية وتعلم بعض الالعاب العنيفة مثل المصارعة والبوكس والكونغوفو تحت اشراف مدربات متخصصات وذلك للفتيات اللائي يعملن في محلات خاصة بالسيدات اما الفتيات اللاتي يتم اعدادهن للعمل كبودي جارد فالتدريب يكون مع حراس الامن من الرجال لرفع مهاراتهم القتالية تحت إشراف مدربين رجال علي درجة عالية من الحرفية وبالفعل تم تأهيل أكثر من 20 من الفتيات للحراسات الخاصة للعمل مع سيدات الاعمال وزوجات الدبلوماسيين. ويشير محمود فتحي مدير التسويق والمبيعات بالشركة الي أنه تم التوصل الي فكرة توظيف فتيات كبودي جارد بعد ان طلب ذلك مسؤولو مصانع الملابس الحريمي والمحلات التي تبيع مستلزمات السيدات من ملابس وأحذية واكسسوارات وملابس داخلية والتي تشكل السيدات فيها اغلبية وهو الامر الذي يصعب معه قيام الحراس الرجال بتفتيشهن تفتيشاً ذاتياً مما جعل الاستعانة بهؤلاء الفتيات ضرورة ملحة خاصة ان القانون ينص علي عدم تفتيش الانثي الا من خلال أثني مثلها وبالفعل بدأنا نشاطنا كأول شركة للامن تطلب فتيات للتعيين كحارسات وبودي جارد منذ ما يقرب من عام. وعن شروط الالتحاق بهذه المهنة أوضح فتحي انه يجب ان يكون قوام الفتاة المتقدمة رياضياً ويفضل ان تكون ممن يمارسن احدي الالعاب العنيفة ولا يقل طولها عن 165 سم ولا يزيد وزنها عن 70 كجم حتي تستطيع الفتاة السيطرة علي المواقف الصعبة بسرعة وخفة وان يتراوح عمرها بين21 و 29 سنة ويشترط الحصول علي مؤهل متوسط علي الاقل لافتا الي ان الاقبال يتزايد علي التعيين بهذه المهنة حيث تم تعيين اكثر من 15 فتاة كحارسات في المولات والمحلات الحريمي في القاهرة و20 فتاة في الاسكندرية والساحل الشمالي خاصة في الشواطئ المخصصة للسيدات. ويتطرق احمد خاطر نائب مدير الشركة فيقول عن القواعد التي يتم انتهاجها للترقي داخل هذه المهنة ان الفتاة تبدأ برتبة ضابط أمن ، ثم ضابط أول ثم مشرفه موقع حتي تصل الي مديرة منطقة ، ولا تمنع قواعد العمل زواج الحارسات بشرط الالتزام بعدد ساعات العمل التي تصل الي 8 ساعات يومياً وقد تم وضع الضوابط لمن يتجاوز منهن سن العمل حيث لا يتم الاستغناء عنهن بل يتم الاستفادة من خبرتهم في تدريب المستجدات ، كما ان الشركة توفر خدمة للتأمين الصحي كاملة ومساكن مخفضة للاسعار للحارسات المغتربات ان الشركة ستواصل تقدمها وتتوجه الي محافظات القاهرة الكبري. وقد التقت الراية ببعض الفتيات العاملات كحارسات أمن فاشارت شيماء حسان الي انها بدأت رحلتها مع هذه المهنة حين كانت في طريقها لتقديم اوراقها الي احد المصانع للعمل بها ، وفي هذا التوقيت التقت ببعض الفتيات اللاتي يعملن كحارسات أمن بنفس المصنع وعلمت منهن المزايا التي يتمتعن بها فوجدتها مهنة تناسب ظروفها فمؤهلها الدراسي المتوسط يؤهلها ان تجد فرصة عمل جيدة كما أن بنيانها الجسماني شجعها علي خوض التجربة خاصة انه يتناسب مع شروط التعيين في هذه المهنة. اما صديقتها هبة فالتقطت أطراف الحديث قائلة ان البعض ينتقد عمل المرأة كبودي جارد معتبرا انها مهنة غريبة عن المجتمع المصري وانه يجب ان تظل خاضعة لاحتكار الرجال مؤكدة انها مهنة مناسبة جداً للفتيات والسيدات اللاتي يبحثن عن فرصة عمل للفتاة خاصة انها تعمل بالاماكن الخاصة بالسيدات كمحلات الملابس النسائية او الشواطيء الخاصة للسيدات علاوة علي الراتب المجزي مقارنة بالاعمال الحكومية فالراتب يتجاوز500 جنيه مقابل 8 ساعات عمل يومياً مع زيادة الراتب في الوقت الاضافي لافتة الي ان الشركة توفر للفتيات دروسا في اللغات حتي تتيح لهن فرصة للعمل بالسفارات الاجنبية او مع زوجات الدبلوماسيين والسفر بالخارج. وتقول علياء ابراهيم فتاة أمن : لقد فشلت في العثور علي فرصة عمل بمؤهلي الدراسي المتوسط ، فأنا حاصلة علي دبلوم فني تجاري وعندما علمت من احدي صديقاتي عن الشركة التي تؤهل الفتاة للعمل كمشرفة أمن بمرتب مجز بجانب الوضع الاجتماعي فوجدت انها فرصة جيدة وعملت باحدي دار المغتربات الخاصة بالجامعات الخاصة كمشرفة أمن ونظرا لكفاءتي فقد زاد راتبي الي جانب ان هناك درجات وظيفية. وحول نظرة المجتمع لصاحبات هذه المهنة تبين سرين عبد الرحمن انها عانت في البداية من نظرة المجتمع كونها "بودي جارد " وخاصة الزي الخاص بالمهنة الذي يبدو ملفتا بعض الشيء وقد اتخذه البعض مصدرا للتريقة والمعاكسات من بعض الشباب ولكن مع مرور الوقت اعتاد الناس علي رؤية الفتيات الحارسات في المحلات والمولات الكبري . وكان للمنتفعات بهذه المهنة رؤي فالتقينا بإحدي سيدات الاعمال وصاحبة محل تجاري للملابس الداخلية النسائية "لارا الشاذلي" والتي قالت ان توفير الحراسة الخاصة من النساء امر متعارف عليه في بعض الدول الاوروبية مرحبة بفتح مجال لهذه المهنة علي مستوي العالم العربي مشيرة الي أن بعض سيدات الاعمال يحتجن الي بودي جارد لطبيعة عملها ولصعوبة استعانتها برجل يصاحبها في كل الاماكن التي ترتادها خاصة ان الظروف تضطرها احيانا للقاءات نسائية او الذهاب لاماكن خاصة بالسيدات أما وجود "بودي جارد " نسائي متدربة وعلي قدر كبير من اللياقة البدنية فانه يحل أزمة سيدات الاعمال والاماكن الخاصة للسيدات والسؤال الآن كيف ينظر الشباب إلي صاحبات هذه المهنة وهل بوسعه ان يفكر في احداهن كزوجة له ؟ طرحت الراية السؤال علي محمد القصاص الطالب بكلية الهندسة بجامعة عين شمس فعبر عن رفضه لان تكون زوجة المستقبل بودي جارد حتي ان كانت تجني من وراء هذه الوظيفة الملايين وتساءل : ماذا أقول لاسرتي واصدقائي ؟ بالطبع سيكون الامر مصدرا للاستهزاء والسخرية . واتفق معه في الرأي صديقه محمد الملاح الذي قال : كيف آمن علي حياتي مع زوجة حاملة اثقال و تتمتع بقوة بدنية بالطبع فهذه الفكرة لم تراودني اطلاقاً . اما ولاء هاشم طالبة التجارة فتقول أرفض العمل بهذه المهنة لانها من وجهة نظرها قرار بالتخلي عن الانوثة وتضيف :سيعاملني الجميع طوال الوقت كبودي جارد فقط وستصبح هذه هي رؤية المجتمع لي وتؤكد انها علي استعداد للعمل بائعة في الشارع بشرط ألا تتنازل عن كونها امرأة.