فرصة ذهبية يجب أن تستغلها تستطيع فيها أن تترك السيجارة وأن تودع التدخين للأبد فقد ارتفعت أسعار علبة السجائر بما يوازي 35 % للسجائر المستوردة و10 % للسجائر المحلية.. وإذا أضفنا إلي ذلك أن سيجارة واحدة كفيلة بدخولك في متاهة من الأمراض تؤدي جميعها في النهاية إلي مصير محتوم.. فهل تقتنع.. هل تدرك أن 'ما يحتاجه البيت يحرم علي الكيف'؟! وأن صحتك هي تاجك وأن كل الأديان السماوية أوصت بعدم الاسراف في الصحة والمال.. أرجوك اقرأ هذا الموضوع ثم خذ قرارك قبل أن تجيب. الدراسات تؤكد أن التدخين عامل رئيسي يؤدي إلي الوفاة وأنه سبب رئيسي للإصابة بأمراض الضغط والسكر وارتفاع نسبة الكلوليسترول بالدم كما أن التدخين يعتبر من أهم أسباب تصلب الشرايين وحدوث الجلطات القلبية. الأهم من ذلك أن مصر هي أولي الدول العربية انفاقا علي التدخين فالمصريون يدخنون حوالي 80 مليار سيجارة يوميا، تكلف مصر حوالي 3 مليارات جنيه كنفقات علاج أمراض القلب المختلفة الناتجة عن التدخين. كما أن الأسرة المصرية تنفق 5 % من دخلها علي التدخين ويقدر عدد المدخنين في مصر بحوالي 13 مليون مدخن أي بما يمثل 21 % من سكان مصر. في نهاية العام الماضي وبالتحديد في شهر نوفمبر وقعت وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وجهاز التعبئة والاحصاء اتفاقا للتعاون المشترك يستهدف مسح واحصاء اعداد البالغين من المدخنين للسجائر والشيشة بهدف وضع خطط مستقبلية للتغلب علي 'وباء التدخين' وقد أكد الدكتور زهير صلاح ممثل منظمة الصحة العالمية أن الدراسة بشأن التبغ في مصر ستكون أول بحث فعلي يمثل جميع المتغيرات بشأن مجتمع التدخين. حيث ستتم دراسة جميع العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي يمكن أن ترتبط بالتدخين. وهذه الدراسة التي ستنجز نهاية هذا العام '2008' لتبدأ بعدها خطط المكافحة بناء علي أسس سليمة واحصاءات حقيقية. ويحذر الدكتور عادل الأتربي استاذ أمراض القلب بطب عين شمس ورئيس شعبة تجلط الدم من التراخي في اكتشاف وعلاج مرض تصلب الشرايين مؤكدا خطورته وزيادة معدل الإصابة به، وأضاف الاتربي أن مرض تصلب الشرايين يمثل 22 % من أسباب الوفيات في العالم طبقا لاحصائيات منظمة الصحة العالمية، وأن 29 % من مرض تصلب الشرايين لديهم مشاكل مرضية أخري، وأن مريضا من بين كل 7 مرضي بالشرايين أصيبوا بجلطات المخ وأن من أسباب انتشار المرض وزيادته هو التدخين الذي يمثل عاملا رئيسيا للإصابة بالمرض والذي يجب الاقلاع عنه فورا تجنبا لهذ المرض القاتل. لماذا ندخن؟ .. يقول الأستاذ الدكتور مصطفي عوض أستاذ علم الانثربولوجيا الاجتماعية بجامعة عين شمس ان هذا السؤال حير الكثيرين، رغم أن كل فعل يقوم به الإنسان لابد أن يكون له سبب مباشر لولاه ما ظهر هذا الفعل فالإنسان يأكل اذا شعر بالجوع وهكذا يؤدي باقي احتياجاته البدنية والعقلية.. أما التدخين فليس له سبب يقضي بحدوثه في بدايته، ولكن الإنسان يذهب إليه طوعا تحت ظرف اجتماعي أو نفسي يتخيله ويعيش فيه وكأنه يسير إلي الهاوية بقدميه، فنري من يقول أنا أدخن لأجاري زملائي وأصدقائي، أو آخر لانه يشاهد نجوما مشهورين يدخنون، أو لأن والده يدخن أو مثله الأعلي مدخن ومنهم من يدعي أن يدخن ليثبت رجولته، ومنهم من يدعي في التدخين متعة. والحل كما يراه د. مصطفي لا يأتي إلا بوقفة حاسمة مع النفس ولنجعل هذه المغالاة التي يتعامل بها تجار التبلغ من صغار التجار حتي كبري الدول التي نستورد منها السجائر المستوردة نصب أعيننا ولنقاطع هذا المرض القاتل ولنبدأ حملة قومية لحماية الشباب منه. فهذا أولي من التشدق عن مضار التدخين دون فعل حقيقي خاصة وأنه يحمي صحة مواطنيه وميزانيات دولة ويمنع المتاجرة والربح الوهمي علي حساب الغلابة الذين لا يستطيعون ترك السيجارة بكل أسف.