طلبات الأطفال لا تنتهي قد تولد في لحظة وربما تكثر في حضور الأخرين ولانهم لايطلبون اشياء من الصعب الحصول عليها كثيرا ما تلقى مطالبهم استجابة من الاهل واذا ما تم رفضها يثور الصغار و يعبرون عن غضبهم بأساليب مختلفة مثل البكاء الصراخ الارتماء على الارض شد الشعر وربما الامتناع عن الطعام والشراب لفترة اذ ليس من السهل ان يستسلموا. الظروف أحيانا تدفع الطفل لان يطلب ويلح يصطحب الاب طفله في مشوار مثلا فتستوقف الصغير دراجة او دب او بندقية مثلا باحد المحلات او تذهب الاسرة في زيارة لاحد الاقارب او الاصدقاء لتبدأ المحاولات في الحصول على ما لدى الغير بالاصرارعلى اللعب بالعابهم ومن ثم التشبث بها عند انتهاء الزيارة الامر الذي يوقع الاسرتين في حرج بالغ..وهناك من يتبع اسلوبا ربما اكثر دهاء فهو.لا يفكر باي طلب، الا في حضور اخرين حتى يضمن تلبية مايريد. يرى بعض الاهل في كثرة الطلبات نوعا من الانتهازية والانانية التي تدفعهم لتوبيخ وتأنيب الابناء وتهديدهم بعقوبات مختلفة كالحرمان من اللعب او الخروج من المنزل او المصروف اليومي ، فيما يعتقد اخرون بان تلبيتها يشكل حافزا قويا نحو مزيد من الجد و الاجتهاد ، واطاعة الام، والالتزام بالنظام والهدوء والادب في البيت وخارجه.. الحاح الطفل لاقتناء شيء يلفت انتباهه ، دراسة مهمة تناولتها استاذة علم النفس كرستين برونييه ، اوضحت بأنها مسألة عادية جدا ، تحدث مع جميع الاطفال ، لكن اذا استمر الوضع بشكل مبالغ به ، فهو يعبر عن رغبة الطفل في الاستقلالية ورفض خيار الاهل ، او شعوره بالحرمان من حقه في الحصول على ما يريد، وفي بعض الاحيان يجسد هذا الاصرار انحرافا سلوكيا بسبب التدليل الزائد.، مما يتطلب التعامل مع هذا الامر بحزم شديد ، بعيدا عن اساليب القمع التي اثبتت عدم جدواها تضيف: يجب ان يبحث الاهل طلبات الطفل بحوار هادىء بعيدا عن العنف ، وان يتم افهامه بان ما يطلبه لم يكن في سياق المشوار مثلا .، ومن الافضل تحويل انتباهه عما يريد ، وعليهم ان يكونوا اقوى من رغبته التي لاتعرف احيانا حدود ، لان الاستجابة المستمرة ، وان كانت امكانات الاسرة تسمح بذلك ، تفسده وتمنحه زعامة وهمية ترافقه حتى الكبر، وقد تتسبب في عدم التفوق عندما يصطدم بالواقع ،ولابد من ان يعرف الطفل بانه ليس بالضرورة ان يوافق على جميع طلباته ، حتى لو كان هو الطفل الوحيد في الاسرة. يذهب عامر43عاما الى ضرورة التمييز بين طلبات الابناء فهناك ما هو هام لايمكن تجاهله ، وهو يحاول قدر الامكان الامساك بزمام الامور في التعامل مع هذه القضية الهامة والتي تأتي في صميم تربية الاطفال ..فهي في احيان كثيرة تضرهم وتعزز من بعض الصفات السلبية مثل الطمع وعدم القناعة ،. والتي قد يحملونها حتى بعد ان يكبروا ..صحيح ان الطلبات تعزز مشاعر الابوة، لكن لابد ان يتربى الطفل على القناعة وبان من الصعب عليه الحصول على مايريد دائما والا خربت اخلاقه ، في ظروف مختلفة تضطر الاسرة لتلبية طلبات طفل مريض لديها ، بخاصة اذا حرمه مرضه من الذهاب الى المدرسة واللعب كما هو الحال مع عماد 10سنوات والذي تعرض لاكثر من كسر في الساق ، وقضى معظم العام في الجبس وما يزال يستخدم عكازين لمساعدته على المشي ،يقول والده يضطرني هذا الوضع لعمل توازن بين تعاطفي مع الصغير، واحساسه بالحرمان من الاشياء التي يحبها كاللعب والمدرسة .لكن تلبية طلباته كلها سلاح ذو حدين يسعده وقد يتعسه في الوقت ذاته لا نها تعزز من شعور النقص لديه. للامهات اسلوب اخر في التعامل مع طلبات الابناء تقول ربة اسرة نريمان عفانة وام لطفلين .. : اعترف بان طلبات الطفل الاول كانت مجابة وبلا حدود ..لكن بعد ان اصبح لدينا طفل اخر، وبعد ان كبر الطفلان وزادت طلباتهما، اضطررنا لوضع حد لها ، ومع ذلك طفلي الصغير هو من تكثر طلباته اذا ما رافقني الى السوق مثلا ، وهذا دفعني لاصطحب شقيقه الاكبر الذي لايفكر في طلب أي شيء، بل احيانا انا من ابادر في شراء اشياء يحبها. مجاراة الاسرة لطلبات قد تبدو بسيطة احيانا لايصب في مصلحة الابناء،والامثلة كثيرة. طفل سمين يصر على شراء انواع مختلفة من الحلوى، او يجبر اسرته على اصطحابه الى احد مطاعم الوجبات السريعة، الرضوخ لرغبة اخر بتناول ايسكريم برغم اصابته بالتهاب في الحلق، او السماح لصغير لايتجاوز سنه عامين باحتساء بعض القهوة في صحن الفنجان ،.وغيرها واذاكان على الطفل الا يتجاوز حدوده فيما يطلب ، فعلى الاهل الا ينسوا بان المطلوب دائما موقف حاسم لارجعة عنه ، وأن (لا يعني لا) .فليس كل طلبات الاطفال يجب ان تكون اوامر تنفذ.!!