يفتتح العاهل الأسبانى الملك خوان كارلوس وقرينته الملكة صوفيا الثلاثاء معرض "ابن خلدون: بين الأندلس ومصر" وذلك بقصر الأمير طاز بالقاهرة. ويهدف المعرض - الذى يقام فى إطار الاحتفال بذكرى مرور ستة قرون على وفاة المفكر العربى والاسلامى الكبير ابن خلدون والتى وافقت عام 2006 - إلى التعريف بحياة وأعمال ابن خلدون وإبراز العلاقات التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الوطيدة التى ربطت بين مصر و أسبانيا فى الفترة من القرن الثامن إلى القرن الرابع عشر وكذلك العلاقات المتميزة التى ربطت بين الشرق و الغرب و بين أوروبا والعالم العربي فى جميع المجالات خلال القرن الرابع عشر. كما يبرزالمعرض الإسهامات التى قدمها كل من الأندلس ومصر فى مختلف المجالات وتطورها السياسى والتجارى والفكرى و الفلسفى وامتدادها إلى المتوسط فى الفترة ما بين القرن الثامن والقرن الرابع عشر من خلال عرض اعمال تمثل الإسهامات الفكرية لبعض المؤرخين أمثال المقريزى و القلقشندى والرحالة ابن الزبير المنتمى إلى مدينة بالينسيا الأسبانية و الرحالة المصرى لدى بلاط حاكم مدينة غرناطة عبد الباسط و الشاعر والعالم الشامل ابن الخطيب. ويلقى المعرض الضوء على المدن المصرية والأسبانية الرئيسية التى تألقت خلال حوالى سبعة قرون . ومن بين المدن المصرية تأتى القاهرة و الإسكندرية حيث قضى ابن خلدون سنواته الأخيرة قبل و فاته . أما المدن الأسبانية فهى غرناطةالمدينة التابعة لحكم بنى نصر و التى زارها هذا المؤرخ العظيم إلى جانب قرطبة و بالينسيا أو مورثيا -مسقط رأس ابن عربى- الذى كان له تأثير عميقً على الفكر الصوفي فى ذلك الوقت. ويضم المعرض - الذى يستمر فى استقبال الجمهور حتى يوم 25 مارس القادم - عددا من المقتنيات المصرية من بينها بعض المخطوطات التى ترجع إلى عصور مختلفة من "المقدمة" لابن خلدون ( من مقتنيات دار الكتب) بالاضافة إلى مصباح من الزجاج من عصر السلطان حسن (من مقتنيات متحف الفن الإسلامي بالقاهرة) ومخطوطة " التاريخ العظيم" للمقريزى (من مقتنيات مكتبة الأسكندرية). كما يحتضن معرض "ابن خلدون: بين الأندلس ومصر" بعض المقتنيات الأسبانية, وتشمل كتاب "الحب الحسن" لخوان رويث (رئيس كهنة هيتا) أواخر القرن الرابع عشر (من مقتنيات مكتبة جامعة سلامنكا الأسبانية) وجداول فلكية من سنة 1408 ميلادية من دمشق ( من مقتنيات المتحف الوطنى بفرنسا) وطبعة فاكسيميل لمخطوطة "لباب المحصل فى أصول الدين" لابن خلدون مؤرخ بخطه عام 752 هجريةً 1351 ميلادية ( من مقتنيات مكتبة دير الإسكوريال بمدريد). وقام بتنظيم المعرض وزارة الثقافة المصرية والمجلس الأعلى للاثار ودار الكتب والمتحف الاسلامى ومكتبة الاسكندرية بالتعاون مع وزارة الخارجية و التعاون الأسبانية ومؤسسة التراث الأندلسى (مجلس مدينة الأندلس) و المؤسسة الحكومية للمعارض الدولية و البيت العربى. ولد ابن خلدون - الذى يعد من أشهر العلماء والمؤرخين المسلمين - بتونس عام 1332 وتوفى بالقاهرة فى 1406 - بعد ان كان له الفضل فى تأسيس علم الاجتماع فضلا عن تقديم التاريخ بصورة جديدة ليصبخ مؤسس التاريخ الحديث. تميز ابن خلدون عن معاصريه بالابتعاد عن الفكر التقليدى حيث لجأ إلى تحليل الاحداث التارخية من منطق مقارن فاهتم برصد عوامل اختفاء امبراطوريات وبزوغ أخرى. .وتعد المقدمة من أشهر ما كتب العلاّمة ابن خلدون و استمرت كتابتها اربع سنوات تعرض من خلالها لمختلف الحضارات والممالك والقوى السياسية و المدن و القرى والفنون والعلوم لنستشفّ مفهوم ابن خلدون للتاريخ حيث حلّل علاّمتنا مختلف الظواهر الإيديولوجية و السياسية و الاقتصادية التي تدخل في البناء المعقّد للمجتمع. ويذكر ان العاهل الأسبانى كان قد افتتح فى مايو عام 2006 - بحضور الرئيس حسنى مبارك والسيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية - معرض المفكر الاسلامى ابن خلدون الذى حمل عنوان "ابن خلدون..البحر المتوسط فى القرنن الرابع عشر..ازدهار وسقوط الامبراطوريات " والذى استمر حتى شهر سبتمبر من العام نفسه بالقصر الملكى بأشبيلية الاندلسية وقام بزيارته خمسمائة ألف شخص.